قالت إحصائيات للمندوبية السامية للمياه والغابات إن 99 في المائة من الحرائق بغابات المغرب تشتعل بفعل بشري. وأفادت تحريات قام بها أطر هذه المندوبية لتحديد أسباب هذه الحرائق بأن أكثر من 95 في المائة من الغابات التي شهدت اندلاع الحرائق تصنف ضمن المساحات غير المثمرة. وتصل المساحات المتضررة من الغابات إلى 1200 هكتار سنويا، وذلك بمعدل 250 حريقا سنويا. وتصنف غابات الشمال في المرتبة الأولى للغابات التي تشهد أكبر عدد من الحرائق كل سنة، وذلك بسبب حساسية الغطاء الغابوي بها ووجود الصنوبريات بها، وتعمد البعض إضرام النار بها للاستحواذ على الملك الغابوي وزرع القنب الهندي، خاصة في مناطق تطوان ووزان وتاونات. وقال بلاغ لوزارة الداخلية، في نهاية يوليوز الماضي، إن غابات المغرب شهدت خلال هذه السنة تسجيل 193 حريقا همت مساحة تقدر ب942 هكتارا. وكان مسؤولو المندوبية السامية للمياه والغابات قد توقعوا أن الغابات، خلال هذا الصيف، ستكون أكثر تعرضا للحرائق، نظرا للتساقطات المطرية الغزيرة التي عرفها المغرب طيلة السنة، والتي ساعدت على تكاثر الأعشاب تحت الأشجار، معتبرين أن ذلك يساعد بشكل كبير على انتشار الحرائق وتوسعها داخل الغابات. وطبقا لهذه التوقعات، فإن حوالي 5.8 ملايين هكتار من الغطاء الغابوي بالمغرب مهددة بالحرائق، يوجد منها حوالي مليون هكتار بالشمال لوحده. وتمثل الغابات حوالي 8 في المائة من التراب الوطني، توجد منها 3.2 في المنطقة الجنوبية للمملكة، و42 في المائة بالريف الغربي. ولمواجهة هذه الحرائق، أعلن أنه سيتم اللجوء إلى خدمات 1000 حارس غابوي موسمي، ووضعت 73 وحدة تدخل أولية في حالة تأهب، وجهزت سيارات للتدخل السريع، وجهزت مجموعة من المطارات الاستراتيجية قرب المناطق الغابوية، وتمت الاستعانة ب18 طائرة مجهزة تابعة للدرك الملكي، وطائرتين من حجم 12 طنا مجهزة بالمواد المبطئة للنيران، تابعة للجيش. وبالرغم من هذه التجهيزات، فإن ساكنة المناطق المجاورة للغابات شهدت بعضا من هذه الحرائق تتحدث عن تأخر في تدخل الإطفائيين ونقص في الموارد البشرية وفي التجهيزات. وحصلت المندوبية السامية للمياه والغابات على دعم من منظمة الأممالمتحدة للزراعة والتغذية لإنجاز خرائط الأخطار المتعلقة بحرائق الغابات، لكن هذه الخرائط لم تفد في التدخل لإخماد الحرائق قبل وأثناء نشوبها، وهو الغرض المتوخى من إعداد المشروع. كما أن احترازات اتخذتها قبل حلول الصيف لم تمكنها من الحيلولة دون وقوع عدد من الحرائق في شمال المغرب ووسطه. وكان أبرز هذه الحرائق قد أتى على ما يقرب من 200 هكتار من غابة كبدانة بالناظور. وسجلت أغلب هذه الحرائق ضد مجهولين. وكان وزير الداخلية، شكيب بنموسى، قد ترأس في 20 يوليوز الماضي اجتماعا خصصه لتقييم الإجراءات المتخذة في مجال مكافحة حرائق الغابات. وحضر هذا الاجتماع كل من محمد سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، وعبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر وحسني بنسليمان الجنرال دوكور دارمي قائد الدرك الملكي، وحميدو لعنيكري، الجنرال دو ديفزيون المفتش العام للقوات المساعدة، وعبد الكريم اليعقوبي الجنرال دو ديفزيون مفتش الوقاية المدنية. وفي الوقت الذي تفادت فيه وزارة الداخلية الإشارة إلى وقوف البشر وراء اندلاع نسبة كبيرة من هذه الحرائق، اكتفى بلاغ لها أعقب هذا الاجتماع بالإشارة إلى أن هذه السنة تتميز بعدة عناصر تساعد على انتشار الحرائق كالغطاء النباتي الوفير، وسرعة الرياح والحرارة المفرطة.