شيع، بعد صلاة يوم الجمعة، جثمان المعارض التاريخي حسين آيت أحمد، إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه بقرية أيت أحمد بولاية تيزي وزو بمنطقة القبايل، وذلك بحضور شعبي حاشد. وأوضح المنظمون أن جنازة الفقيد حضرها عشرات المواطنين وأقارب وأهل الفقيد ورفقائه في الكفاح الوطني، الذين اصطفوا على طول جنبات الموكب الجنائزي، الذي انطلق من مقر "جبهة القوى الاشتراكية"، التي أسسها الفقيد سنة 1963، مخترقا مختلف المدن والبلدات في منطقة القبايل، التي ناضل طيلة حياته من أجل الدفاع عن حقوقها السياسية والثقافية واللغوية.
وكان جثمان الراحل حسين آيت أحمد قد وصل إلى مسقط رأسه مسجى بالراية الوطنية، صباح اليوم، حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة وسط أجواء طبعها الحزن والخشوع تحت خيمة نصبت بالساحة الرئيسة للقرية، بعدما أقيمت له مراسم عزاء بمقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، بحضور أفراد أسرته وقيادات الحزب وعدد من المناضلين والمتعاطفين، في غياب لممثلي النظام.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قيادات الجبهة وأسرة الفقيد تجنبوا، أمس، أي تواصل مع الوفد الرسمي، الذي يقوده الوزير الأول، عبد المالك سلال، خلال وصول الجثمان الى مطار الجزائر العاصمة، مضيفة أن أرملة آيت أحمد رفضت أن تقلها السيارة التي وضعت رهن إشارتها من قبل رئاسة الجمهورية، "مفضلة امتطاء حافلة الجبهة".
وأكدت المصادر نفسها، أن "وفد الجبهة وأفراد أسرة آيت احمد لم يلقوا التحية أو يصافحوا الوزراء الحاضرين خلال الاستقبال الرسمي لجثمان الفقيد في القاعة الشرفية للمطار".
يذكر أن حسين آيت أحمد، الذي كان أحد أبرز المعارضين الجزائريين ومؤسس "جبهة القوى الاشتراكية"، توفي يوم 23 دجنبر الماضي، بمستشفى لوزان (سويسرا)، وذلك عن عمر ناهز 89 سنة، إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج.
وكان آيت أحمد، الذي ولد سنة 1926 بولاية تيزي وزو، قد أسس بعد استقلال الجزائر في 1962 "حزب جبهة القوى الاشتراكية"، دفاعا عن التعددية ومناهضة نظام الحزب الواحد، الذي كرسته "جبهة التحرير" التي أطلقت حملة تطهيرية ضد معارضيها.
سنة بعد ذلك سيتم اعتقال آيت أحمد والحكم عليه بالإعدام وسجنه بمعتقل "الحراش"، الذي سيتمكن من الفرار منه سنة 1966 والتوجه إلى سويسرا، حيث سيقرر عدم دخول البلاد التي لم يعد إليها إلا بعد انتفاضة أكتوبر 1988 التي قمعت بالنار والحديد.
وقد اعتزل المعارض الجزائري آيت أحمد الحياة السياسية منذ ربيع 2013 ليختار من جديد اللجوء الاختياري بسويسرا التي فارق بها الحياة