1 طفلٌ مجهولٌ نامَ على سريرٍ من غُبار وَجْهُهُ مُتآكِلٌ بالتُّراب أصابعُهُ النحيفة الشفافة تُشيرُ إلى البحر خَالَ نفْسَهُ سفينة ألقى نَسائفَ مِنْ وَرَق ولكيْ يَفرَحَ في سماءٍ فارغةٍ كانَ أحبَّ المدرسة والنّوافذ 2 بعْد عَقْدٍ سوفَ تُغطّي اللحية وجهي وأصبحُ رُبّاناً بعْد خمْسِ سنواتٍ سأرتَدي حِذاءً وبذلة من صوفٍ بعْد خمْسِ سنوات لنْ أرْسُمَ البحرَ أبداً على صفيحةِ غُرفتِنا سيكونُ لأبي أكثرَ من جواد ومَلِكة سوف تغدو أمّي أختي الصّغيرةُ ستملِكُ جزيرةً إكليلاً وكرزاً عندما سَأتعلَّمُ التاريخَ والعِلمَ والإبْحار سوف أركبُ البحر بقميصٍ من حرير على سريرٍ مُلوَّنٍ بيتاً صغيراً نسكنُ قفصاً سقفُهُ الوَرَقُ المُقوّى وسعَفُ النخل بيتاً مُنتصِباً مثل زُجاجةٍ ملقاةٍ في أرضٍ من حَجَر كان يَحلمُ ذاتَ يَومٍ نَزَلَ صُحبة رفاقهِ إلى الشارع رافِعاً مثلهم يَدَهُ مُتحدِّياً السّماءَ المُرَّة وأجْهِزةَ النظام جَسَدُهُ الصّغيرُ مُلطّخٌ بقليلٍ منَ الدّم خفيفٌ فراشةٌ داسَتْها نِعالٌ ثقيلة حُلمٌ مُختزَلٌ لِطفلٍ مجهول دُفِنَ بعَجَلٍ. الأفقُ جدارٌ من صَوّان الجدارُ مِرآةٌ بالية النهارُ ظِلٌّ عارٍ الفِكرةُ سِتارٌ مُتَغضِّنٌ النّهْرُ مُجرَّدُ ذِكرى الكلِماتُ حفنة مساميرَ صَدِئةٍ تُدْمي يَداً مقبوضة 3 بيدين من صَوّان صِغارُ الأزقةِ السفلى يقلبون متاريس الاستخفاف يأكلون التينَ الساقط شقّهُ خيطٌ من عسلٍ ينقلون الحجارة وكومات الوحل ينحِتون أجسادهم في خشب الأرز ويمنحون عيونهم واسعة إلى الشفاه الساخنة من المدينة إلى التيه. 4 نساءُ التراب الأمغر لا يضعن حجاباً. يعملن أكثر من الرجال. الرجلُ فوق فرسه سيِّدٌ. راجلة تتبعه المرأةُ. جسدُها راقصٌ، هو الصوتُ والنبع، نشيدٌ عميقٌ لِلجبل الذي يتذكّر. 5 في بلادي يحِبّ الرجلُ المرأةَ من غير ودّ المرأة تحشو الفمَ بالصلصال وتُنجبُ أطفالاً كلُّ طفلٍ كلامٌ مُلتقط ليلاً مُداعبة الزمن أبدية صغيرةٌ للفجر صادرة عن بطن مُستعبَد نِعمة مثل يَد النهْر على أفق العُزْلات. 6 أجساداً خفيفة أجساداً موشومة رسَمَتِ الأرضُ الحمراءُ حديقة وعليها طرَحَ الفجرُ حلياً الضوءُ يتراقصُ بإيقاع اللغز على الكثبان مثل مداعباتِ العشق أحيدوس على الرمال مثل ضحِكٍ في العشب إنه مكتوبُ السماء يستعطِفُ سُفنَ الذاكرةِ التي الآن نأت. 7 مثل سقوط الضوء نبت النهارُ من المِرآة حيث أفراسُ السماء تأتي لِترتوي.