"الذكاء الاصطناعي" يرشد الفلاحين بالدارجة في المعرض الدولي بمكناس    قصف ليلي يخلف 9 قتلى في كييف    إيواء شاب يعاني نفسيا مستشفى انزكان بعد احتجاج عائلته على عدم قبوله    برادة يحوّل التكريم إلى "ورقة ترافعية" لصالح المغاربة و"اتحاد الكتاب"    السبتي: العنف الهستيري ضد غزة يذكّر بإبادة الهنود الحمر و"الأبارتايد"    طنجة.. مصنع كبير "يطمع" في الرصيف ويشوّه وجه المدينة! (صور)    الحبس النافذ لرجلي أمن ببنجرير    مشاركة OCP في "سيام".. ترسيخٌ للعنصر البشري في التحول الفلاحي    منتوج غريب يتسبب في تسمم 11 طفلا باشتوكة    ريال مدريد يقلص الفارق مع برشلونة    بمشاركة واسعة للطلبة.. عميد كلية العلوم بتطوان يترأس فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للأرض    حموشي يستقبل مسؤول الاستعلامات ووفد أمني عن الحرس المدني الإسباني    موتسيبي: نجاح كرة القدم في المغرب يجسد القيادة المتبصرة للملك محمد السادس    61 مقعد ل"الأحرار" بالانتخابات الجزئية    بوعياش تدعو إلى صياغة مشروع قانون المسطرة الجنائية ببعد حقوقي    وزير الزراعة الفلسطيني يشيد بالدعم المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف للمزارعين المقدسيين    بنعلي تعلن عن إنشاء أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال بالناظور على خلفية ارتفاع لافت للاستثمار في الطاقات المتجددة    وزراء أفارقة يتفقون بمكناس على خطة زراعية ودعم تفاوضي موحّد للقارة    خبراء ينادون بتدريس التنشيط الرياضي    الأردن يتهم "الإخوان" بتصنيع الأسلحة    مقاضاة الدولة وأزمة سيادة القانون: الواقع وال0فاق    شباب الريف الحسيمي يراهن على جماهيره في مواجهة وداد صفرو    سابقة قضائية.. محكمة النقض تنتصر لشابة تعاني اضطرابات عقلية أنجبت طفلا من شخص بالحسيمة    الحكم الذاتي والاستفتاء البعدي!    رئيس الحكومة يشرف على انطلاق جولة أبريل من الحوار الاجتماعي    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها بأداء إيجابي    وزراء الخارجية العرب يرحبون بانتخاب المغرب لرئاسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان    الابتكار في قطاع المياه في صلب نقاشات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.. نقل سيدة إيفوارية من الداخلة إلى مراكش عبر طائرة طبية بعد تدهور حالتها الصحية    في حضرة الوطن... حين يُشوه المعنى باسم القيم    الإتحاد الأوروبي يخاطر بإثارة غضب ترامب    بطلة مسلسل "سامحيني" تشكر الجمهور المغربي    الكتاب في يومه العالمي، بين عطر الورق وسرعة البكسل    "بي دي إس" تطالب بالتحقيق في شحنة بميناء طنجة المتوسط متجهة إلى إسرائيل    نادي "الكاك" يعتذر لجمهور القنيطرة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب إسطنبول    نادي مولودية وجدة يحفز اللاعبين    الرئيس الفلسطيني يطالب حماس بتسليم سلاحها للسلطة والتحول إلى حزب سياسي    وفاة الإعلامي الفني صبحي عطري    تراجع أسعار الذهب مع انحسار التوترات التجارية    "طنجة المتوسط" يؤكد دعم الصادرات في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    هذه أغذية مفيدة لحركة الأمعاء في التخلص من الإمساك    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    في الحاجة إلى مغربة دراسات الهجرة..    في جولة أبريل من الحوار الاجتماعي.. الاتحاد العام لمقاولات المغرب يؤكد على تجديد مدونة الشغل والتكوين    المنتخب المغربي للتايكواندو يشارك في كأس رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو بأديس أبابا    "الإيقاع المتسارع للتاريخ" يشغل أكاديمية المملكة المغربية في الدورة الخمسين    الغربة بين الواقع والوهم: تأملات فلسفية في رحلة الهجرة    صحيفة ماركا : فينيسيوس قد يتعرض لعقوبة قاسية (إيقاف لمدة عامين    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد أنضيشي، مدير مركزي بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ل«التجديد»: أسباب الحرائق بالمغرب بشرية ناتجة عن سلوكات متعمدة أحيانا
نشر في التجديد يوم 15 - 08 - 2012

تتعرض الغابة والثروة الغابوية بالمغرب سنويا إلى 250 حريقا تجتاح مساحة حوالي 3000 هكتار وعلى الرغم من كون هذا الرقم حسب المندوبية السامية للتخطيط عرف تقلصا خلال السنوات الأخيرة، غير أن تكرار نفس الحرائق كل سنة وخاصة فترة الصيف وفي أقاليم الشمال التي تعد الأكثر تعرضا لمخاطر الحرائق، هو معطى إلى جانب أخرى متعددة تجعل من الثروة الغابوية في خطر.
في هذا السياق أكد أنضيشي أن أزيد من 90 بالمائة من الحرائق تكون ناجمة عن فعل بشري غير متعمد أو إجرامي خصوصا أن الفضاءات الغابوية مفتوحة للعموم وغير مسيجة إلى جانب التأخر الحاصل في ضبط الحالة العقارية للغابات الطبيعية زيادة إلى كونها مجالات لأنشطة ووظائف حيوية للساكنة المجاورة كما يمنحها ذلك القانون.في إطار جهود المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وكذا الميزانية المخصصة لحماية الغابة سنويا، يستعرض أنضيشي في حواره مع التجديد، ما تقوم به إدارته من برامج من قبيل فتح وصيانة المسالك الغابوية والأعمال الحرجية وفتح وصيانة مصدات النار ونقط الماء واقتناء سيارات التدخل الأولي والتحسيس والتواصل لتوعية السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق. وهي برامج تكلف ما يناهز 190 مليون درهم سنويا.
● عرفت غابات المغرب مؤخرا خاصة خلال الصيف موجة من الحرائق المتوالية مما أتى على هكتارات منها ودمر ثروات مختلفة بها، ما هي الخريطة الوطنية لهذه الحرائق وما هي أبرز الغابات أو المناطق التي تعرف عادة أكبر نسب من الحرائق؟
❍ تشكل الحرائق خطرا كبيرا يهدد المجالات الغابوية عبر العالم، حيث تجتاح سنويا قرابة 10 ملايين هكتار أي ما يناهز 0،03 % من الغطاء الغابوي. وتزداد هذه الظاهرة في المجالات الغابوية لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط حيث يسجل سنويا حوالي 50 ألف حريق يتسبب في إتلاف مليون هكتار.
بالنسبة للمغرب، يصل المتوسط السنوي المسجل خلال الفترة الممتدة ما بين سنة 1960 إلى سنة 2006 إلى 250 حريق تجتاح مساحته ما يبلغ متوسطها حوالي 3000 هكتار سنويا. وللإشارة، فقد سجلت أعلى نسبة سنة 1983 بمساحة تقدر ب 11.000 هكتار، أما أدني نسبة سجلت سنة 2002 بمساحة تبلغ حوالي 593 هكتار.
وتعد أقاليم الشمال الأكثر تعرضا لمخاطر الحرائق نظرا لأهمية الغطاء الغابوي ونوعية الأصناف المكونة له بهذه المناطق والتي تتميز بكثافة طبقة الأصناف الثانوية والعشبية هذا بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي تساعد على انتشار الحرائق والمتمثلة في وعورة التضاريس وصعوبة الولوج والإحاطة بكل الكتل الغابوية.
● تتحدث إحدى الدراسات عن كون الحرائق تلتهم سنويا أزيد من 1200 هكتار أّي تطور يعرفه هذا الرقم وما هي تكلفة الخسائر السنوية خاصة على الثروة الغابوية الحيوانية والنباتية؟
❍ تبلغ المساحة المتضررة سنويا من الحرائق ما يناهز 3000 هكتار، وقد عرفت تقلصا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة نتيجة تعزيز وسائل الوقاية والتدخل والتنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين.
وللحرائق عواقب وخيمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. فبالإضافة إلى الخسارة المباشرة المتمثلة في ضياع المواد العلفية والخشبية التي تختزلها الأشجار المحروقة والتي تمس وسائل عيش الساكنة المجاورة وأنشطتهم الرعوية والإمكانيات الإنتاجية الوطنية من الخشب فان الآثار غير المباشرة للحرائق والمتمثلة في تدهور الأدوار البيئية التي تلعبها الغابات على مستوى تنظيم دورة المياه والمحافظة على التنوع البيولوجي وتثبيت التربة هي التي تعتبر أساسية ويصعب تقييمها وتعويضها.
● هناك حديث عن كون أغلب أسباب الحرائق ناتج عن فعل بشري، ما هي أنواع أسباب الحرائق وكم تبلغ نسبة الحرائق المتعمدة تحديدا؟
❍ بالفعل فإن الأسباب الأساسية للحرائق بالمغرب بشرية ناتجة عن سلوكات غير واعية أو معتمدة.
وترجع هذه العوامل إلى كون الفضاءات الغابوية مفتوحة للعموم وغير مسيجة كما هو الحال في بعض البلدان زيادة إلى كونها مجالات لأنشطة ووظائف حيوية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بالنسبة للساكنة المجاورة ارتكازا على حق الانتفاع الذي يخوله لها القانون.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن التأخر في ضبط الحالة العقارية للغابات الطبيعية في بعض المناطق لأسباب اجتماعية قد يساعد ويشجع بعض السلوكات المتعمدة للترامي على الملك العمومي.
● الوقاية المدنية ونجاعة تدخلاتها، كيف تقيمون مدة التأخر عن التدخل إن كان هذا صحيحا، وأثر ذلك على انتشار الحرائق وإتلاف الثروة الغابوية؟
❍ إن كيفية معالجة الحرائق بالمغرب والخبرة المكتسبة والتدبير المحكم تجعل المغرب في وضعية جد حسنة حيث مكنت المجهودات المبذولة من طرف المندوبية السامية، بتعاون مع مختلف المتدخلين المعنيين في مجال وقاية ومكافحة الحرائق، من تقليص معدل المساحة المتضررة لكل حريق من 14 هكتار، خلال فترة 1960-1995 إلى 7 هكتارات خلال فترة 1996-2010 تم إلى 6 هكتارات فقط خلال سنة 2011.
وتمثل هذه النتائج الجيدة ثمرة ملائمة مخططات التدخل مع ظروف المجال الغابوي والمجهودات المبذولة لتحسين تهيئته وتجهيزه من جهة، والى التنسيق المبني على التجارب الميدانية والذي يربط مختلف الفرقاء المعنيين من درك ملكي ووقاية مدنية وقوات مسلحة ملكية وقوات ملكية جوية وقوات مساعدة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
كما إن إحداث النظام المعلوماتي للتدبير الاستباقي لمخاطر الحرائق بتعاون مع مديرية الارصاد الجوية والذي يحدد بخرائط دقيقة المجالات الاكثر تعرضا لهذه المخاطر قد مكن من تعبئة انجع واحسن لوسائل الانذار والتدخل.
● أي مقاربة للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لإيقاف الحرائق وحماية الثروة الغابوية، ثم لماذا تتكرر نفس الحرائق كل سنة وتعرف تزايدا؟
❍ إن الإستراتيجية المحكمة التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمعية باقي الشركاء تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المسببة للحرائق ارتباطا بخصوصيات الكتل الغابوية وأخطار اندلاع و انتشار الحرائق بها. وترتكز هذه الإستراتيجية على المحاور الآتية :
ففي مجال الوقاية ، تعمل المندوبية السامية على توفير التجهيزات والوسائل الكفيلة بالحد من اندلاع الحرائق وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وشق وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط التزود بالماء واقتناء سيارات للتدخل السريع الأولي. ويتم رصد الاعتمادات اللازمة لتمويل برامج سنوية في هذا المجال.
ولأجل تدبير استباقي لمخاطر حرائق الغابات ، طورت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بشراكة مع مديرية الأرصاد الجوية نظاما معلوماتيا يعتمد على خرائط تحدد المجالات الغابوية الأكثر تعرضا لمخاطر الحرائق وذلك لتعبئة أنجع وأحسن لوسائل الإنذار والتدخل.
كما تقوم المندوبية السامية بانجاز برنامج سنوي لتوعية و تحسيس السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق عبر القنوات السمعية البصرية وكذلك توزيع ملصقات ومنشورات.
و فيما يخص مكافحة الحرائق، يتم التدخل طبقا لخطة محكمة سواء على المستوى البري أو الجوي بتنسيق مستمر مع مختلف الشركاء لأجل ضمان الاستفادة من فعالية ونجاعة الوسائل المسخرة لجهود الإخماد. وتمر التدخلات عبر أربع مستويات يتم خلالها حسب سرعة انتشار الحرائق تعبئة فرق التدخل السريع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والوقاية المدنية، ثم الاستعانة عند الحاجة بالقوات المساعدة و القوات المسلحة الملكية وطائرات توربو تروش التابعة للدرك الملكي و طائرات من نوع البومباردي و130C المجهزة خصيصا لمكافحة الحرائق التابعة للقوات الملكية الجوية.
وتجدر الإشارة إلى أن بلادنا قد عززت أسطولها الجوي المخصص لمكافحة الحرائق باقتنائها لطائرات البومباردي المتخصصة في مكافحة الحرائق والتي يتم تزويدها بالماء مباشرة من البحيرات مما سيساهم في الرفع من نجاعة التدخلات الجوية أثناء إخماد الحرائق.
● الغابة تعتبر رئة للبلاد، فهل الغابة بالمغرب في تراجع أم في توسع خاصة أمام معطيات الحرائق وسرقة الأشجار وضعف التشجير وعوامل أخرى؟
❍ وعيا منها بضرورة التوفيق بين المتطلبات الآنية والمستقبلية للساكنة المحلية ومستلزمات المحافظة على الثروات الغابوية وترسيخ أدوارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية على المدى البعيد، تنهج المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إستراتيجية متكاملة الأبعاد تعطي الأولوية للتنمية المندمجة للمناطق الغابوية والمحيطة بها اعتمادا على مبدأ الشراكة وأخذا بعين الاعتبار خصوصيات ومؤهلات النظم الغابوية ومتطلبات الساكنة المجاورة.
ومن هذا المنظور، فقد وضعت المندوبية السامية برنامجا عشاريا عمليا ومرقما للفترة-2004 2015 يهدف، طبقا لمنهجية متكاملة، إلى بلورة المخططات المعتمدة في مجال التشجير وتخليف الغابات الطبيعية وتهيئة الأحواض المائية والمناطق المحمية إلى مشاريع عملية محلية تعتمد مقاربة مجالية تنطلق من التشخيص الشامل والمتكامل لخصوصيات وإشكاليات مختلف النظم على الصعيد المحلي في إطار تشاوري مع جميع المتدخلين المعنيين. إعادة تأهيل وإحياء المجالات الغابوية عبر تكثيف برامج التشجير وتجديد الغابات مع إيلاء الأهمية للأصناف الطبيعية
وفي هذا الإطار ومن أجل إسهام العنصر البشري في التنمية الغابوية وخلق ظروف لتفاعل ايجابي بين الساكنة ومحيطها الغابوي، تسعى المندوبية إلى إشراك الساكنة المجاورة للغابات في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتثمينها أخذ ا بعين الاعتبار خصوصيات النظم الغابوية والتحديات المتعلقة بالتدبير المستدام لكل مجال وذلك عبر تنظيم ذوي حقوق الانتفاع على شكل جمعيات وتعاونيات للاستفادة في إطار تشاركي وتعاقدي من القيمة المضافة الناتجة عن استغلال وتسويق وتحويل المنتجات الغابوية.
● ما هي الميزانية المخصصة لحماية الغابة من الحرائق وهل ترون أنها كافية؟
❍ تقوم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في إطار اختصاصاتها بإنجاز برامج سنوية متواصلة لتعزيز التدخلات الوقائية من الحرائق بالمناطق الغابوية بما فيها فتح وصيانة المسالك الغابوية والأعمال الحرجية وفتح وصيانة مصدات النار ونقط الماء واقتناء سيارات التدخل الأولي والتحسيس والتواصل لتوعية السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق. وتبلغ تكلفة هذه البرامج ما يناهز 190 مليون درهم سنويا.
وفي مجال محاربة الحرائق، تتم تعبئة وسائل للتدخل البري والجوي يرصد لها سنويا اعتمادات مهمة من طرف المتدخلين المعنيين من الدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة.
● ما هي وسائل المندوبية السامية في حماية الغابة، بأي موارد بشرية وكم عددها «بوغابة» نموذجا ومستوى المراقبة وكذا طبيعة اللوجستيك ونوعيته وجودته؟
❍ تندرج الإجراءات المتخذة للحد من حرائق الغابات ضمن الاستراتيجية المحكمة التي وضعتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمعية باقي الشركاء المعنيين والتي ترتكز على المحاور الاتية :
تعزيز التدخلات الوقائية عبر توفير التجهيزات والوسائل الكفيلة بالحد من اندلاع الحرائق وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وشق وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط التزود بالماء واقتناء سيارات للتدخل السريع الأولي، حيث يصل العدد الإجمالي للسيارات من هذا النوع 94 وحدة على الصعيد الوطني.
التحسيس والتواصل عبر القنوات السمعية والبصرية لتوعية السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق.
تنسيق مكافحة الحرائق للرفع من نجاعة الوسائل المعبئة لإخماد الحرائق من طرف مختلف الشركاء سواء على المستوى البري او الجوي.
إحداث نظام معلوماتي، بتعاون مع مديرية الأرصاد الجوية يمكن من تدبير حرائق الغابات اعتمادا على خرائط تحدد المجالات الاكثر تعرضا لمخاطر الحرائق مع إدماج المعطيات المتعلقة بخصوصيات النظم الغابوية والظروف المناخية من اجل تعبئة أنحع وأحسن لوسائل الإنذار والتدخل.
● كيف تقيمون تفاعل ومساهمة باقي الفاعلين الآخرين معكم في حماية الغابة من قبيل السلطات المحلية ووزارة الداخلية ووزارة العدل ...إلى غير ذلك من المتدخلين؟
❍ بفضل ملائمة مخططات التدخل مع ظروف المجال الغابوي والمجهودات المبذولة لتحسين تهيئته وتجهيزه من جهة، وكذا التنسيق المبني على التجارب الميدانية والذي يربط مختلف الفرقاء المعنيين من درك ملكي ووقاية مدنية وقوات مسلحة ملكية جوية وقوات مساعدة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر من جهة اخرى فقد تم تسجيل تقدم ملموس فيما يخص الوقاية ونجاعة وسائل الحد من انتشار الحرائق.
وقد أبانت هذه الخطة عن فعاليتها حيث أن ما يناهز 85 من عدد الحرائق على المستوى الوطني يتم إخمادها قبل إن تجتاح إكثر من 5 هكتارات. وفي هذا الصدد، فان النتائج المحصل عليها بمنطقة الريف التي تسجل بها عادة اعلى مستويات الحرائق سواء من حيث العدد او المساحة المتضررة، عرفت انخفاضا للمساحة المتضررة من 1079 هكتار في 2009 الى 112 هكتار سنة 2010 و خلال سنة 2011 تم تحقيق اقل من هكتار كمعدل لكل حريق وهو ما يعد قياسيا ويعتبر خير دليل على نجاعة المقاربة والمنهجية المعتمدين وكذا التنسيق المحكم بين مختلف القطاعات المعنية
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
235 حريق أتى على 991 هكتارا خلال النصف الأول من 2012
أفادت معطيات لوزارة الداخلية صدرت نهاية الشهر المنصرم أنه تم تسجيل اندلاع نحو 70 حريقا في غابات جهة طنجة تطوان، خلال الأسابيع الأخيرة. وحسب تقرير حديث للمندوبية السامية للمياه والغابات حصلت عليه «التجديد» ويهم الأشهر الأولى من سنة 2012 فإن غابات المغرب عرفت 235 حريق وقد أتى على 991 هكتار.
التقرير الذي هم الستة أشهر الأولى من السنة الجارية قدم معطيات تهم مختلف الغابات بالمغرب حيث بلغ عدد الحرائق بالجنوب الغربي 13 حريقا وأتى على 620هكتارا، فيما بلغ عدد الحرائق 15 حريقا وأتى على 101 هكتار بالأطلس المتوسط. و100 حريق ب 90 هكتارا محروقا بمنطقة الريف، كما أتت نيران 26 حريقا كذلك على 75 هكتارا بالشمال الشرقي، وعلى 50 هكتارا بسبب 37 حريقا بالمنطقة الشرقية.
كما أدت تسع حرائق حسب التقرير المشار، إلى التهام 7 هكتارات بوسط المغرب.و29 هكتارا جراء أربعة حرائق بالأطلس الكبير، ثم ثلاث هكتارات بسبب 5 حرائق بجهة تادلة أزيلال، ثم 6 حرائق أتت على 2.5 هكتارات بفاس بولمان.
وبالعودة إلى معطيات وزارة الداخلية الذي نشرته فأن السبعين حريقا الذي تحدث عنه قد تكون جاءت أغلبها نتيجة فعل إجرامي. وأوضحت ذات المعطيات أنه تم فتح تحقيقات من قبل مصالح الأمن من أجل تحديد مرتكبي هذه الأعمال وأنه تم توقيف البعض منهم.
وكانت إحصائيات للمندوبية السامية للمياه والغابات قالت إن 99 في المائة من الحرائق بغابات المغرب تشتعل بفعل بشري. وأفادت تحريات قام بها أطر هذه المندوبية لتحديد أسباب هذه الحرائق بأن أكثر من 95 في المائة من الغابات التي شهدت اندلاع الحرائق تصنف ضمن المساحات غير المثمرة.
وحسب نفس التقرير الذي يعود لسنة 2009 فإن المساحات المتضررة من الغابات بالمغرب تصل إلى 1200 هكتار سنويا، وذلك بمعدل 250 حريقا سنويا. وتصنف غابات الشمال في المرتبة الأولى للغابات التي تشهد أكبر عدد من الحرائق كل سنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.