* العلم: الحسن الياسميني أكدت وسائل إعلامية متطابقة أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الأمريكي «كرستوفر روس» استقال من مهمته التي ناهزت ثمان سنوات لم تزد قضية الصحراء المفتعلة إلا تفاقما بتحيزه السافر عبر تصريحاته ومبادراته وأيضا تقاريره المنحازة التي كانت سببا في الأزمة التي اندلعت السنة المنصرمة بين المغرب والأمين العام السابق الكوري بان كي مون. وكان هذا الأخير الذي لم يكن يعرف قضية الصحراء إلا من خلال تقارير روس، قد تصرف خلال زيارة له لتندوف تصرفا لا يتماشى مع قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن، ولا مع المهمة الخاصة لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء المعروفة اختصاراً بالمينورسو. حيث نعت المغرب بالمحتل. وتسبب في أزمة لم تكن في صالح المغرب. وكان المغرب قد اعترض مراراً على تصرفات كريستوفر روس وطالب بتنحيته وتجنبه في العديد من المناسبات التعامل معه. بسبب تحيزه للموقف الجزائري. وحسب عدد من الملاحظين السياسيين فإن «كريستوفور روس» لم يعد يجد مكانا له بعد انتخاب البرتغالي «أنطونيو غوتيرس» أمينا عاما للأمم المتحدة الذي يعتزم بث روح جديدة في قضية الصحراء تعتمد على قرارات الأممالمتحدة والعودة إلى روح اتفاقيات وقف إطلاق النار. ويرى الملاحظون أن أنطونيو غوتيرس ربما سيفضل مبعوثا أوروبيا وشخصا عارفا بقضية الصحراء سيراً على نهج الهولندي «بيتر فان فالسوم» الذي نظم أربع حلقات مفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو بمنتجع مانهاتن بالولايات المتحدة، وكادت جهوده تفضي إلى حل المشاكل وساهمت على الأقل في فتح النقاش حول عدد من القضايا الجزئية لعل أهمها تنظيم الزيارات بين العائلات التي فتحت أعين عدد من محتجزي مخيمات تندوف على واقع الأمر في الأقاليم الجنوبية عكس ما تروج له الدعاية الجزائرية، وساهمت هذه الزيارات في عودة عدد من المحتجزين. من المنتظرأن يجد المبعوث الأممي الجديد أمامه أوضاعا وملفات حارقة لعل أبرزها التواجد غير القانوني والمخالف للشرعية الدولية لعناصر البوليساريو بمنطقة الكركرات التي تعتبر حسب اتفاق وقف اطلاق النار بمنطقة عازلة. وللتذكير فإن هذه المنطقة عرفت تصعيدا خطيرا في الآونة الأخيرة كاد يؤدي إلى الاصطدام المباشر نظرا لتواجد عناصر مسلحة من البوليساريو على مقربة من القوات المغربية بهدف الاستفزاز، مما دعا المغرب الى تنبيه الأمين العام للأمم المتحدة بخطورة الوضع وهو التنبيه الذي أصدر بعده غوتيرس نداء إلى الأطراف بالانسحاب من المنطقة العازلة، استجاب له المغرب فورا في حين ما زالت اليوليساريو متعنثة معتبرة أن المنطقة تدخل في إطار ما تسميه المناطق المحررة. وكرد فعل على استقالة حليفها روس سارعت البوليساريو الى توجيه اللوم إلى المغرب معتبرة أن الرباط كانت وراء هذه الاستقالة، وتأتي تصريحات البوليساريو في محاولة لإلهاء الرأي العام الدولي عن موقفها المتعنت بعدم الانسحاب من منطقة الكركرات امتثالا لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك في محاولة لاستئناف الوضع الذي يمكن أن يستغله المغرب خصوصا في هذا الظرف بالذات الذي يستعد مجلس الأمن الى تجديد مهمة بعثة المينورسو في شهر أبريل القادم، والتي ستتزامن مع الوضع المتوتر الذي افتعلته البوليساريو. روس يغادر منصبه كمبعوث أممي في الصحراء والبوليساريو ترمي اللوم على المغرب: ملفات حارقة تنتظر المبعوث الجديد أبرزها الوضع المتوتر في الكركارات