«لن أصدقك أيتها المدينة» هو عنوان العمل الشعري الأول للشاعر المغربي الطنجاوي منير بولعيش، الصادر عن مطبعة سليكي- إخوان بطنجة بصحبة لوحة فاتنة ومعبرة أبدعها الفنان حمزة حلوي. وتتسم هذه المجموعة المكونة من 66 صفحة من القطع المتوسط والمقسمة إلى محورين يضم المحور الأول القصائد التالية: حكمة، نوستالجيا، تعاسة، الرجيم، عولمة، غرق، هكذا إذن، الكيخوطي، شهادة إثبات، ريح الشرقي، الرافظة، إقامة جبرية، هيراقليطس، ذكرى، نخبك أيها الرجيم، أما المحور الثاني فيتكون من القصائد : الشاعر، مفتاح المدينة، خروب المدينة، لم أكن رائيا كما اليوم ، عميل مزدوج ، قبلة سوداء ، طنجافوبيا، حكاية الأميرة التي لا تبدأ ب...، القصيدة خرجت إلى الشارع . وتعكس هذه العناوين الدالة طبيعة المتن الشعري لتجربة منير بولعيش المتسمة بالقطع مع الذاكرة الإيقاعية الكلاسيكية القائمة على شعرية السطر الشعري لصالح شعرية التكثيف والإيجاز وقوة الاستعارة، كما يتميز هذا العمل الإبداعي بانفتاحه الواعي على مرجعيات جمالية مختلفة جعلت من ديوان "لن أصدقك أيتها المدينة" يتسم بهيمنة مكون المكان ومحاورته بثقله التاريخي والرمزي والانساني بحثا عن الممكن الجمالي عبر لغة قلقة ومشاكسة تعكس انوجاد الشاعر ?هنا والآن- في الفضاءات المفتوحة والمغلقة، المعلومة والمجهولة ، وعبر قصائد قائمة على الإبدال الدلالي و الكتلة والشذرة مادام الشاعر- الهيبي الأخير- لايصدق مدينته، بل يصدق قصيدته الأبهى. « درلاكوروا أيها التعس أجئت تبحث عن الضوء في مدينة كل ما فيها يهدد بالسواد..»