قدت مؤخرا مجموعة «إمغران» للموسيقى الأمازيغية الشبابية ندوة صحفية بقاعة الاجتماعات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات باكادير من أجل لتسليط الضوء على المسار الفني لهذه المجموعة الشابة التي أطفأت شمعتها العاشرة على تأسيسها، والتي تميز مسارها الفني بالعديد من الإنتاجات الفنية الموسيقية الأمازيغية ساهمت في التأسيس لمفهوم موسيقي عصري ينهل من التراث العريق لفن الروايس والشعر الأمازيغي الغني بالتعابير اللغوية التي تحتفي بالأرض والجود والجمال. تأسست مجموعة «إمغران» سنة 2000 من طرف نخبة من الشباب الأمازيغي ينتمي لإحدى القبائل القريبة من مدينة تزنيت، وانتظمت بعد ذلك في إطار جمعية إمغران للثقافة والفن لتأطير وتنظيم العديد من الأنشطة الثقافية الفنية والاجتماعية كان أهمها الاحتفاء باليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج «انمودا» تميز بتكريم أسماء ساهمت في توطيد ارتباط الجالية بوطنها الأم، كما كرست بالبحث في الثرات الشفاهي الأمازيغي العريق لحنا وموسيقيا وكلمات وشعرا، ومحاولة إعادة أدائه بتوزيع موسيقي جديد وعصري معتمدا آلات جديدة لهذه الروائع الخالدة لفن الروايس لأعلام ك (احماد بيزماون- رقية الدمسيرية- عمر واهروش- سعيد اشتوك... وآخرين)، وهو ما مكن الشباب المغربي من التعرف على الأغاني الخالدة لهولاء الفنانين والإقبال عليها، بأسلوب جديد يراعي التطور الذي تشهده الموسيقى الأمازيغية الحالية دون المساس بجوهر هذه الروائع. ورغبة من المجموعة في ضبط إنتاجاتها وتقديمها في صورة لائقة، عمدت المجوعة إلى إنشاء شركة إمغران للإنتاج السمعي البصري لقد ميز مسار هذه المجموعة الغنائية العديد من المشاركات في مهرجانات وطنية ودولية أهمها مهرجان تيمتار 2006-2008، ومهرجان تيفاوين بتفراوت 2008، وجولة فنية بجمهورية الصين الشعبية 2006، ومشاركة في مهرجان كناوة بالصويرة ومهرجان «بابل ميد بمرسيليا 2007، ومهرجان الدارالبيضاء 2008، ومشاركات بكل من تركيا وفرنسا وبلجيكا إلى جانب حضور بمهرجانات وطنية للتعريف بالثرات الأمازيغي للموسيقي السوسية الذي كان آخرها مهرجان ايمينتانوت الذي عرف نجاحا منقطع النظير، وأصدرت المجموعة الشابة العديد من الأقراص الموسيقية وتصوير ثماني فيديو كليبات ساهمت في إغناء رصيد خزانة الفرقة والموسيقى الأمازيغية المغربية، كما كانت الندوة فرصة لتوضيح بعض المشاكل كالدعوة التي رفعها الفنان»احماد بيزماون» ضد الفرقة بخصوص عقد منح حقوق استغلال بعض الأغاني، والتي لازالت تراوح المحاكم إلى يومنا هذا، وخروج أحد الأعضاء المؤسسين للفرقة «عبد الرحمان إمغران» ومدى تأثير ذلك على مسار المجموعة، والطابع العائلي الذي يميز هذه المجموعة، وأكد العربي إمغران رئيس المجموعة بأن الأمر لا يدعو للقلق على مسار الفرقة التي كان أحد الصحفيين قد تنبأ لها بالفناء وقصر الحياة ثلاثة سنوات بعد تأسيسها سنة 2000، وهاهي اليوم تطفئ شمعتها العاشرة وتعقد ندوة للتواصل مع الصحفيين حول أهم القضايا الفنية التي تشغل بال المجموعة، وكذا الحديث عن جديدها الغنائي، وهو تقليد قل نظيره من طرف الفنانين، ولأول مرة في تاريخ الفرق الموسيقية بالمنطقة تعقد فرقة محترفة ندوة صحفية للتواصل مع الرأي العام، ولتكريس العمل الاحترافي والمهني بشكل تشاركي ومنفتح على الفعاليات الثقافية والصحفية بالمنطقة، من أجل تطوير وخدمة الثرات والفن الأمازيغي. وحول جديد الفرقة موسيقيا، أكد العربي إمغران أن المجموعة سيستمر في الاشتغال والبحث وفق الاستراتيجية التي رسمتها الفرقة لنفسها، وأعلن مدير الفرقة أنها منكبة حاليا على الاانتهاء من إعداد وتسجيل أغاني وأناشيد لفائدة الأطفال تحمل مواضيع مرتبطة باستغلال وانتهاك الطفولة بالأمازيغية على اعتبار أن هذه الفئة تحتاج إلى موسيقى بمقومات خاصة.. كما أعلن أيضا أن مجموعة إمغران ستكون حاضرة في الساحة بأغاني وألبومات جديدة بشكل متواصل ومنتظم.