تحيي منظمة الصحة العالمية والرابطة الدولية لمنع الانتحار- الاثنين- اليوم العالمي لمنع الانتحار، تحت شعار "العمل معا لمنع الانتحار". مع تسليط الضوء على الدور الذي يجب على المجتمع والأفراد القيام به لمواجهة التحديات التي يطرحها السلوك الانتحاري بالمجتمع. وكانت منظمة الصحة اعتمدت عام 2003 مبادرة الرابطة الدولية لمنع الانتحار، باعتبار 10 شتنبر يوما عالمياً لمنع الانتحار، بهدف توحيد الجهود في الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية. كما يهدف لإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار، وتقييد إمكانية الحصول على وسائل الانتحار الشائعة، وزيادة تقدير التقارير الإعلامية الخاصة بعمليات الانتحار. وجرى أول احتفال بهذا اليوم عام 2004. ولا يزال منع الانتحار يمثل تحدياً عالمياً كل عام، ويعد هذا السلوك من بين أهم 20 سببا رئيسيا للوفاة، إذ أنه مسؤول عن أكثر من 800 ألف حالة وفاة، وهو ما يعادل الانتحار مرة واحدة كل 40 ثانية. وتشير تقارير "الصحة العالمية" إلى أن الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل ظاهرة في جميع أقاليم العالم. وفي حقيقة الأمر، فإن أكثر من 79% من حالات الانتحار عام 2016 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وعلى الرغم من أن العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية (خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الخمر) معلومة تماما بالبلدان المرتفعة الدخل، فإن هناك العديد من الحالات التي تحدث فجأة في لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الآلام والأمراض المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، تقترن النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو الفقدان والشعور بالعزلة بقوة بالسلوك الانتحاري. كما ترتفع المعدلات بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين والشعوب الأصلية والسجناء. ويقدر أن حوالي 20% من حالات الانتحار العالمية تحدث بالتسمم الذاتي بالمبيدات، ويقع معظمها بالمناطق الزراعية الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار.