دعا بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، نوابه حزبه الذين قضوا 3 ولايات بالبرلمان إلى عدم الترشح مرة أخرى، وذلك بهدف إرسال رسالة مفادها التجديد داخل الحزب. وكتب التليدي تدوينة أسماها "نصيحة للمستقبل"، جاء فيها " انصح الاخوة الذين قضوا ثلاث ولايات انتدابية في البرلمان باسم حزب العدالة والتنمية ان يعطوا الدرس بالإعلان عن رفض الترشح للبرلمان لولاية رابعة حتى ولو تم ترشيحهم". تابع "الإعلان عن هذا الموقف قبل تعديل القوانين بما يرسم تقييد الترشح بولايتين متتاليتين، سيكون بمثابة رسالة واعدة للشباب، للتجديد، لقوة التنظيم وتماسكه، للمستقبل، مضيفا بالقول " ادعو بعض القيادات التاريخية التي تجاوزتها السياسة ان تتحلى بكامل الجراة وتقرر مغادرتها بشكل طوعي وإن تعود للمواقع الفكرية لدعم المشروع الإصلاحي وترشيده وتقويمه نحتاج في هذه اللحظة العصيبة لمواقف رسالية ورمزية من هذه الشاكلة. مثل هذه المواقف تظهر ان المبدأ الإصلاحي هو أكبر من الحرص على الموقع". وفي هذا الصدد، قال كريم عايش، باحث في القانون الدولي والعلوم السياسية، إنه "مع اقتراب الانتخابات السنة المقبلة، بدأت الساحة السياسية تعرف تحركات، وتسخينات ورمي كرات اختبار ، فمنها ماهو خفي لا تتناقله الجرائد والمواقع كحرب الفروع والمكاتب المحلية، ومنها ترحال مناضلين من لون الى لون والاستقالات والانضمامات وكأننا على اعتاب ميركاطو سياسي حيث كل حزب يسعى لاقتناص رؤوس لوائح تضمن ضخا بمصاريف الحملة والتزكية والولائم". واضاف قائلا، في تصريح ل"فبراير" "غير أن المقرات المركزية الاحزاب لها طقس خاص و ميركاطو من نوع فريد وهو فن المزايدات السياسية والتقلبات التنظيمية، حيث يتحول مقر الحزب لكل انواع الجدال التنظيمي والتنظير الفكري في أفق الظفر بتزكية او الاستقرار في اللوائح الوطنية سواء نساء، شبابا او قياديين، وهو الذي غدا صراعا جديدا بين ما يعرف بتيار بنكيران وتيار المستوزرين والمنتفعين من الريع والمناصب الدسمة والامتيازات، حيث ينتظر كل المتابعين الى ما ستؤول الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي، والذي في نفس سياقة جلب معه مطلبا جديدا ظاهره تجديد الدماء وتغيير الوجوه وباطنه أشياء أخرى". ومضى يقول "فالمطالبة بولايتين انتخابيتين لاعضاء حزب العدالة والتنمية وان كان مطلبا قد ينافي التقليد الذي دأب عليه سياسيونا من تحويل التمثيلية الانتخابية كأصل تجاريي يحافظ عليه السياسي قصد توريثه للابناء والاقارب والاتباع، فإنه ايضا قد يدل على رغبة متنامية في اقتسام كعك الريع المتناثر وحساء الامتيازات اللامحدودة، وهو دليل على التدافع السياسي ليس له هدف غير التموقع وبناء مسار سياسي رسمي على غرار ما بناه السابقون داخل حزب العدالة والتنمية وتحولوا بفضله الى احجار زاوية داخل الحزب اصبح الجميع يرغب في ازالتهم". وتابع "وهو ما سيؤدي إلى إحداث ردود فعل في الساحة السياسية على اعتباره يعيش تحت وطأة حركة تصحيحية الأولى من نوعها والتي ان تحقق لها المؤتمر الاستثنائي قد تحيي امال حركات تصحيحية عديدة فشلت في تحقيق إقامة مؤتمرها بفعل أسباب كثيرة لم تقدم للسياسة الا النفور والعزوف وأكدت على ارتباط الاحزاب وقياداتها بالفساد السياسي والفردانية والحسابات الشخصية الضيقة والقمع الفكري والتنظيمي. لدى ربما كان مقترح حد التمثيلية الانتخابية في ولايتين ولو كان ظاهرها مميزا فهي بارتباطها بقرب الانتخابات والتطبيل والتهليل لعرس ديمقراطي والثورة داخلية، قد لا تكون في حقيقتها الى بحثا عن مقعد ضمن منظومة سياسية حزبية فاسدة وانتهازية".