لاحت في الأفق من جديد بوادر الاحتقان والضغط الذي قد يولد الانفجار في أية لحظة بدوار الطباطبة التابع لجماعة أولاد افرج والذي يبعد عن المركز بحوالي 13 كلم في اتجاه بئر الببوش، جراء معاناة السكان اليومية مع حالة غريبة للكهرباء لا يعرفها إلا الدوار المذكور. وحسب تصريح أحد السكان المعنيين بهذا الموضوع، فإن مشاكلهم اليومية مرتبطة أساسا بضعف التيار الكهربائي الذي يصل إلى منازلهم، إذ بالكاد يضيء هذا التيار الكهربائي المصابيح وباقي الأجهزة الكهربائية المنزلية، حيث صار ضوء المصابيح يُذكر السكان بأيام الشموع و"الحسكة والفتيلة والقنديل"، دون الحديث عن الثلاجات التي لم تعد تعمل بتاتا بالنهار وفي فترات متقطعة من الليل، وهو ما تسبب في أوقات كثيرة في ضياع وفساد المواد الغذائية المخزنة في الثلاجات خصوصا مع موجات الحرارة التي تعرفها المنطقة في فصل الصيف.
وحسب ذات المتحدث، فإن دوار الطباطبة استفاد من الربط بشبكة التيار الكهربائي قبل حوالي سبع سنوات، حيث استحسن السكان هذا الربط على غرار باقي الدواوير المجاورة، إلى حدود الأشهر الأخيرة حين خفت ضوء المصابيح وضعفت شدة التيار الكهربائي، وضاعت بذلك آمالهم في العيش الكريم والاستفادة من هذه الخدمة التي أصبح من العيب الحديث عن غيابها في القرن الحالي، الشيء الذي دفع عددا من السكان إلى التوجه في عدة مناسبات إلى المكتب الوطني للماء والكهرباء بأولاد افرج لوضع شكايتهم والمطالبة بالالتفات إليهم وإلى معاناتهم، وإصلاح ما يمكن إصلاحه مقابل ما يستخلصه المكتب من أموال مهمة من السكان نظير استفادتهم من كهرباء لم تعد تحقق الهدف الذي جاءت من أجله، ومطالبين في الوقت ذاته بتغيير المحول الكهربائي الخاص بدوارهم، واستبداله بآخر قادر على إمدادهم بالتيار الكهربائي الكافي بحاجاتهم.
وكما هو معمول به في أغلب الإدارات، فقد تلقى المحتجون وعدا من أحد المسؤولين على هذا القطاع محليا بعزم المكتب على حل المشكل في أقرب وقت، إلا أن المتضررين انتظروا لما يفوق الشهر دون أن يروا نتيجة تذكر، في الوقت الذي يرى فيه هؤلاء المواطنون جيرانهم من الدواوير الأخرى يستفيدون بشكل عادي من الكهرباء رغم أن هذه الدواوير حديثة الربط بالشبكة، في حين يغرق دوارهم "الطباطبة" في ظلام دامس في أغلب الأوقات، وتحت أضواء المصابيح الخافتة في أحسن اللحظات.
كما أضاف متحدثنا أن المتضررين يعتزمون تغيير شكلهم الاحتجاجي من الشفوي المؤسساتي إلى جمع التوقيعات على عريضة تنديدية وتنظيم وقفات ومسيرات احتجاجية أمام المكتب الوطني للماء والكهرباء بأولاد افرج وباقي مؤسسات الدولة والساحات العمومية، حتى يصل صوتهم إلى أبعد مدى ممكن إقليميا ووطنيا بعد أن أعيتهم الوعود والتسويفات والشكايات الشفوية في الوقت الذي ضاعت فيه كميات من المواد الغذائية من جهة، وصارت منازلهم عرضة للسرقة من طرف لصوص الظلام.