أعلن الرئيس باراك أوباما، إطلاق محادثات رسمية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف التوصل إلى إقامة إحدى أهم مناطق التبادل الحر في العالم. وقال أوباما في خطابه السنوي بشأن حالة الاتحاد أمام الكونغرس المجتمع بمجلسيه «سنبدأ مباحثات لتوقيع اتفاق شامل بشأن التجارة والاستثمار مع الاتحاد الأوروبي لأن التوصل إلى تجارة حرة وعادلة بيننا سيدعم ملايين الوظائف الأمريكية التي بدورها ستؤمن مدخولا جيدا». وأضاف أن إطلاق هذه المفاوضات يأتي مع اقتراب الولاياتالمتحدة من إتمام محادثات التجارة الحرة مع دول المحيط الهادي وشرق آسيا المعروفة باسم اتفاقية «الشراكة عبر المحيط الهادي». وأعرب عن أمله في «إنهاء» المفاوضات التي أطلقت في 2004 إزاء اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي والتي تشمل خصوصا الولاياتالمتحدة وأستراليا وتشيلي وبيرو. ومع أن فكرة إقامة تبادل حر بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أثيرت منذ سنوات عدة، فإنها عادت إلى الواجهة منذ أواخر 2011، إزاء فشل المفاوضات الدولية تحت رعاية منظمة التجارة العالمية. وكانت المحادثات تستند حتى الآن إلى مجموعة عمل، ومن المفترض إطلاقها رسميا على الصعيد السياسي لتدخل في صلب الموضوع. وشدد أوباما «علينا أن نتذكر أن عالم اليوم يطرح دون شك بعض المخاطر، لكنه مليء بالفرص أيضا». ومؤخرا، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تسريع العملية وأشارت إلى «بوادر إيجابية» من جانب الولاياتالمتحدة. وفي خطابه لم يعط أوباما أي تفاصيل عن هذا الفضاء الاقتصادي الذي يضم أكثر من 800 مليون مستهلك واقتصادين عملاقين تبلغ قيمة مبادلاتهما التجارية 645.9 مليار دولار، بحسب الإحصاءات الأمريكية. ورسوم الجمارك بين الطرفين متدنية نسبيا في الوقت الحالي، لكن لاتزال هناك قطاعات تحظى بالحماية وبالتالي رسومها مرتفعة، خصوصا من الجانب الأمريكي كالملابس والنقل البحري. وفي الجانب الأوروبي، فإن تحرير المبادلات سيؤدي إلى نقاش، خصوصا بشأن الزراعة والمواد المعدلة وراثيا المنتشرة في الولاياتالمتحدة بينما يحظرها الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن المفاوضات ستكون معقدة على الصعيد السياسي أيضا، سواء في بروكسل حيث المفوضية الأوروبية ستتولى الملف، أو في واشنطن حيث سيتعين على أوباما التوصل إلى تسويات مع الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس النواب. وقال أندراس سيموني، الخبير في مركز العلاقات الأطلسية في واشنطن، «هناك توافق منذ الآن بأن هذا الاتحاد سيعزز اقتصادي الكتلتين». وتحاول الكتلتان من خلال التوصل إلى شراكة مميزة بينهما إلى الالتفاف على الحائط المسدود في مفاوضات منظمة التجارة العالمية حيث تصطدم دورة محادثات الدوحة بخلافات عدة