مازالت الأزمة المادية الخانقة ترخي بظلالها على فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، مما أثر على المردود العام للفريق خلال بداية الموسم الرياضي الحالي، خاصة وأن لاعبي الفريق لم يتوصلوا حتى الآن بالشطر الثاني من منحة توقيع الموسم الماضي، بالإضافة إلى الشطر الأول من منحة توقيع هذه السنة، ومنح ست مقابلات التي لعبها الفريق هذا الموسم. لاعبو الدفاع الحسني الجديدي يشعرون بالإحباط في ظل الأزمة المادية الخانقة، التي يمر منها فريقهم حاليا خاصة وأن المكتب المسير عجز عن صرف مستحقاتهم العالقة منذ الموسم الماضي، دون إيجاد حلول عاجلة لتسديد مابذمته. وصب جمهور الدفاع جام غضبه على الطاقم التقني وبعض المسؤولين، الذين تابعوا مقابلة الفريق ضد أولمبيك خريبكة، برسم الدورة الثالثة، من المنصة الشرفية احتجاجا على ظهور فريقهم بصورة باهتة هذا الموسم. كما أن الجمهور طالب بمحاسبة ومحاكمة من أبرم الصفقات الفاشلة، لأنه تم جلب 13 لاعبا، أغلبهم لم يقدم الإضافة المرجوة رغم أنهم استنزفوا ما يناهز 700 مليون سنتيم، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الفريق منذ تأسيسه. وتساءل الجمهور عن السبب الداعي إلى جلب هذا العدد الكبير من اللاعبين، خاصة وأن الدفاع الحسني الجديدي كان من بين أقوى الأندية الموسم الماضي، وطالبت الجماهير الغاضبة، يوم الأحد ما قبل الماضي، من المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المحتضن الرسمي للفريق، بالتدخل العاجل لفسخ كل الصفقات التي تم تبذير المال العام فيها والوقوف عن كثب، على مجموعة من الاختلالات التي عرفتها بعض الصفقات الفاشلة، كصفقة البرازيلي لويس أدورانس التي تم فسخها مؤخرا، لكن الوسيط الذي كان وراء هذه العملية استفاد من مبلغ يفوق 40 مليون سنتيم، في الوقت الذي وضعت وكيلة أعمال اللاعب البرازيلي الآخر لوكاس داسيلفا، شكاية لدى مصالح الأمن بالجديدة ضد المكتب المسير تطالب من خلالها بحقوقها كاملة في صفقة انتقال اللاعب. وأعادت هزيمة الفريق الدكالي أمام شباب الريف الحسيمي بمدينة طنجة النقاش حول الأزمة المالية، التي يتخبط فيها الفريق رغم التطمينات التي كان قد قدمها الرئيس بمعية المكتب المسير للاعبين بتسوية هذا المشكل قبل مباراة الأحد الماضي، خاصة وأن المكتب كان قد وجه الدعوة الى اللاعبين للإجتماع بهم في حفل غذاء بمنتجع سيدي بوزيد السياحي، ليتم إخبارهم بأن الوضعية المالية لن يتم تصفيتها قبل التوصل بالشطر الأول من مساهمة المكتب الشريف للفوسفاط، البالغة 300 مليون سنتيم، مما أثر سلبا على مردودية الفريق. وتعتبر هذه المرة الأولى منذ صعود الفريق الى القسم الأول التي يعجز فيها مكتب الفريق عن أداء مستحقات لاعبيه للسنة الثانية على التوالي، والمتمثلة في منح خمس مباريات ومنح التوقيع لموسم السنة الماضية والشطر الأول لمنح توقيع هذا الموسم، مما أدى الى تراجع مستوى الفريق بشكل مخيف. مصاريف الفريق بلغت خلال السنة الماضية حوالي ملياري سنتيم دون أن يتم تسديد كل مستحقات اللاعبين، مما قاد العديد من المنخرطين لتوجيه كتاب إلى المجلس الجهوي للحسابات للقيام بافتحاص لمالية الفريق التي يكتنفها الغموض، في الوقت الذي تعالت في أصوات أخرى مطالبة المكتب الشريف للفوسفاط بعدم صرف المنحة السنوية الى حين فتح تحقيق نزيه في الصفقات المبرمة مع 13 لاعبا، دون أي قيمة مضافة بالنسبة للفريق الذي حافظ على كامل تشكيلة الموسم الماضي، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالبطولة الوطنية. للإشارة فرئيس الفريق لم يتابع أية مباراة خاضها الفريق هذا الموسم ، رغم أنه ترأس اجتماع المكتب صباح مباراة الدفاع وأولمبيك خريبكة بالقرب من الملعب، وغادر في حدود الساعة الثانية بعد الزوال على متن سيارته الخاصة، تحت أنظار مجموعة من المحبين الذين كانوا يهمون بالدخول إلى الملعب.