توقعت مصادر مغربية وإسبانية أن "التقرير/ الإحاطة" التي من يفترض أن يقدمها المبعوث الأمي للصحراء، كريستوف روس، داخل أروقة الأممالمتحدة، اليوم الثلاثاء، والتي تهم نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المنطقة، في أواخر شهر نونبر المنصرم، من أجل إعادة الحوار والتفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر، لن تحمل أي جديد. ويذكر أن هذه "الإحاطة" تم تأخيرها لمرتين بعد أن كان من المقرر تقديمها في أكتوبر الماضي. في هذا الصدد، كشفت مصادر إسبانية أن الاجتماع سيعقد في جلسة مغلقة، بحيث سيقوم روس بتقديم وجهات نظر كل أطراف النزاع بعد عام تقريبا من انقطاع الحوار بينها. هذا، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الزيارة الأخيرة لروس إلى المنطقة لم تحمل أي جديد، كما أن كل الأطراف لازالت متشبثة بأطروحاتها، مضيفة أن كل الآمال معقودة من داخل الأممالمتحدة على الزيارة التي سيقوم بها بان كي مون، الأمين العام للامم المتحدة نفسه إلى المنطقة في بدايات العام المقبل (2016)، من أجل الدخول في مفاوضات حقيقية من شأنها وضع حد لنزاع طال أمده. من جهة، أكد الخبير في الدراسات الاستراتيجية، المساوي العجلاوي، أن روس فشل في السنوات الأخيرة في مهمته، سواء على مستوى علاقته بالمغرب أو مع جبهة البوليساريو، كما فشل في علاقته مع قمة هرم السلطة في الجزائر، لأن هناك تناقضات داخلية حول ملف الصحراء، باعتبار الجزائر الدولة الحاضنة، بالإضافة إلى فشله على مستوى العلاقات مع موريتانيا، لأن كلامه حُوِّر من طرف السكرتير الأول للجزائر في نواكشوط، ما خلق أزمة بين الجزائروموريتانيا. كما أوضح، أيضا، أنه "ليست هناك نقطة ضوء في عمل روس في السنوات الأخيرة، وبالتالي ماذا يمكن أن ننتظر من هذا التراكم في الفشل سوى تقرير سيعيد التراكمات القديمة، وسيبرز أن هناك تفاوتا في بين الواقع المتحرك في المنطقة، خصوصا في المجال الأمني، لأن الورقة الأمنية هي التي تتحكم في مصير نزاع الصحراء. وبهذا فالمغرب رابح"، مضيفا أن "تقرير روس لن يعيد إلى ما سبق الفاعلين الكبار فرنسا والصين وبريطانيا وروسيا وألمانيا، إذ إنهم يعرفون جيدا ما يجري، ويعرفون العمق الاستراتيجي للمغرب في منطقة البحر الأبيض المتوسط الملتهب شرقا، والمستقر غربا بفعل التعاون الأمني للمغرب مع إسبانيا وفرنسا. لهذا لا أعتقد أن هناك عاقلا داخل الأممالمتحدة يمكن أن يأخذ مسارا غير المسار الذي هو في صالح المغرب". واعتبر العجلاوي أن الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية ولايته، وكذلك روس الذي انتهت صلاحيته، وبالتالي حتى الزيارة المقبلة لبان كي مون لن تكون لها أي أهمية على جميع المستويات، اللهم إن كان سيتم استغلالها من قبل جبهة البوليساريو. من جهة أخرى، أكد الخبير في الشؤون الصحراوية، عبد المجيد بلغزال، أن "الإحاطة" لن تأتي بجديد، "كما أن الملف دخل في مرحلة من الجمود، فقط سيدعو الأطراف إلى الحوار والدخول في مفاوضات مباشرة"، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة لروس كانت روتينية لا غير، لأن هناك أزمة ثقة بين روس والمغرب، وليس المغرب فقط، بل مع كل أطراف النزاع. وأضاف أن أبجديات تدبير النزاع أساسها الثقة بين أطراف النزاع والوسيط الأممي، وهو الشيء الغائب في روس، الذي تحول إلى مشكل عوض أن يكون جزءا من الحل، موضحا أن السؤال المطروح اليوم، هو: "لماذا يتمسّك روس ويُتمسّك به للقيام بهذه المهمة؟". وأكد بلغزال أن الإحاطة التي ستقدم في الاممالمتحدة تعني أن زيارة بان كي مون لم تعد قائمة، "لأن الإحاطة كان من المرتقب أن تقدم في أكتوبر الماضي وتم تأجيلها، ليتم بعد ذلك تأخيرها إلى غاية زيارة بان كي مون للمنطقة، وتقديمها اليوم يعني أن زيارة روس لم تعد لها قائمة".