تابعت جمعية بييزاج في اطار التعاون والتنسيق مع رؤساء مصالح النظافة والمناطق الخضراء باهتمام كبير العملية الكبرى التي اطلقتها الجماعة الحضرية لاكادير فيما يخص شذب وتقليم الاشجار بالشوارع الرئيسية والمدارات والفضاءات الخضراء وهي العملية التي مكنت من الكشف عن العديد من الخبايا ذات الطابع الاجرامي الخطير والممارسات اللاأخلاقية والخادشة للحياء العام، والاعتداءات البيئية لمخلفات الازبال ومواد البناء والنفايات على تلك المكونات بوسط المدينة وأطرافها. 1- شذب الاشجار بالشوارع الرئيسية مكنت من ازالة مساكن ومأوي المتشردين والمنحرفين. من خلال العملية التي باشرتها الشركات المكلفة بشذب اشجار "الفيكيس" الكثيفة الاغصان والجذور وباقي الانواع الاخرى، وبعد تلقي مصالح النظافة ازيد 120 شكاية وطلبات من العديد من الموطنين والمؤسسات بضرورة شذبها وتقليمها لكونها تشكل خطرا على بيوتهم، تمت مباشرة عملية التقليم والشذب بالعديد من المحاور الطريقة الرئيسية خصوصا بشارع عبد الرحيم بوعبيد وشارع الشيخ السعدي ومحور شرق غرب، حيث عثر عمال المغارس على 10 اسلحة بيضاء وسيوف والسواطير التي يخبئها المجرمون بعناية فائقة للقيام بعمليات إجرامية للنهب والسطو المسلح والسلب، حيث يخبئ هؤلاء المجرمون أسلحتهم البيضاء بعناية وبعيدا عن انظار الامنين والشرطة والموزعين في كل الاماكن التي تعرف كثافة للعشب للقيام بأعمال اجرامية للسطو والاعتداءات ضد المواطنين والمواطنات ليلا وخلال واضحة النهار كذلك ، كما كشفت عمليات القطع للشجيرات الكثيفة بمحور شرق غرب وجود عشرات مأوي للمنحرفين لممارسة الدعارة بمحور شرق غرب الكبير الرابط بين شرق اكادير وغربها، وهو ما كشفت عنه أدلة الصور التي تم التقطها قبل عملية القطع، بجوار مسارات خاصة بمواطنين يمارسون رياضة المشي وذلك بعد تلقي شكايات من طرف ساكنة حي الهدى المقابلة للمناطق الخضراء خصوصا المدارس الخاصة التي تصحو على ممارسات لا اخلاقية في واظحة النهار، بتلك المناطق المحاذية نظرا لكثافة العشب كما اكتشف عمال قطع الاغصان وجود ثلاث أريكات مقلعة على أشجار كثيفة الاغصان والاوراق تشكل مساكن ومأوى للمتسكعين والمنحرفين بمناطق وسط المدينة بجوار مؤسسات عمومية لاتخطر على بال احد. 2- عمليات الشذب والتنظيف للأشجار والشجيرات بمختلف المناطق باكاديرالمدينة مكنت العثور على جثة مدفونة وسيف وسكاكين كبرى مخبأة بأشجار وحدائق بوسط المدينة وكذلك اصفاد الشرطة معلقة في شجرة قرب مسجد بحي العزيب. بالعديد من الاماكن والمحاور كشفت علميات التنظيف والتقطيع عن وجود أسرار كثيرة، خلفت حالة من الهلع والخوف الشديد لماذا تخبئه تلك الحفرة الكبيرة لعمال المغارس حيث عثروا على جثة مدفونة بإحدى الفضاءات الخضراء التي يهمون بتنظيف ارضيتها من الحشائش، لم يتنفس معها مسؤولي المغارس والعمال والسلطات المحلية التي أبلغت الخبر الا عندما اكتشفوا إنها لجثة كلب ملفوفة في كيس بلاستيكي كبير وغطاء دفن وفق طقوس غريبة مع وضع شاهد من الحجر على قبره، مما يجعل هذه المناطق الغير مكشوفة عرضة لكل شيء، كم وجد العمال سكاكين مخفية بعناية، بمنطقة بقلب المدينة بإحدى الاشجار الكبرى بشارع الجيش الملكي حيث تم العثور على مأوى وسكاكين وسيوف مخبئة من طرف مجرمين وسفاحين، يستغلون جنح الظلام لممارسة أعمال السطو بقلب المدينة وبعد انتهاء عملياتهم يقومون بوضعها بعناية في أماكن لايمكن الوصول اليها ولا كشفها ابدا امام كثافة اوراق تلكم الأشجار وهو ما اسفرت عنه عملية تنقية قام بها عمال النظافة بحديقة "أولهاو" عندما اكتشفوا سيفا بطول متر خبئه مجرم مبحوث عنه في مدينة مكناس، تم نصب كمين له وإلقاء القبض عليه من طرف السلطات الامنية لاكادير بتعاون وثيق مع مصالح بلدية اكادير، وذلك بعد عملية ترصد ليلي في حوالي الساعة الثانية ليلا جاء يبحث عن السيف للقيام بعلميات السطو المسلح ضد المواطنين والمواطنات فجرا بالحي السويسري ومناطق تالبورجت والمدينةالجديدة، حيث ثم الايقاع باحد اخضر المجرمين المبحوث عنهم، وهو ما استحسنته السلطات الامنية من خلال هذه العمليات الكبرى بالفضاءات الخضراء والشوارع الرئيسية وذلك حفاظا على امن وسلامة المواطنين من المجرمينركم ثم كذلك اكتشاف العديد من اماكن نوم للمنحرفين، والاهم من ذلك وفي سابقة خطيرة ثم اكتشاف أصفاد أمنية معلقة بإحدى الاشجار التي هم احد عمال الشركة بتقليمها وشذبها بشارع الشيخ السعدي قرب مسجد بحي العزيب باكادير، وقد فتح تحقيق امني لمعرفة مصدر الاصفاد . 3- أهمية شذب وتقليم الأشجار من الناحية البيئية والنباتية حسب المختصين. تختلف الأشجار فى احتياجاتها للتقليم ( وذلك طبقا للغرض الذى غرست من أجله ) . وبصفة عامة تتم عملية التقليم قبل بدء خروج البراعم وسريان العصارة ، بينما يجرى تقليم التشكيل فى أى وقت من السنة للحفاظ بأستمرار على الشكل الهندسى للشجرة ، أما الأشجار المزهرة فتقلم عقب موسم الإزهار مباشرة . ويقتصر تقليم بعض الانواع فقط على التخلص من الأفرع الجافة والميتة والشاردة والتي تشكل خطرا او تجاوزت الحدود الممكنة بالشوارع والممرات، بينما الأشجار المخروطية أو ذات طبيعة النمو الطباقى ( والذى تخرج فيه الأفرع فى أدوار متتابعة فوق بعضها وكأنها طبقة فوق طبقة ) كما فى شجرة عيد الميلاد ( الأروكاريا ) فإنها لا تقلم على الإطلاق وذلك للحفاظ على طبيعة نموها المنتظم ، كذلك الأشجار ذات النمو المتهدل مثل التاكسوديم وصفصاف أم الشعور . أما تقليم التجديد فيتم على الأشجار التى تظهر عليها علامات الضعف والتدهور والشيخوخة ، فتقلم تقليماً جائراً تقرط فيه الشجرة إلى قرب سطح الأرض ، ثم توالى بالرى والتسميد وعمليات الخدمة لتعطى أفرع شابه جديدة تربى من جديد لنحصل من خلالها على شجرة فتية قوية النمو . أ- التقليم لتجديد حيوية الأشجار الكبيرة المعمرة ينصح لتجديد قوة الأشجار الكبيرة العمر اللجوء إلى تقصير قمة الشجرة أي بتقصير أفرع رئيسية من أعلى الشجرة لأن ذلك يؤدي إلى إقلال المحصول كثيراً ولمدة طويلة قبل أن يصل محصول الأشجار المقلمة إلى ما يساوي محصول الأشجار غير المقلمة. كما يُتَبع تقليم التعرية وهو عبارة عن إزالة كل النموات الخارجية على الشجرة وإزالة كل الأفرع التي يقل قطرها عن 2.5 سم ولما كان تطبيق هذه المعاملة يشمل كل الشجرة وليس موضعياً فإن النمو الجديد على الشجرة لا يكون متجهاً إلى النمو الخضري بدرجة كبيرة وتعود الشجرة إلى النمو من بعد تنفيذ العملية بوقت قصير. ب- تحتاج الاشجار الى تقليم في الحالات التالية: · تجاوز الاشجار لمسافات طويلة وتشكل خطرا على المارة والوجهات كلمس كابلات الكهرباء · الحد من الارتفاع الزائد لبعض الأصناف مما يقلل تكاليف الجمع. · إزالة الأفرع المتزاحمة والميتة والمتشابكة والسرطانات. · تشجيع النمو وفتح قلب الشجرة للإضاءة والشمس. · إزالة الأفرع السفلية والقريبة من التربة حتى لا تعيق العمليات الزراعية بالمساحات الخضراء ولمنع انتقال الأمراض عن طريقها. 2- قص وتشكيل الأشجار : يمكن قص الأشجار والشجيرات وإعطاؤها أشكال هندسية خاصة ، نذكر منها ( أ ) الشكل الهرمى : وفيه نترك الساق الأصلية لتنمو إلى الإرتفاع المناسب ثم تقرط من أعلى لتشجيع نمو الأفرع الجانبية بإنتظام حولها . بعد ذلك تقص هذه الأفرع الجانبية من أعلى قصاً جائراً ، وبالتدريج فى القص إلى إسفل نحصل على الشكل الهرمى أو المخروطى ( كما يحدث عند قص الفيكس العادى ) . (ب) الشكل الكأسى أو القمعى : وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، إلا أن التدرج فى القص يكون من أسفل إلى أعلى ( حيث تقص الأفرع الجانبية السفلية قصاً جائراً ، بينما يقل عمق القص كلما إتجهنا إلى أعلى ) . يتم ذلك أيضاً على أشجار الفيكس نيتدا ، خاصة عند زراعتها فى الجزء الوسطى بالشوارع الرئيسية وعلى جوانب الشوارع الفرعية الصغيرة . (ج) الشكل الأسطوانى : وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، وبعد ذلك تقص الأفرع الجانبية بإنتظام من أعلى إلى أسفل وذلك بالحفاظ على تساوى أطوال الأفرع الجانبية دون زيادة أو نقص فتبدو الشجرة أو الشجيرة وكأنها أسطوانة منتظمة. 3- عملية تقليم وشذب الاشجار وقطع الشجيرات الصغرى عملية ايكولوجية تمنح الاشجار انبعاث صحي وجمالي. مكنت كذلك العملية من ازاحة مئات الاطنان من النفايات المعلقة والازبال ومخلفات مواد البناء بالفضاءات الخضراء في خضم عميلة شذب وقطع الأشجار ثم جمع العديد من النفايات تقدر بالأطنان من اماكن تعرف كثافة نباتية فاقت التوقعات وكشفت بالتالي عن وجود مطارح عشوائية مفتوحة في وجه النفايات المختلفة لمواد البناء والنفايات المنزلية بل اضحت تلك المناطق الغير مراقبة و الغير المكشوفة مرتعا حقيقا لممارسات لا اخلاقية مشينة تخدش في الصميم الحياء العام، وتشكل بالتالي خطرا على المواطنين وأمنهم وقد لقي هذه العمليات ترحيبا كبيرا من الساكنة بالعديد من الأحياء كما انها من الناحية الايكولوجية والبيئية مفيدة لإعادة انبعاث هذه المناطق وفق تصور جمالي وبيئي وتصميم يجعلها تأخذ مستقبلا اشكال جمالية دون ان تشكل هذه الاشجار تهديد للواجهات والدور السكنية،فرغم التخوفات التي ابداها بعض الفاعلين ومن ضمنهم جمعية بييزاج في التعامل مع بعض الاصناف من الاشجار لان تاريخ المدينة الاخضر لم يشهد مثل هذه العمليات الكبرى في الشذب والتقليم والقطع والتنظيف الا انه لوحظ ان العمليات شملت اشجار بعينها ومناطق محددة تقنيا ومجاليا، منحت بالتالي قوة اكثر في الانارة الليلة ووضوحا في الرِؤية خلال الليل والنهار خصوصا بالمحاور الطرقية الكبرى التي كانت مرتعا للازبال والنفايات وتشكل خطر على المارة، والتي اصبحت في غضون اسبوعين تكتسي خضرتها وتسترجع اورقها،وهو ما يمنح الاشجار متنفسا لاستعادة حيوتها وفق تصور جمالي في المستقبل القريب، ان هذه الاكتشافات الامنية هو ما جعل بييزاج في اطار التعاون الوثيق مع مصالح النظافة والمغارس تثمن هذه العملية الكبرى في الشذب والتقليم والقطع والتي لا تمس في جوهر حماية البيئة الحضرية اي مس مطلقا، بل على العكس هي التي تجعل من أمن وسلامة المواطنين اسلوبا ومنهجا في التعامل مع الفضاءات الخضراء بما يحمي هذا امن الافراد وسلامتهم التي نعتبرها الاساس.