رحل أخيرا عن عالمنا الشاعر المغربي الشاب (منير بولعيش) بعد معاناة مع المرض، وكان واحداً من أشهر شعراء قصيدة النثر بالمغرب، قدم الشاعر الراحل مجموعته الشعرية الوحيدة "لن أصدقك أيتها المدينة" قبل وفاته والصادرة عن مطبعة سليكي - إخوان بطنجة، وتتسم هذه المجموعة المكونة من 66 صفحة من القطع المتوسط والمقسمة إلى محورين يضم المحور الأول القصائد التالية: حكمة، نوستالجيا، تعاسة، الرجيم، عولمة، غرق، هكذا إذن، الكيخوطي، شهادة إثبات، ريح الشرقي، الرافظة، إقامة جبرية، هيراقليطس، ذكرى، نخبك أيها الرجيم، أما المحور الثاني فيتكون من القصائد : الشاعر، مفتاح المدينة، خروب المدينة، لم أكن رائيا كما اليوم ، عميل مزدوج ، قبلة سوداء ، طنجافوبيا، حكاية الأميرة التي لا تبدأ ب...، القصيدة خرجت إلى الشارع . وتعكس هذه العناوين الدالة طبيعة المتن الشعري لتجربة منير بولعيش المتسمة بالقطع مع الذاكرة الإيقاعية الكلاسيكية القائمة على شعرية السطر الشعري لصالح شعرية التكثيف والإيجاز وقوة الاستعارة. من شعره نقرأ؛ أتدخر ما يكفي من الصفاقة ؟؟ كي تجلس وجها لوجه أمام كأس الشاي و قطعة المدلين و تشرع كمثل الروائي في افتعال النكوص معبأ بالتداعي النوستالجي و قناع ميثولوجي أتقن مثلك لعبة القفز فوق السياج... تتقمصه / يتقمصك كيما لا تعرف أيكما أنت (القناع أم أنت ؟ !) و أيكما يمنح للآخر ذاكرة ؟ كي يعيش في الزمن الضائع بسلطة الذكريات أعرف: التنفس في الأسطورة أقدر على الخلود فلتتأسطر... و لتتذرع بنشيدك الطفولي: قافلة تمر لست قافلة أنا آدم كائنا من كان... آدم ليس إلا...