أنهى كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، جولته في المنطقة بلقاء عدد من المسؤولين الموريتانيين، كالوزير الأول يحيى ولد حدمين، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية، خديجة أمبارك فاول، وذلك في إطار جولته من أجل إقناع الأطراف المعنية بالنزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات. روس، الذي فشل خلال السنوات الأخيرة في إقناع المغرب وجبهة البوليساريو بالعودة إلى المفاوضات، لم تأت زيارته الأخيرة بأي نتيجة لوضع حد لهذا النزاع الذي دام لأكثر من أربعين سنة، حيث اختار المبعوث الشخصي لبان كي مون أن يتوجه إلى أوروبا بعد الجولة الأخيرة. وبدأ روس جولته بالعاصمة الجزائرية، حيث التقى الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، وعددا من المسؤولين الجزائريين، وأكد حينها أن بوتفليقة يدعم حلا لهذا النزاع وفق مقتضيات منظمة الأممالمتحدة، في حين صرح أن الأمين العام للأمم المتحدة يعتزم القيام، قريبا، بزيارة إلى المنطقة من أجل محاولة بعث المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في إطار المسار الأممي الرامي إلى إيجاد حل لهذا النزاع، موضحا أن بان كي مون يأمل في زيارة المنطقة خلال الأشهر المقبلة حتى يقدم مساهمته الشخصية لإيجاد حل للنزاع. بعد هذه المحطة الجزائرية، توجه روس إلى الرباط، حيث التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، في لقاء "بارد"، لم يتمخض عنه أي جديد يذكر، على غرار اللقاءات الأخيرة بين روس والمسؤولين المغاربة، حيث لم يستقبل لا من طرف الملك محمد السادس ولا من طرف رئيس الحكومة، واقتصر الأمر على مزوار، في حين كان لافتا عدم توجهه إلى مدينة العيون، كما دأب على ذلك في عدد من الزيارات الماضية. في أعقاب لقاء الرباط، الذي لم تتلوه أية تصريحات من كلا الجانبين، توجه روس إلى مخيمات تيندوف في الغرب الجزائري، حيث التقى بالأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، وكانت مناسبة لم يفوتها هذا الأخير من أجل الهجوم على المغرب، وشرعية وجوده في الصحراء، كما أبدى استعداده للعودة لطاولة المفاوضات بشكل "مشروط"، وبما يتيح في الأخير القيام باستفتاء حول تقرير المصير. عبد المجيد بلغزال، الباحث المتخصص في الشؤون الصحراوية، علق على تفاعلات هذه الزيارة بالقول إنها لم تأت بأي جديد كما كان متوقعا، باعتبارها أصبحت من "الزيارات الروتينية"، التي لم تستطع من حلحلة الوضع القائم. وأكد بلغزال، في تصريح لهسبريس، أن ذلك يأتي بالنظر إلى ثلاثة مؤشرات رئيسية لعدم جدوى زيارة روس، الأول يرتبط بأزمة الثقة بين المغرب والمبعوث الأممي، حيث أصبحت هذه الزيارات شكلية، باعتبارها تسبق الإحاطة التي سيقدمها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعد زيارته للمنطقة إذا تمت. أما المؤشر الثاني، فيتمثل في كون بان كي مون، في بلاغه الصادر في الثالث من نونبر المنصرم، اعتبر أن مقترحات 2007 لم تأت بحل، فأعطى بذلك لنفسه الحق في التأويل خارج سياق مجلس الأمن الذي ظل متمسكا بهذه المقترحات من 2007 إلى 2014، و"على الرغم من أنها هشة، إلا أنه تمسك بها، بينما بان كي مون أعطى لنفسه التأويل"، مضيفا أن كي مون "ليست له هذه الصلاحية لأن قضية الصحراء في يد مجلس الأمن". وإلى جانب المؤشر الأول والثاني، يبرز المؤشر الثالث، المتمثل في أن روس عندما وصل إلى الجزائر، قال إن بان كي مون سيزور المنطقة، لأنه "يدرك أن جولته عابرة، وأن الرهان هو على الزيارة المرتقبة المقررة خلال هذا الشهر، إذا تمت، من أجل حلحلة الأوضاع"، بعد أن دخل هذا الملف إلى حالة "الجمود التام"، يوضح المتخصص في الشؤون الصحراوية.