أغلق ثلاثة مسؤولين هواتفهم النقالة وتملكهم الخوف عندما وصلهم خبر البحث في مالية الفريق وعقود المحتضنين والمستشهرين الذي يمنحون عشرات الملايين بل منهم من يمنح مئات الملايين الى فريق الدفاع الحسني الجديدي كل سنة ومن بين هذه المؤسسات المكتب الشريف للفوسفاط الذي يمنح ما يناهز مليار ونصف المليار كل سنة بينما تضخ كل من شركة لتحويل اللحوم وشركة صباغة هي الأخرى مبالغ مهمة في صندوق الفريق. كنا فقط نحاول تقديم وجهة نظر هؤلاء المسؤولين الى القارئ ليتعرف عن المصاريف التي يحتاجها فريق من حجم الدفاع الحسني الجديدي خلال بطولة إحترافية ينتظر منها تقديم الشيء الكثير قبل الحكم عليها. إلا أن هؤلاء المسييرين الذين لا مكان لهم اليوم وسط مايعرفه المجتمع من شفافية وتسيير عصري وماركوتينغ رياضي إرتأوا أن يركبوا رؤوسهم لأنهم أصبحوا على معرفة تامة أن لا أحد يحاسبهم على أعمالهم وعلى إنتداباتهم الفاشلة وعلى تعاقدهم مع الخردة الأوروبية وقطع الغيار الإفريقية التي لامكان لها ببلدانها. الدفاع الحسني الجديدي التي دخلت عالم الإحتراف ما زالت عقلية مسييرها هاوية تبحث لها عن موقع قدم وسط زوبعة لا متناهية. إنه احتراف على الورق فقط ؛ الفرق شاسع بين أرض الواقع وما هو مدون بالوثائق الفريق المتواجدة برفوف الجامعة الملكية المغربية لأن لاعبي الفريق لا يتوصلون بمستحقاتهم المالية في وقتها المحدد احترام لبنود العقود التي تربطهم بفرقهم . فأغلب اللاعبين يطالبون بصرف منح التوقيع ومنح المقابلات خاصة بعد أن عجز المكتب المسيرعن صرف الشطر الأول من منح توقيع العديد منهم الذين تنص بنود العقود على صرفها خلال شهر أكتوبر الماضي والشطر الثاني خلال شهر يناير الماضي أيضا ؛ بالإضافة إلى منح حوالي 8 مقابلات علما أن أغلب اللاعبين يعيلون أسرهم وعائلاتهم وبالتالي فان مثل هذه الظروف تجعلهم يعيشون الألم والمعانات والفقر والحاجة رغم أن أصحاب القرار يتغنون بالاحتراف ودخول البطولة الوطنية لعالم الاحتراف وأطلقوا عليها اسم بطولة " العصبة الاحترافية " ومنهم من قال بأن نسخة هذه السنة تعتبر الأولى في عالم الاحتراف . ترى على من يكذبون ؟ عن أي احتراف يتحدثون ؟ الاحتراف الحقيقي هو أن تنعم الأندية الوطنية بالاستقرار المادي وتوفر بذلك للاعبيها الاستقرار أيضا لأن مهنتهم هي كرة القدم ؛ وبمداخيلها يعيشون ويبنون مستقبلهم ؛ فجل لاعبي الدفاع الحسني الجديدي يطالبون بصرف مستحقاتهم ويجددون الطلب كل يوم ؛ وكل أسبوع ؛ وكل شهر ؛ وبالتالي يضيع تركيزهم ويكون عطائهم دون المستوى مما يؤثر سلبا على المؤدى العام للفريق بأكمله ويضعف البطولة الوطنية عفوا "بطولة العصبة الاحترافية" التي لاتحمل من الاحتراف إلا الاسم لافتقادها لمقومات الاحتراف الحقيقي . الاحتراف الحقيقي يكون مبني على توفير الإمكانيات المادية والتي تصل اليوم لدى الدفاع الحسني الجديدي الى ما يناهز الأربعة ملايير أمام ضعف للبنيات التحتية الجيدة التي تساعد اللاعبين على التهييء بشكل جيد لتطوير إمكانياتهم البدنية والتقنية إلى مستوى عالي يضاهي لاعبي البطولات الاحترافية بباقي دول العالم لم تعطينا فريقا قويا فالفريق الذي صرف خلال الموسم الفارط أزيد ثلاثة ملايير كان قاب قوسين أو أذنى من مغادرة البطولة الإحترافية الفريق الذي يتغنى بالإحتراف وبوجود مكتب قوي ومتماسك مازال يؤمن بإنزال العقوبات لردع المطالبين بحقوقهم . إذا كان فريق الدفاع الجديدي عجز عن صرف مستحقات لاعبيه المتعلقة بمنح التوقيع ومنح المباريات رغم توفر هؤلاء اللاعبين على عقود تحدد المواعيد لاستخلاص مستحقاتهم ماذا يمكن أن نسمي بطولتنا الوطنية وفي أي خانة يمكن تصنيفها هل في الهواية أم الاحتراف ؟ في زمن الإحتراف الدفاع الحسني الجديدي يترأسه رئيس لا حق له في هذا المنصب بحكم أن الإتفاقية الموقعة بين الفريق والمحتضن تنص على الرئاسة تسند الى الفريق فيما الكتابة العامة والآمانة تسند الى المحتضن وهو مالم يتم إحترامه.