"عاجل من فلسطين: الفصائل الفلسطينية تدعو لمسيرة مليونية تضامنا مع الشعب المغربي" هكذا علق نشطاء 20 فبراير على المسيرة التي نظمتها جماعة العدل والإحسان بدعوة من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بالرباط. رغم أن العدل والإحسان كانت توجه لها انتقادات بالجملة حول الطريقة التي تتعامل بها مع الحراك العشريني ومحاولات الهيمنة على صناعة القرار داخل الجموع العامة بمباركة اليسارية الراديكالية، إلا أن انسحابها من الحركة ترك فراغا جماهيريا خلال مسيرة الحركة، وافتقدت الحركة معها داعما لوجستيكيا صلبا يوفر الأرضية لانطلاقة مختلف مسيرات الحركة طيلة 11 شهرا شاركت فيها الجماعة جنبا إلى جنب مع الحركة.
لم يعد النقاش اليوم انطلاقا من تصريحات وتعليقات استقتها " كود " متجها نحو من يقود الحراك بالشارع؟ بل تحول إلى تساؤل آخر يتمثل في من له القدرة على تعبئة أنصاره المنظمين وكم هو عددهم لكي تكون مطالبه وشعاراته التي تصدح بها الحناجر بسند شعبي ودعم جماهيري يمكنها من إيصال الرسائل المباشرة أو المشفرة للخصوم، هذا ما استطاعت العدل والإحسان تنزيله على أرض الواقع اليوم في مسيرتها تضامنية مع فلسطين وقبلها مسيرة نصرة الشعب السوري ضد النظام السوري. أمام كل هذا تقاطرت الانتقادات التي وجهت للجماعة باتهامه بالجبن والاختباء وراء قضايا قومية عربية دون توجه لقوتها التعبوية لنصرة احتجاجات مدن كتازة وبني بوعياش وسيدي ايفني اليوم، جل المنتقضين يرون في الياسنيين أداة تنظيمية فقدت بوصلة الفعل الداخلي بالمجتمع وراكمت العديد من الأخطاء في تفاعلها مع الحراك الشعبي المغربي، وعلى العكس من ذلك صرحت قيادات " العدل " اليوم أن نضلها لازال مع المغاربة دون التفريط في هموم الشعوب العربية والإسلامية، وربط مريدو الشيخ يسين إخلاء الساحة لغيرهم توجه سياسي تمخض عن تجربة عاشتها الجماعة مع باقي الفصائل داخل 20 فبراير التجربة التي أنهكت العدل والإحسان ماديا وسياسيا وتنظيميا.
فبين التهكم الذي أطلقه نشطاء 20 فبراير على مختلف المواقع الاجتماعية واتهام الجماعة بالجبن والاختباء وراء قضايا وهموم الشعوب الأخرى. والقوة التي ظهرت بها الجماعة يوم أمس لتظهر أنها قادرة على منح أي حراك دفعة قوية ليكون أكثر تأثيرا وفاعلية، تقف الدولة ومعها الحكومة المغربية وأحزاب المعارضة في موقف المتفرج، وهم يستعدون لتنظيم مسيرة مشابهة الأحد القادم بالدار البيضاء أعلنت '' العدل " على لسان فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسمها أنها ستشارك فيها.
فهل ستخرج يوما فلسطين للتضامن مع الشعب المغربي ؟ أستحضر مقولة أحد رموز المقاومة الفلسطينية لفهم السؤال "حرروا شعوبكم وأوطانكم، تتحرر معها فلسطين"