على هامش ما تعرضت له حديقة السويقة من تدمير لأشجارها التاريخية و التي كانت تشكل المتنفس الوحيد بالمدينة حيث أنها تعرضت لما يسمى بعملية "التشذيب" يمكن القول أن هذه العملية "أي التشذيب" تقام بصفة دورية للأشجار بشكل عادي ، و قبل الحديث عن ما وقع في حديقة السويقة و ما خلفه من التساؤلات رافقت العملية هل هي صحية أو لا، و لماذا تحرك أبناء الحي؟ !!! يجب أولا الإشارة إلى أن التشذيب و التقليم الهدف منه بالأساس هو الحفاظ على صحة الشجرة و تطوير الغلة و هذه العملية تختلف في التوقيت حسب أنواع الأشجار و علميا هناك أنواع من الأشجار يتم تشذيبها في فصل الخريف وبداية الشتاء كشجر التفاح و أنواع أخرى من الأشجار تشذب في بداية فصل الربيع مثل أشجار الحمضيات فهذا هو توقيتها المناسب أي بداية فصل الربيع نظرا لارتفاع نسبة الهيدروكاربونات في الشجرة و تساعدها على النمو بشكل سريع و بتالي يجوز للمسؤولين الساهرين على الشأن المحلي القيام بعملية التشذيب لأشجار الحمضيات المتواجدة في الشوارع في هذه الفترة لكن ما وقع لحديقة السويقة أمر أخر . أشجار الحديقة هي من النوع غير النفظي أي أنها لا تنفظ أوراقها في الخريف حيث تظل مخضرة طول السنة و نظرا لطولها المرتفع جدا فإن أغصانها المتشابكة و المتداخلة في بعضها تشكل مثل الغطاء الأخضر الكثيف الذي يحمي الساكنة من لهيب الحرارة مهما ارتفعت في فصل الصيف. و مثل هذه الأشجار تحتاج إلى التقليم و ليس التشذيب بالقضاء على كافة الغصون حيث يبقى الساق فقط. إن ما قام به العمال المكلفون بهذه العملية ( وهم يجهلون الطرق العلمية الصحيحة للتشذيب ) قد سبب أضرار بليغة للأشجار، فبالرغم من كون اليوم الأول عرف استعمال المنشار الألي فإن اليوم الموالي شهد مجزرة كبرى باستعمال المنشار اليدوي حيث يتم نشر نصف الغصن و الباقي يتم نزعه بالقوة و هو ما سبب في تكسير الأغصان – الصورة – . الغصون المتضررة ستعرف هجوم الطفيليات و الحشرات و النمل... و هي مخلوقات تظهر مع بداية فصل الربيع و تغزو الأشجار و المحاصيل في الصيف و هذا ما سينطبق على غصون أشجار السويقة التي ستتعرض للتسوس و سيضر بالشجرة مستقبلا لدى على المسؤولين الذين أعطو أوامرهم لتشذيب الأشجار إلى التدخل العاجل بالمبيدات الكيماوية من أجل حماية ما تبقى من موروثنا الطبيعي و في الختام فإن تحرك الساكنة لم يكن ضد عملية التشذيب في حد ذاتها و إنما في طريقة التشذيب المعتمدة .