استعدادا ل"موسم" حرائق الغابات المصاحب لارتفاع درجات الحرارة، نظم بمدينة المضيق لقاء تقني موسع لتحديد التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة الحرائق الغابوية بعمالة المضيقالفنيدق خلال الشهور القادمة خاصة فصل الصيف. وقد تم خلال هذا اللقاء ،الذي ترأسه عامل عمالة المضيقالفنيدق حسن بويا وحضره مسؤولو المديرية الجهوية للمياه والغابات ومكافحة التصحر والوقاية المدنية والهيئات المنتخبة والمجلس العلمي المحلي والشؤون الاسلامية وممثلو المجتمع المدني ،جرد أهم المشاكل التي يعاني منها الملك الغابوي بالمنطقة ،خاصة منها الترامي والاستغلال غير القانوني والتعشيب والنمو الديموغرافي المضطرد والتوسع العمراني واضرام النار العمد وعدم المبالاة للقوانين الجاري بها العمل في ميدان المراقبة. ودعا عامل عمالة المضيقالفنيدق في كلمة بالمناسبة الى ضرورة تكثيف المراقبة واتخاذ الاجراءات الزجرية التي تنص عليها القوانين في حق المخالفين حفاظا على الرصيد العقاري للملك الغابوي الذي يطلع بدور مهم في تحسين المجال الطبيعي والبيئي للمدن المجاورة والحفاظ على توازنها الطبيعي . وأضاف حسن بويا ان حماية الملك الغابوي والحد النهائي مع عمليات إضرام النار بالغابات يستدعي التنسيق المحكم بين مختلف الاجهزة المكلفة بهذا القطاع وتفعيل الصلاحيات الممنوحة لكل جهة معينة ،حسب المقتضيات القانونية المنظمة ،وتفعيل عمل اللجنة الاقليمية لمحاربة ظاهرة استنزاف الثروات الغابوية على صعيد عمالة المضيقالفنيدق . واجمعت المداخلات خلال اللقاء على ضرورة تكثيف التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على الغابة من جميع أنواع التدمير والحرائق بإعداد برنامج لكل ادارة على حدة ،ويهم الأمر السلطات المحلية والجماعات المحلية وإدارة المياه والغابات ومكافحة التصحر والتجهيز والنقل والشؤون الاسلامية والمكتب الوطني للماء والكهرباء والمديرية الاقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني . كما يستدعي الامر إحصاء جميع البؤر الحساسة والسوداء القابلة لاندلاع الحرائق والغابات وتحديد المسالك والطرق وفواهات الماء وأعمدة التيار الكهربائي التي تمر داخل الغابات ،وجرد جميع الوسائل والتجهيزات ووضع خريطة مضبوطة للملك الغابوي مع إعداد دليل بهذا الخصوص ،وكذا تحسين الخطة التي تم اتباعها السنة الفارطة والقيام بإجراءات استباقية ،من خلال تنقية المسالك والطرق والمطارح العمومية وترك مسافة عازلة مع الغابات وإصلاح فوهات الماء بتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية ،والوقوف على كل المسالك مسبقا لمعرفة وضعيتها الحالية قصد التدخل لإصلاحها في الوقت المناسب . كما يقتضي الامر تشديد المراقبة من كافة المتدخلين كل حسب اختصاصه ودعوة مربي النحل الى اعتماد سلوك وقائي عند اضرام النار لاستخراج النحل خلال فصل الصيف وتاطيرهم من طرف المديرية الاقليمي لوزارة الفلاحة ،إضافة الى تحريك المتابعة والعقوبات الزجرية في حق كل من تسبب عمدا في احراق الغابة ،وتبادل المعلومات بطريقة سلسلة بين كل المتدخلين . واوصى المجتمعون بتكثيف وضبط التنسيق بين المعنيين بموضوع الحرائق الغابوية على مستوى ولاية تطوان وعمالة الفحص أنجرة وعمالة المضيقالفنيدق لتسهيل عملية التدخل في حالة نشوب حريق بالمنطقة وخلق لجنة اقليمية قارة لهذا الغرض وتكثيف عملية المراقبة والحراسة ،خاصة بغابة بليونش نظرا لحساسيتها وشساعتها وكثافة مكوناتها . وعرفت عمالة المضيقالفنيدق خلال الموسم الفارط اندلاع خمسة حرائق تسببت في تضرر أزيد من 126 هكتارا، منها ستة هكتارات بمنطقة (عليين) وأزيد من 20 هكتارا بمنطقة (بليونش) وأزيد من 100 هكتارا بمنطقة المضيق، إضافة الى الحريق الذي شب في يونيو 2015 بغابة الحوز (منطقة مشتركة بين عدة اقاليم ) والذي أتى على 98 هكتارا . وحسب المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر ،فإن معظم الحرائق اندلعت على جنبات الطرق والمسالك الغابوية .