في الوقت الذي تواصل فيه حرائق الغابات إتلاف الهكتارات من الثروة الغابوية بمختلف مناطق جهة طنجةتطوانالحسيمة، يبدو أن هذه الحرائق التي تظل مجهولة الأسباب، باتت تهدد أيضا حياة العاملين على إخمادها، مثلما حصل مساء أمس مع أحد عناصر الإطفاء خلال مشاركته في جهود إخماد حريق غابوي بمنطقة "زمزم" بالقرب من مدينة المضيق. وحسب مصدر من المديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، فقد لقي أحد عناصرها مصرعه متأثرا بجروح خطيرة أصيب جراء انقلاب سيارة للتدخل الأولي خلال عمليات إخماد حريق اندلع في غابة جبل زمزم بالقرب من المضيق. وأضاف نفس المصدر، وفق معطيات أوردتها وكالة المغرب العربي، أن الهالك وهو تقني يبلغ من العمر 54 سنة، فارق الحياة نتيجة الجروح البليغة التي لحقته على مستوى الرأس، بالمستشفى العسكري في الرباط والذي تم نقله اليه بعد تلقيه الإسعافات الأولية في المستشفى الإقليمي "سانية الرمل". ولم تشر المديرية الجهوية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، إلى أي معطيات تخص اندلاع هذا الحريق بغابة "زمزم" التابعة لعمالة المضيقالفنيدق، وهي المنطقة التي تعيش بين الفينة والأخرى على إيقاع حرائق مهولة، تنتهي بخسائر كبيرة على مستوى الغطاء الغابوي. وهذا هو الحريق الثالث في غضون الشهرين الأخيرين، الذي تشهده المنطقة، وآخرها أسفر عن إتلاف 21 هكتار من الغطاء الغابوي، في يوليوز الماضي، وقبله فقدت المنطقة 74 هكتار من ثروتها الغابوية المشكلة من أساسا من الصنوبر البحري والأعشاب الثانوية وأنواع أخرى من النباتات، جراء حريق آخر اندلع يوم 20 يونيو الماضي.