هاجم الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، حزب الأصالة والمعاصرة ، متسائلا عن قوته الفعلية من خلال الجماعات الترابية التي يسيرها بمنطقة الريف من أجل حل و الوساطة وتهدئة الأوضاع خلال المشاكل التي عرفها اقليمالحسيمة سنة 2017. وأكد بركة، خلال سمر رمضاني ببيت الصحافة بطنجة، على ضرورة تجاوز المنطق السابق المتعلق ب”الحزب الإداري” المدعوم من أجهزة الدولة والقطع مع هذه الكيفية من التفكير، والتركيز على النضال والتأطير والفكر وبناء الأداء الحزبية، عوض دعم الأعيان. وأضاف نزار بركة، أن كل حزب في المغرب لديه مكانة في المشهد السياسي، متمنيا أن تسير هذه الأحزاب بشكل إيجابي لمصلحة الوطن، مشددا على أن الإشكال الحقيقي في المغرب هو دور الأحزاب الحقيقي، مشيرا إلى أن إعادة الثقة من بين العناوين الرئيسية لعودة حزب الاستقلال ، وذلك من خلال تجديد الفكر التعادلي ، والتواصل مع المناضلين والمتعاطفين مع فكر حزب الاستقلال و المواطنين في ظل التواصل الاجتماعي الرقمي. وأردف الأمين العام لحزب الاستقلال ، أن الاشكال الظاهر أن هنالك أزمة ثقة خطيرة في المؤسسات المنتخبة والبرلمان والتغيير ، وكذا اشكالية ثقة بين المواطنين أنفسهم، حيث لم يعد يثق الشخص إلا في العائلة الضيقة له المتمثلة في إخوانه واباءه، متسائلا عن الطريقة التي يمكن أن يتطور المجتمع والحكومة تساهم في تكريس هذا المشكل. وفي جوابه على تصدر الحزب لنتائج الاننخابات المقبلة، قال بركة “لا يمكن الحكم على الغيب بخصوص نتائج الانتخابات، هناك إقبال كبير على الحزب ورجوع العديد من القيادات” ، متمنيا أن يترجم هذا الإقبال على أرض الواقع، وأن يكون لللحزب وقع على البرنامج الحكومي القادم ، لإن السياسات التي تذهب فيها الحكومة خطيرة بالنسبة لبلدنا. وذكر بركة أن حزب الاستقلال قام بمساندة الأغلبية الحكومية، لكنها لك تشركه في البرنامج الحكومي ولا استمعت إليه، مستدركا بأن الحكومة الحالية تعرف ترددا كبيرا وبطئ في تطبيق قراراتها على أرض الواقع، وكذا توجهها الليبرالي المفرط. وأشار بركة، أن الحزب يعمل على تغيير كيفية الاشتغال من ضرورة الترافع حول مشاكل المواطنين، والقيام بعمل أساسي مستقبلا لتحسين ظروفه، وكذلك من الأساسي أن تكون بدائل قابلة للتنفيذ ،لإن المغاربة “عياو” بالشعارات والوعود الكاذبة، مؤكدا على ضرورة الابتعاد عن الأشخاص والشعبوية، والتركيز على معارضة بناءة تقدم مقترحات للحكومة حول العديدة من المشاكل. وفي سياق آخر، قال الامين العام لحزب الاستقلال أن المغرب اليوم استطاع أن يتفوق على الصين في عدد المواطنين الذين يشترون الشقق في إسبانيا حسب الإحصائيات الأخيرة، وكذا ارتفاع نسب التجنيس هجرة الادمغة. وبخصوص الحوار الاجتماعي مع الحكومة ، قال رئيس حزب الاستقلال “ما وصلت إليه الحكومة شيء إيجابي، لكنها لا ترقى للتطلعات لانها ركزت على الموظفين والعاملين في القطاع الخاص، لكننا ركزنا من خلال مقترحاتنا على ضرورة تحسين الدخل لجميع المواطنين، ومراجعة الضريبة على الدخل وتمدرس أطفال المواطنين في أحسن الظروف، وضبط الأسعار وتسقيف أرباح المدارس الحرة، كان سيمكن في تحسين الوضعية والتسريع في تنفيذ التغطية الصحية للمستقلين”. وحول موقف حزب الأوراق النقذية حزب الاستقلال، قال بركة أن الحزب امتنع لأنه اعتبر هذا الأمر هروبا إلى الأمام من قبل فريق الأصالة المعاصرة الذي اقترح القانون ، (هروبا إلى الأمام) قبل التصويت على قانون الأمازيغية برمته حيث سيتم تشتيت الجهود اذا تم سلوك هذا الطريق. وقال بركة، “لا يمكن اعتبار اللغة العربية هي التي أدت لتخريب التعليم العمومي بالمغرب”، معتبرا أن المشكلة الحقيقية و الرئيسية في تدهور التعليم، هو غياب العناية بالموارد البشرية والمادية والتجهيزات وتكوين الأساتذة، وكذا عدم توظيف الأطر التربوية المناسبة، مستدركا بأن المغرب يجب أن يتكلم على جودة التعليم الملائم مع القرن 21 ، واعطاء إمكانية الداراسة الذاتية والقدرة على البحث والنقذ والابتعاد عن منطق “العراضة”. وحول تحالفاته المستقبلية ، أكد نزار بركة أن حزب الاستقلال لا يريد “مول الشكارة” بل يريد صاحب الأفكار الاقتصادية، وذلك في إشارة لحزب أخنوش. وفي تعليقه على الموضوع الرائج خلال هذه بطنجة، شدد نزار بركة أن حدائق المندوبية تعد متنفسا للساكنة، حيث يتواجد فيها تراث ورمز للتسامح بين الأديان وتشكل أرضية للتراث الثقافي، لا يمكن أن نتعامل معها إداريا، مطالبا وزارة الثقافة بالعمل على حمايتها وتصنيفها ضمن التراث الوطني.