بعد ساعات من صدوره تفاعل مراقبون وخبراء مغاربة، مع تقرير الأممالمتحدة، الذي اعتبروه فاصلا في مقاربات الأممالمتحدة بالنسبة لنزاع الصحراء، بين ما قبل غوتيرس ومن سيأتي بعده، كما اعتبره البعض منعطفا تاريخيا كبيرا من حيث المقاربة واختيار الكلمات وترتيب الأحكام، وثقل مجموعة من الفقرات خاصة ما تعلق بالأنشطة الأخيرة والأنشطة السياسية ثم التوصيات. فيما يخص الأنشطة، يقول العجلاوي، فتضم 23 فقرة 13 منها مخصصة للكركرات، هنا الأمين العام يقول بالحرف أنه خاب ظنه في الوقت الذي أرسل فيه نداء يوم 25 فبراير على أساس انسحاب جميع الأطراف، والمغرب استجاب يوم 26 في حين وقع تعنت من طرف العناصر المسلحة للبوليساريو، ويقول أن هذا سيؤدي إلى الإخلال باتفاق وقف إطلاق النار، بمعنى يحمل مسؤولية كل ما سيقع مستقبلا للبوليساريو، و »هذا شيء جديد، لم نعهده في تقارير الأمين العام ». وأشار إلى كريستوف الروس، الذي حمله التقرير مسؤولية الجمود الطولة الأمد، رغم أنه ترك بصماته فيما يخص تحميل الأطراف المسؤولية ومحاولته التنصل من 8 سنوات من الجمود، وهنا الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن الروس ويقول أنه تم استدعاؤه من لدن باريس يوم 21 نوفمبر، ما مفاده أنه أبلغ بأن هناك 7 سنوات من الجمود وأن عليه أن يطلب مغادرته للمنصب، وهذا ما يفسر ربما تقديمه للاستقالة في يناير إلى الأمين العام. كل هذا يبرز أن ما يتعلق بالأنشطة الأخيرة والشق السياسي يتحدث كثيرا عن تصفية مخلفات الماضي، وإعادة التوازن. أما بالنسبة للتوصيات، فالأمين العام يطرح مقاربة جديدة دينامية وواقعية وتأخذ بعين الإعتبار أشكال تقرير المصير، بمعنى آخر أن الأمين العام عندما يتحدث عن الواقعية فهذا يشير بصفة مباشرة إلى مشروع الحكم الذاتي بالمغرب مع إدخال صيغة من أشكال تقرير المصير لإيجاد حل سياسي، وكل هذه الأشياء تبرز أن الأمين العام الجديد سيؤثر في مسار القرارات المتعلقة بالصحراء. ويضيف العجلاوي في اتصال مع فبراير.كوم، إن غوتيريس لديه جرأة كبيرة، وطالب مجلس الأمن بشكل أو بشكل آخر بالضغط على البوليساريو من أجل سحب عناصرها المسلحة من منطقة الكركرات، وهذا شيء جديد. وأكد المتحدث أن التقرير يتضمن 21 صفحة ب 83 فقرة، مركزة بشكل أساس على ما سبق ذكره، وتبرز أن الرجل بالفعل يبحث عن حل، مع العلم أنه كان المفوض لشؤون اللاجئين وزار مرات عديدة مخيمات تندوف وهو يعرف الإشكال الكبير في المنظقة بالإضافة إلى أنه كذلك كان رئيسا للأممية الإشتراكية، وعضو الحزب الإشتراكي البرتغالي الذي له علاقة قوية مع اليسار المغربي، ويعرف التاريخ المغربي، ويعرف أن المشكل هو الجزائر، ويضع مسؤولية الدولة الجزائرية في ميزان حل نزاع الصحراء، وهذا أيضا ينسجم والطرح المغربي، وبالتالي فهو يعرف الملف جيدا عكس بان كي مون القادم من آسيا والذي كان يغمض عينيه بشكل مستمر على نزاع الصحراء. ثم أن التقرير الإيجابي جاء في سياق يعتبر فيه المغرب فاعلا جهويا وقاريا، ويتعامل معه بثقله القاري والاستراتيجي والأمني وكل المقاربات التي يمكن أن تعطي للمغرب هذا البعد الدولي، يضيف الأكاديمي