أعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائري، وفاة زعيمه الروحي، حسين آيت أحمد، أحد رموز ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، وأقدم معارض سياسي في البلاد، اليوم الأربعاء، في مدينة لوزان السويسرية، عن عمر يناهز 89 عامًا. وأكد بيان للحزب نشر على موقعه الرسمي على الإنترنت، "تلقينا بحزن كبير وفاة حسين آيت أحمد، الزعيم التاريخي ورمز الحركة الوطنية، والثورة التحريرية، ومؤسس ورئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية، اليوم الأربعاء، بمستشفى لوزان بسويسرا، بعد معاناة طويلة مع المرض". ولم يقدم الحزب تفاصيل أخرى حول موعد دفنه. وانخرط آيت أحمد، الذي يعيش في منفى إرادي بسويسرا منذ سنوات، في النضال السياسي وعمره 16 عامًا، ضمن حزب الشعب الجزائري، ثم أسس برفقة مناضلين، جبهة التحرير الوطني، التي فجرت الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954. واعتقلته السلطات الفرنسية عام 1956، ليطلق سراحه عام 1962، بعد استقلال البلاد ليدخل بعدها في خلافات مع رفقاء النضال السابقين على غرار أحمد بن بلة أول رئيس جزائري، حيث أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية عام 1963، ليزج به في السجن الذي فر منه عام 1966، وغادر نحو أوروبا وواصل المعارضة السياسية من هناك. عاد حسين آيت أحمد، إلى الجزائر عام 1989، بعد إقرار التعددية السياسية، قبل أن يعود إلى منفاه الإرادي بسويسرا، بعد اغتيال الرئيس الراحل محمد بو ضياف عام 1992، لكنه بقي يشرف على حزبه من هناك ليترشح عام 1999 للرئاسة، لكنه انسحب في آخر لحظة بدعوى وجود نية لدى النظام لتزويرها. وقرر حسين آيت أحمد في ماي 2013، الانسحاب من الحياة السياسية، وقيادة حزبه جبهة القوى الاشتراكية خلال المؤتمر الخامس للحزب، الذي أبقى عليه رئيسًا شرفيًا، وانتخب قيادة جماعية للحزب.