25 ديسمبر, 2015 - 12:15:00 قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الخميس 24 دجنبر، إن الرمز التاريخي حسين آيت أحمد الذي توفي أمس بمنفاه الإرادي بسويسرا كان "شريفا في معارضته لبعض المسؤولين الذين كثيرا ما اختلف معهم في نمط الحكم مند استقلال البلاد عام 1962". وفي رسالة تعزية بعث بها لعائلة الراحل، اطلع على نسخة منها مراسل "الأناضول"، أضاف بوتفليقة "ماذا أقول في فقيدنا العزيز سوى أنه كان مخلصا لوطنه حريصا على وحدة أمته جريئا في مواقفه وفيا لمبادئه لطيفا في تعامله بناء في انتقاداته شريفا في معارضته لبعض المسؤولين الذين كثيرا ما اختلف معهم في نمط الحكم وأسلوب التسيير". وتابع أنه "لا يساوم ولا يهادن في قضايا وطنه التي آمن بعدالتها وكافح من أجلها سحابة عمره". وحسب رسالة بوتفليقة فإن الجزائر "فقدت فيه رجلا من رجالاتها الذين خدموها بإخلاص واستمسكوا بالعروة الوثقى في كفاحهم من أجل تحريرها وكانوا منارة لجيلهم و للأجيال القادمة وقدوة حسنة يقتدى بها في الرأي والمبدأ والسلوك". وكان الرئيس الجزائري أعلن في وقت سابق من اليوم، الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام على روح حسين آيت أحمد الدي يوصف بأقدم معارض سياسي في البلاد. وأعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائري(يسار)، أمس الأربعاء، وفاة "زعيمه الروحي"، حسين آيت أحمد بمستشفى لوزان بسويسرا عن عمر يناهز 89 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض. وأكد الحزب في بيان له يوم الخميس أن جثمان الفقيد سيوارى الثرى بمسقط رأسه بمنطقة عين الحمام بمحافظة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر، على أن يعلن لاحقا موعد إقامة جنازته. ونعت أغلب الأحزاب السياسية والشخصيات الجزائرية من الموالاة والمعارضة آيت أحمد الذي اعتبرته "رمزا للنضال من أجل تحرر الجزائر ونذر نفسه لخدمة بلاده بعد استقلالها رغم كونه معارضا". وانخرط آيت أحمد، الذي يعيش في منفى إرادي بسويسرا منذ سنوات، في النضال السياسي وعمره 16 عامًا، ضمن حزب الشعب الجزائري، ثم أسس برفقة مناضلين، جبهة التحرير الوطني، التي فجرت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954. واعتقلته السلطات الفرنسية عام 1956، ليطلق سراحه عام 1962، بعد استقلال البلاد ليدخل بعدها في خلافات مع رفقاء النضال السابقين على غرار أحمد بن بلة أول رئيس جزائري، حيث أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية عام 1963، ليزج به في السجن الذي فر منه عام 1966، وغادر نحو أوروبا وواصل المعارضة السياسية من هناك. عاد حسين آيت أحمد، إلى الجزائر عام 1989، بعد إقرار التعددية السياسية، قبل أن يعود إلى منفاه الإرادي بسويسرا، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد بو ضياف عام 1992، لكنه بقي يشرف على حزبه من هناك ليترشح عام 1999 للرئاسة، لكنه انسحب في آخر لحظة بدعوى وجود نية لدى النظام لتزويرها لصالح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. وقرر حسين آيت أحمد في مايو 2013، الانسحاب من الحياة السياسية، وقيادة حزبه جبهة القوى الاشتراكية خلال المؤتمر الخامس للحزب، الذي أبقى عليه رئيسًا شرفيًا، وانتخب قيادة له.