وصل جثمان حسين أيت أحمد، أحد رجالات المقاومة الجزائر من أجل الاستقلال والمعارض البارز لنظام العسكر، الى البلاد اليوم الخميس من سويسرا، حيث توفي قبل اسبوع عن 89 عاما، لدفنه غدا الجمعة في مسقط رأسه بمنطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية. وتم انزال الجثمان في قاعة الشرف الرئاسية في مطار هواري بومدين، حيث حضر رئيس مجلس الامة، الذي يمثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في المناسبات الكبرى، ورئيس الوزراء وكل الطاقم الحكومي، بالاضافة الى قادة حزب جبهة القوى الاشتراكية واحزاب اخرى.
وحمل نعش الراحل ستة رجال من الدفاع المدني تبعهم افراد العائلة الذين رافقوا فقيدهم من لوزان حيث كان يقيم، وهم يسيرون على بساط احمر، ليقدم له الحرس الجمهوري التحية.
وبعد تلاوة الفاتحة، نقل الجثمان مباشرة الى مقر الحزب، حيث سيتمكن الجزائريون من القاء النظرة الاخيرة عليه.
وينتظر ان ينقل الجثمان غدا الجمعة ليدفن الى جانب والديه في مسقط رأسه بقرية ايت احمد، الصغيرة التي تحمل اسم العائلة وتقع على بعد 160 كلم جنوب شرق العاصمة ببلدية آيت يحيى بعين الحمام ولاية تيزي وزو.
ويعتبر حسين أيت احمد مؤسس اقدم حزب معارض في الجزائر، ولم يسبق له ان تقلد اي منصب رسمي بعد استقلال البلاد في 1962 رغم انه من اكبر المساهمين فيه، حتى اطلق عليه لقب "المعارض الابدي" من منفاه الاختياري في سويسرا.
ورفض ايت احمد كل المناصب التي عرضت عليه منذ استقلال الجزائر، رغم انه كان وزيرا في الحكومة المؤقتة بين 1958 و1962 ثم عضوا في المجلس التاسيسي المنتخب في /سبتمبر 1962.
ورغم انه من مؤسسي جبهة التحرير الوطني واحد التسعة الذين فجروا حرب التحرير في الاول من نوفمبر 1954 ، إلا انه انسحب منها ليؤسس جبهة القوى الاشتراكية في 1963 لمواجهة حكومة احمد بن بلة، اول رئيس للبلاد، حيث قاد تمردا عسكريا انتهى بالقبض عليه قبل ان يفر من السجن مباشرة نحو الخارج.
وفي 2012 قرر أيت احمد التخلي عن رئاسة حزبه جبهة القوى الاشتراكية معتبرا ان "الوقت حان لتسليم الراية" بعد 50 عاما من قيادة "الزعيم" كما يسميه مناضلو الحزب.