«فرانس تيليكوم» تراهن على رفع مبيعات «ميديتل» إلى 7 في المائة ذكرت الصحف الاقتصادية الفرنسية الصادرة الأسبوع الماضي أن مجموعة «فرانس تيليكوم»، تمكنت من خلال اقتنائها 40 في المائة من رأسمال «ميدي تيليكوم»، من تسجيل حضورها في سوق الاتصالات بالمغرب الذي يعتبر سوقا واعدة في المنطقة. وفي سياق ذلك، اعتبرت وسائل الإعلام الفرنسية التي أولت اهتماما لهذه الصفقة، منذ انطلاق المفاوضات بين الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات بفرنسا والمساهمين الهامين في شركة «ميدتيل»، والمتمثلين في صندوق الإيداع والتدبير و»فاينانس كوم»، أن هذا الاقتناء سيعزز طموحات المجموعة الفرنسية لتقوية حضورها في البلدان الصاعدة، خصوصا بإفريقيا. وفي هذا الإطار، كتبت يومية (ليزيكو) أن الأمر يتعلق بأول عملية اقتناء بهذا الحجم من قبل إدارة المجموعة التي تراهن على تحقيق «معدل نمو بنسبة 7 في المائة من مبيعات «ميدي تيليكوم» برسم السنوات القادمة»، وذلك بالنظر لأهمية المؤهلات التي تزخر بها السوق المغربية. ولاحظت اليومية أن «المغرب، بساكنته التي تقدر ب 31,6 مليون نسمة ونسبة نمو 5 في المائة منذ سنة 2000، يعد السوق الثانية بالقارة في مجال الاتصالات، بعد جنوب إفريقيا». وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (لوموند)، أن المدير العام لمجموعة «فرانس تيليكوم»، ستيفان ريشار، أكد منذ بداية فصل الصيف أن البلدان الصاعدة، وخصوصا إفريقيا، قد تكون «الحدود الجديدة» للفاعل الأول في قطاع الاتصالات بفرنسا، موضحا بالمقابل أن المجموعة تعاني، كما هو الشأن بالنسبة لباقي منافسيها، من سوق فرنسية يبدو أنه لم يعد فيها مجال لمزيد من الاستثمارات». وكان المدير العام للمجموعة قد الثلاثاء الماضي، بمناسبة التوقيع على بروتوكول الاتفاق بخصوص هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 640 مليون أورو، أن هذه العملية تندرج في إطار «الإجراء الأول للسياسة الجديدة لنمونا خارج أوربا وأنها ستساهم في تحقيق هدفنا المعلن عنه والرامي إلى مضاعفة رقم معاملاتنا، الذي يقدر حاليا بنحو 5ر3 مليار أورو في غضون خمس سنوات في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط». من جهتها، أشارت صحفية (لاتربيون) إلى أن معدل ولوج الهاتف النقال إلى المغرب «يعد مرتفعا بواقع 85 في المائة غير أن خدمات الانترنيت الثابت، وإن كانت لا تزال أقل نموا، فإنها تشكل مع ذلك سوقا واعدة». أما (لوفيكارو) فاعتبرت أن عملية الاقتناء هذه تتيح لمجموعة «فرانس تيليكوم» «العودة إلى أحد الأسواق الرائدة في منطقة المغرب العربي التي غابت عنها». وأضافت أن هذه الصفقة «تندرج في سياق إستراتيجية نمو المجموعة بالأسواق الواعدة، بهدف تجاوز مرحلة تتسم بضعف الطلب والمنافسة الشرسة بأوربا». أكد المدير العام لفرانس تيليكوم ستيفان ريشارد، أن المغرب يعد بلدا «جذاب للغاية» في مجال الاستثمار، وذلك بفضل محيطه السياسي والاقتصادي. كما خصصت الصحف المغربية حيزا مهما لهذه الصفقة، وقال ريشارد في حديث ليومية (ليكونوميست) نشرته الجمعة الماضية «لقد كنا على الدوام مهتمين بهذا البلد، بداية من أجل محيطه السياسي والاقتصادي الذي يعتبر بالنسبة لنا في غاية الجاذبية ومن أجل مناخ الأعمال أيضا». وأضاف ريشارد، الذي اقتنت مجموعته مؤخرا 40 في المائة من رأسمال ميدي تيليكوم، «كان دائما يراودنا الأمل في خلق استثمار جيد بالمغرب دون أن تتاح الفرصة لذلك، وهو الأمر الذي تحقق مع ميدتيل، ونحن جد سعداء». وفي معرض حديثه عن الاتفاق الذي وقعته هذا الأسبوع كل من مجموعة صندوق الإيداع والتدبير و»فينانس كوم» و»فرانس تيليكوم»، تقتني بموجبه «فرانس تيليكوم» حصة أولية تبلغ 40 في المائة من رأسمال «ميدي تيليكوم»، أكد ريشارد أن هذه الوثيقة «تحدد بعض المبادئ لكن لازالت هناك بضعة أسابيع من العمل لإتمام الوثائق الضرورية قبل إنهاء هذه العملية». وأوضح في هذا السياق، أن هذا الاتفاق لم يشمل بعد تحرير ميثاق المساهمين الذي يتعين العمل على أساه بين فرانس تيليكوم والمساهمين المغاربة، مذكرا بأنه بموجب هذه الوثيقة ستدعم مجموعته إدراج ميدتيل في بورصة الدارالبيضاء في سنة 2011. وأكد السيد ريشارد أيضا أن فرانس تيليكوم التزمت بإعادة شراء 5 في المائة إضافية من رأسمال ميدي تيليكوم سنة 2011 و4 في المائة إضافية في فاتح يناير 2015، لبلوغ 49 في المائة من نسبة رأس المال الذي تم اقتناؤه. وكانت مجموعات صندوق الإيداع والتدبير و»فاينانس كوم» و»فرانس تيليكوم»، قد وقعت الثلاثاء الماضي بالرباط، على بروتوكول اتفاق تقتني بموجبه «فرانس تيليكوم» حصة أولية تبلغ 40 بالمائة من رأسمال «ميدي تيليكوم» بمبلغ 640 مليون أورو. وتعتبر «ميدي تيليكوم» ثاني فاعل في مجال الاتصالات بالمغرب عن طريق استغلال ثلاث رخص (الهاتف الثابت والنقال والجيل الثالث)، وهي حاضرة في القطاع منذ 1999.