... ما كدنا ننسى مهازل الكرة وطاعونها "البلدي" ، بخروجها المبهدل من نهائيات كأس الأمم الافريقية 2008، وما تبعها من لغط وأخذ ورد "حتى تحت قبة البرلمان " سرعان ما هدأت العواصف بعده ، وعادت الأمور الى الدوران على النحو الذي أرادت له الجامعة "بمهندسها" أوزال وجماعته ، بإلهاء الجميع بقصة البحث عن مدرب جديد للمنتخب الوطني ، وبالسير والمجئ ... ونيني يا مومو حتى يطيب عشانا ... قلت ما كدنا ننسى هذا الطاعون الكروي ، حتى جاءت ألعاب بكين لتفضحنا شر فضيحة ، وتعري عورة رياضاتنا شر تعرية ... بعدما نومنا المسؤولون الرياضيون في العسل ، بتصريحاتهم الرنانة وبصورهم الملونة لما سيكون عليه حضورنا في أكبر محفل رياضي في الكون ... لم يدع أي من هؤلاء خط رجعة ، كانوا متأكدين أننا من أفضل أمم الرياضة ، وأننا انتقينا أجود ما عندنا من الرياضيين لتمثيلنا في هذا الحدث الرياضي الكبير ، بعدما لم تنجح كثير من الرياضات ككرة القدم والسلة واليد والطائرة والتنس في إيجاد موضع قدم لها في الأولمبياد الصيني ... أما الرياضيون فإنهم هم الآخرون لم يشيروا ولو بالهمس الى أي شئ قبل السفر إلا بعدما "أكلوها " في عظامهم وسيقانهم... فأغلب الذين دخلوا المنافسات وخرجوا منها كما لم يكونوا قد دخلوها صرحوا لوسائل الإعلام أنهم " لم يستعدوا بما فيه الكفاية " ، وأن المنافسين كانوا أقوياء ، كما قالت لاعبة التيكواندو وبعض أفراد ألعاب القوى , أما في الملاكمة فيكفي أن صورة الملاكم أمانيسي طافت العالم ومازالت "معشعشة" في ذاكرة جميع المغاربة لم تفاقها لأنها فعلا صورة نادرة لملاكم حطم كل الأرقام ، ومع ذلك ظلمته اللجنة الأولمبية الدولية في عدم الإحتفاء به ، وبلحمه وشحمه المتدلي فوق بوديوم الأبطال ... من ينسى هذا الملاكم لا كثر الله من أمثاله... نحن لسنا "مسعورين " على الميداليات ، ولسنا ضد أن يتعرض رياضيونا للاقصاء ، لأن ذلك من صميم قواعد التنافس ، لكن ضد أن نذهب برياضيين غير قادرين على المنافسة ، غير مستعدين ، غير طموحين ، وغير "حارين " في الدفاع عن الألوان الوطنية ، وضد مسؤولين رياضيين يكذبون علينا ، وضد أطر بعيدين كل البعد عن مستوى قيادة الرياضيين الى ما يصبون اليه، ويكفي هنا أن نشير الى أنه في المباراة الأخيرة للملاكم العرجاوي كان المدرب يقول له " إفعل كذا وكذا" ومساعده يقوله العكس ... إلى أن تشتت تفكير ولد المحمدية ، لم يعرف ماذا يفعل بالضبط في مباراة حاسمة جدا ، هل يتبع المدرب أم المساعد ؟ والنتيجة أن الرجلين التقنيين "خرجا " على العرجاوي فلا هو أبقى على تقدمه في المباراة ولا هو احتفظ برباطة جأشه فيها حتى النهاية التي أعلنت هزيمته ... والواقع فان من رأى العرجاوي يبكي عند إعلان النتيجة يتأكد أنه كان يقول في قرارة نفسه " وكلت الله على من كان السبب فيما أنا فيه الآن". وعلى أية حال لقد تمنينا في كثير من أيام الأولمبياد ألا نكون حاضرين فيه ، لأنه اذا كنا نذهب لأن "تكسر" ضلوع ممثلينا ، وتنفخ وجوههم ، وتفرغ سيقانهم ، فإن من الأفضل أن نبقى في " ديورنا هانيين " بلا صداع رأس ولا أوجاع قلب ... وبالتالى تبقى فلوسنا في جيوبنا ... ومن أراد الاحتكاك واكتساب التجربة فهناك أماكن ومناسبات أخرى غير الأولمبياد حيث لا مكان إلا للأقوياء استعدادا وطراوة... وفي ذلك تنافس المتنافسون... لقد تألمنا كثيرا للحالة التي وصلتها رياضاتنا أصابتنا بغصة كبيرة ، وصدمة عظيمة لأننا أصبحنا نطلب فقط أن ندخل سبورة الميداليات حتى " بالقصدير"... فهل انتهت نخوتنا وأصبحنا نقبل " باللي كاينّ؟ إذا كانت السيدة نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة قد قالت للرياضيين المغاربة في بكين إن مجرد الوصول للأولمبياد يعد إنجازا كبيرا في حياتهم الرياضية ، فإنها تعرف أن الوصول إلى البوديوم له قيمته الكبرى عند الدول لما يرمز له ذلك في تاريخها الرياضي... ولا نظن أن مجرد الحضور يعني الدخول إلى خانة الكبار ، وإلا لما " صدعت " أكثر من 200 دولة رأسها بهذا الذي إسمه الأولمبياد... " وا خليوها على الله أو صافي ".