طالبت "فتوى" يهودية النساء اليهوديات المتدينات من مجتمع "الحريديم" في القدس، بوضع شالات فوق رؤوسهن وملابسهن، بحيث تغطيهن من رؤوسهن وحتى أخمص أقدامهن.ورغم أن شريحة من اليهود المتدينين كانت قد اتبعت هذا النهج من قبل، إلا أنها كانت شريحة صغيرة نسبيا، وما يميّز هذه الفتوى الآن هو أنها صادرة عن تيارات يهودية متدينة مركزية لها ثقلها في مجتمع الحريديم ، ويقف على رأسها حاخامات كبار. وذهبت صحيفة "معاريف" التي نشرت الخبر على موقعها الأربعاء 28-7-2010، إلى وصف الوضع في الأحياء المتدينة اليهودية بالقدس أنه بات أشبه بحكم حركة "طالبان". وتأتي هذه الخطوة لتغطية الأماكن التي تصف جسد المرأة، وذلك من أجل"تقوية حرمة وقدسية المرأة بدل إبراز الجانب الدنس". وترفض هذه التيارات الاكتفاء بلبس الفساتين والتنانير والقمصان الطويلة التي كان ارتداءها متبعا سابقا، وتطالب بارتداء ملابس سوداء طويلة تغطي كل الجسم. وقد علّقت هذه الجهات إعلانات وملصقات في أرجاء الأحياء المتدينة في القدس تدعو إلى التزام النساء باللبس الجديد الذي "لا يصف ولا يشف"، وتدعو أصحاب محلات الملابس إلى عدم بيع الملابس الضيقة والقصيرة، "لأن ذلك ينافي تعاليم التوراة التي ترفض هذا الشكل من اللباس بصورة مطلقة والذي يجلب ويلات كبيرة". وأوضحت "معاريف" أن أصحاب المحلات الذين تجاهلوا هذه الدعوة، تعرضوا لهجوم من قبل "متطرفين حريديم"، وتم تكسير زجاج محلاتهم ، وذلك لأن "الملابس التي يبيعونها تتعارض مع المواصفات المطلوبة". أصوات متدينة معارضة ورغم أن الصوت الداعي إلى هذا التوجه آخذ بالارتفاع أكثر فأكثر، إلا أنه في الشريحة المتدينة، هناك من يرى أن هذا التوجه ينمي عن "مبالغة دينية مرفوضة كليا"، وهناك من اعتبرها "تجاوزا للخطوط الحمراء". الراف ابراهام يوسف، ابن الرئيس الروحي لحركة شاس عوفاديا يوسف، أعرب من خلال أحد المواقع عن رفضه للباس الجديد. وأوضح أن "أحدا من أجيال الحاخامات السابقة لم يحث على ارتداء ملابس غريبة وملفتة للنظر.. لم يكن هناك عادة من هذا النوع أبدا. الحاخامات حثوا المرأة على ارتداء ملابس جميلة حتى في الأيام التي تكون فيها محرّمة على زوجها..". منع النساء من التحدث بالهواتف الخلوية ولم تقف الأمور عند حد اللباس، فهناك ملصقات أخرى تشير إلى وجود مثير آخر للجدل هو الهاتف الخلوي. وبحسب التعليمات الجديدة، ستمنع نساء الحريديم، بدءا من الأيام القريبة القادمة، من التحدث في الهاتف الخلوي في الأماكن العامة والحافلات. وقد حذّرت الجهات الدينية التي تقف من وراء هذه الفتوى، النساء من تجاوزها.