الصحافة الصحافة ... كأي عمل انساني، مالم يكن اساسه الاخلاق، فهو منهد لا محالة، وحين تستعير وجها غير وجهك، وتجعل من لسانك، او قلمك سيفا يقطع كل الرؤوس، حتما لن تجد في النهاية الا رأسك، فهل ستملك الجرأة لقطعه؟ ام انت ومن بعدك الطوفان... مناسبة نزول هذا الحديث، نقاش دار بيني ومجموعة من الاصدقاء، سألني فيه احدهم عن رأيي في \"نيني\" المشهور، فأجبته جوابا جعله يسألني عما إذا كنت أعتبر نفسي احسن من \"نيني\"... \"نيني... نيني يا مومو حتى يطيب عشانا ولا ما طاب عشانا...\" لازمة رددتها النساء لتنويم الاطفال، هي \"السكاتة\" اليوم، وأشياء اخرى مما توصل اليه العقل البشري الذي لا نستطيع التنبأ بما يمكن ان ينتج/ \"نيني\" انامتنا ونحن صغار كما انامت قبلنا الاباء والاجداد، واليوم وانت في ريعان شبابك او كهولتك تنومك ياعزيز، بالنقر على الوتر البالي، بالطريقة ذاتها التي استعملتها الامهات كي تسترحن من \"صداعنا\"، ونحن صغار.. تلجأ ربات البيوت، وأسيادها الى \"نيني\"، او بتعبير أدق تستعمل \"نيني\" كمسكن تخمد شحنات الصراخ التي تملأ الفضاء، فيهدأ الطفل على نغمات \"نيني\" وحركات المنومة (أما كانت ام امرأة اخرى). وتسألني ايكما افضل.. إذا سألتني يا صديقي، سأجيبك بلسان سليط، لأذيقك مرارة ان يخدش عرضك، وتلوث كرامتك، وبعد ان تعيش التجربة، وتعرف معنى ان يرى الناس ويسمعوا شخصا يهان، انذاك، سأعانقك، طالبا السماح، صديقي اني لم اكبر مع امي لوحدها، وانما ترعرعت في حضني والداي، وهما ربياني ان احترم غيري، وأصون شرفي، واحافظ على كرامتي وكرامة غيري.. واذا سامحتني، أحيلك على ديننا الحنيف، واقول لك بلسان من اصطفاهم العزيز القوي المتكبر الجبار،المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. فإذا وصلك الخطاب لا أعتقد سيغيب عنك الجواب...