234 حريقا في ظرف نصف سنة فقط دقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ناقوس الخطر بخصوص قرب فقدان المغرب لغاباته التي تقدر مساحتها بنحو 9 ملايين هكتار، إن لم يتم القيام بالتدخل السريع وإطلاق حملات واسعة للتوعية بهذا الخطر. فقد بلغ عدد حرائق الغابات المسجلة على الصعيد الوطني، في ظرف زمني لا يتعدى السبعة أشهر، أي من فاتح يناير الماضي إلى حدود رابع غشت الجاري، 234 حريقا، هم حوالي 576 هكتارا.. وأفاد بلاغ للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أنه بالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق، تأتي المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق (60 حريقا)، حيث أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر ب 244 هكتارا، تليها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي اجتاحت فيها النيران مساحة تقدر ب 106 هكتار من خلال 66 حريق. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تم تطويق هذه الحرائق بالتدخل السريع، والاستجابة الفورية لحالات الإنذار، طبقا لنظام معلوماتي لتقييم مستويات الأخطار باستمرار، تعده المندوبية السامية مرتين في اليوم، مع تحديد كيفيات التدخل، بتنسيق مع كل الفاعلين (وزارة الداخلية، الدرك الملكي، الوقاية المدنية، القوات المسلحة، القوات المساعدة، القوات الملكية الجوية، السلطات المحلية والجماعات المحلية). وخلص المصدر إلى أن الفترات الصيفية، وانطلاقا من المعطيات المناخية، تبقى فترة جد حساسة تتطلب مزيدا من اليقظة والحذر لحماية الموارد الغابوية. وصلة بموضوع حرائق الغابات، قال عمو حدير الخبير المغربي في مجال الحرائق ومحاربة التصحر «إن البلاد باتت تفقد 30 ألف هكتارا سنويا بسبب عدد من المشكلات التي تهدد الغابة منها سلوك البشر والتغيرات المناخية والحرائق». وأوضح عمو حدير، في حديث لبيان اليوم، أنه على الرغم من أن الحرائق تشكل مشكلة في مختلف فترات السنة، فإنه، عكس ما يشاع بخصوص ارتباط الحرائق بالفصل القائظ، تقع نحو 80 في المائة من حرائق الغابات في المغرب ما بين يونيو وأكتوبر، وما بين يناير وفبراير. ولا يتم أبدا القضاء على أسبابها، يقول المتحدث، رغم أن 40 في المائة من هذه الحرائق سببها معروف، يرتبط أساسا ب «الإهمال في الحقول الزراعية، وقطع أشجار الغابات، وعدم الالتزام بتعليمات الوقاية والسلامة في المخيمات، ورمي بقايا السجائر، وقطع نحل العسل باستخدام دخان الحرائق». وحول تداعيات الحرائق وخطر اندثار جزء كبير من الغابات في المغرب، قال حمو حدير إن ذلك «يمكن أن يتسبب في مخاطر الفيضانات واندثار طبقة الأرض العليا، بحيث تنقص قدرة الغطاء النباتي على لعب دورها الطبيعي في تنظيم مجاري المياه وحماية الأرض من التعرية»، وهو ما يتطلب، يضيف المتحدث، «إعادة تكثيف الغطاء الغابوي، وموازنة النظام البيئي، وزرع الأشجار لتلبية الطلب المتزايد على منتوجات الخشب، والقيام، على الخصوص، بالتدابير الشمولية التي سبق للحكومات السابقة الحديث عنها حفاظا على الثروة الغابوية المغربية». بهذا الخصوص، أوضح بلاغ المندوبية السامية للمياه والغابات الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، أن المغرب يتوفر حاليا على إستراتيجية وطنية لمكافحة حرائق الغابات ترتكز على عدة محاور أهمها التدبير الاستباقي لمخاطر الحرائق، والتموقع الجيد المسبق لوسائل التدخل البرية والأساطيل الجوية، والتدخل الفوري، وتحسيس السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق.