تسجيل حوالي 300 حريق غابوي إلى الآن والحصيلة مرشحة للارتفاع يمر المغرب في مرحلة حرجة نتيجة اندلاع عدد من الحرائق بالغابات إلى الآن في مناطق مختلفة، في الشمال والجنوب والوسط، رغم أن موسم الصيف لم ينته بعد، مما ينذر بارتفاع المساحة الإجمالية المعرضة لخطر هذه الحرائق هذه السنة، خصوصا وأن معظم حرائق الغابات تسجل عادة في الأسبوعين الأخيرين من شهر غشت وبداية شتنبر. وسجلت مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر هذه السنة ما يربو عن 300 حريق أتت على المئات من الهكتارات، كان آخرها الحريق الذي شب منذ يوم الأحد الماضي ولازالت ألسنته لم تخمد بعد بمنطقة أكادير إداوتنان وأتى على حوالي 400 هكتار من الغابات.. ويحاول أزيد من 550 شخص من الوقاية المدنية والجيش وموظفي المندوبية السامية للمياه والغابات منذ أيام السيطرة على الحريق. يتوزعون على ثلاث جبهات مدعومين بتعزيزات جوية، بالموازاة مع ذلك فتحت السلطات المختصة تحقيقا لمعرفة أسباب الحريق. وقبله عرفت واحة أسرير بالقرب من كلميم حريقا مهولا أتى على عشرات أشجار النخيل والمزروعات، وأحالها رمادا. كما عرفت منطقة خنيفرة اندلاع حرائق متفرقة أتت بدورها على مساحات شاسعة من الغابات، ومثلها بالناظور، والغابات القريبة من طنجة. ويسجل أن عدد الحرائق هذه السنة تراجع بنسبة ملحوظة، مقارنة مع السنوات السابقة، نتيجة الإجراءات المتخذة، ولكن أيضا بفضل فعالية وسائل الإنذار ونجاعة نظام محاربة الحرائق المعتمد من طرف السلطات المعنية وكل الشركاء المتدخلين سواء من جانب مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أو وزارة الداخلية، وأيضا مصالح القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والقوات الملكية الجوية والقوات المساعدة والسلطات المحلية. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن حوالي 19 في المائة من الغابات بالمغرب، تعادل حوالي مليون هكتار، مهددة بخطر الحرائق خصوصا خلال فصل الصيف. 62 في المائة منها تسجل بالشمال، وتحديدا بالمناطق الممتدة ما بين طنجة وتطوان وتاونات والحسيمة والناظور وصولا إلى تخوم المنطقة الشرقية. ووضعت المصالح المختصة إجراءات لمواجهة خطر الحرائق، بالاعتماد على خدمات حوالي ألف حارس غابوي موسمي، والمئات من رجال الوقاية المدنية، وتعبئة 73 وحدة تدخل أولية، وتجهيز سيارات التدخل السريع، والاستعانة بحوالي 18 طائرة مجهزة تابعة للدرك الملكي، وطائرتين للقوات المسلحة الملكية من سعة 12 طن مجهزة بمواد إخماد النيران. بالإضافة إلى تحسيس السكان المحليين بالمشاركة الفعالة في عمليات السيطرة على الحرائق. وصنفت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر المنطقة الشمالية في صدارة المناطق التي تسجل بها أكبر عدد من الحرائق كل سنة، نتيجة حساسية الغطاء الغابوي بها، والمتميز بوجود صنف الصنوبريات. وكشف بحث للمندوبية أن الكثير من الحرائق المسجلة سنويا تكون بفعل فاعل متعمد للاستحواذ على الملك الغابوي وتخصيصه لزراعة القنب الهندي. وكانت المندوبية السامية للمياه والغابات وقعت في أبريل الماضي اتفاقية مع برنامج الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) اتفاقية في مجال مكافحة حرائق الغابات بقيمة مليون دولار مليون موجهة لإنجاز خرائط متطورة تحدد مخاطر الحرائق وفق نموذج حاسوبي متقدم، من خلال وضع التجهيزات المتطورة، ونظام الرادار ووسائل التدخل. وبفضل الخرائط المنجزة يمكن تقييم المخاطر والتعرف على المناطق المعرضة بقوة لخطر الحرائق، اعتمادا على معطيات حالة الطقس. وتركز الاتفاقية من جهة أخرى على المساعدة التقنية وتقديم الدعم التقني للبرنامج الوطني للغابات. وللإشارة فإن الحرائق المسجلة السنة الماضية بلغت حوالي 230 حريقا، أتت على حوالي 233 هكتار من الغابات. وتتصدر المناطق الشمالية قائمة المناطق التي عرفت أكبر عدد من الحرائق بحوالي 44 حريق، التهمت ما لا يقل عن 81 هكتار، تليها المنطقة الشرقية بحوالي 22 حريق ألحقت خسائر بحوالي 50 هكتار، ثم منطقة الحسيمة وتاونات وتازة بحوالي 14 حريق أتت على 50 هكتار.