نجحت جماعة العدل والإحسان في حشد آلاف المشاركين في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني خرجت مساء يوم الجمعة الأخير بمدينة طنجة، بدعوة الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بمناسبة يوم الأرض. المسيرة التي سبقت مسيرة «نصرة القدس»، التي نظمتها المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أمس الأحد، شارك فيها إلى جانب جماعة العدل والإحسان الإسلامية، شباب من حركة 20 فبراير، والآلاف من سكان مدينة طنجة، وآخرون قدموا من مدن مجاورة، وعرفت مشاركة مكثفة للنساء والأطفال. وشهدت المسيرة ترديد شعارات رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كما اعتبر المشاركون أن حل القضية الفلسطينية «لن يكون عبر مفاوضات السلام، التي وصفوها بالحل الاستسلامي، وإنما عبر الجهاد لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى وكامل تراب فلسطين من النهر إلى البحر»، حسب فحوى شعارات المسيرة. وانتقد المشاركون في المسيرة الأنظمة العربية، واصفين إياها «بالمتخاذلة والمتواطئة والعميلة»، مذكرين إياها بأن القضية الفلسطينية «ستظل قضية تهم كل الشعوب المسلمة والعربية»، وكالوا انتقادات لاذعة لجامعة الدول العربية، التي وصفوها ب«المتخاذلة»، كما شدد المشاركون على الارتباط الوجداني والتاريخي للمغاربة بالأراضي الفلسطينية وببيت المقدس. وكانت الثورة السورية حاضرة في هذه المسيرة، عبر رفع أعلام الاستقلال السورية، وترديد شعارات متضامنة مع الشعب السوري، وداعمة له في مطالبه بالحرية والانعتاق، كما ندد المتظاهرون بالمجازر الذي يرتكبها «الشبيحة» والجيش النظامي في حق المدنيين العزل. وتوغلت المسيرة وسط الأحياء الشعبية لمدينة طنجة انطلاقا من مقاطعة بني مكادة، ومرت عبر عدة شوارع رئيسية وسط المدينة، كما شهدت حضور وجوه بارزة من قيادات جماعة العدل والإحسان، في مقدمتهم عضو مكتب الإرشاد محمد الحمداوي. وفي تطوان خرج أكثر من 4 آلاف شخص، مساء يوم الجمعة الماضي، في مسيرة حاشدة لتخليد يوم الأرض الفلسطيني ونصرة القدس وإدانة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وذلك استجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المقربة من جماعة العدل والإحسان. وانطلقت المسيرة من وسط مدينة تطوان، مرورا بشوارع مختلفة للمدينة، ورُدِّدت خلالها شعارات إسلامية ضد اليهود، مثلما رفعت لافتات ذات طابع إسلامي، تندد ب«الاعتداءات المتواصلة للكيان الإسرائيلي على الفلسطينيين العزل واقتحام متطرفين صهاينة للحرم القدسي». وتزامنت مسيرة جماعة العدل والإحسان مع مسيرات ووقفات مماثلة في مدن مغربية مختلفة، وأخرى بمختلف دول العالم في إطار ما سمي ب»المسيرة العالمية نحو القدس» والتي شارك فيها أيضا أعضاء من جماعة العدل والإحسان من مدينة تطوان، حيث سافر هؤلاء إلى الأردن، ضمن وفد الجماعة، لتمثيل المغرب في المسيرة العالمية نحو القدس. وانتقد المتظاهرون في مسيرة تطوان عدد من الأنظمة العربية بسبب ما وصفوه ب«صمتها الرهيب» تجاه ما يعانيه الفلسطينيون، كما صدحوا بشعارات ضد بعض الأنظمة التي وصفوها ب«العاجزة» عن مواجهة الكيان الإسرائيلي. وفي تطور مثير، تناول الكلمة في مسيرة تطوان عمر الحدوشي، أحد شيوخ ما يعرف ب«السلفية الجهادية»، وذلك رغم تباين مواقفه الفكرية والإيديولوجية عن المرجعية الصوفية والسياسية والدينية لجماعة عبد السلام ياسين. وشدد المشاركون في المسيرة على ضرورة استمرار الحراك الشعبي لنصرة الأقصى الشريف، وللحفاظ على روح القضية الفلسطينية التي تعتبر من أبرز القضايا التي يوليها الشعب المغربي اهتماما وتضامنا خاصين وما تمثله لسكان تطوان، الذين عرفوا دائما بنصرتهم لفسلطين وبالتزامهم المسؤول تجاه قضيته العادلة.