التهمت النيران أكثر من 786 هكتارا من الغابات في ال8 أشهر الأولى من هذه السنة، حيث عرفت الغابات في المغرب 238 حريقا منذ بداية السنة الجارية، وهي تقريبا نفس المساحة التي التهمتها الحرائق في نفس الفترة من السنة الفارطة، والتي بلغ عددها 257 حريقا. وتفيد المندوبية السامية للمياه والغابات بأن توزيع هاته الحرائق، حسب نوعية النباتات، يشير إلى أنها مست 600 هكتار من التشكيلات الشجرية مثل الصنوبريات و75 هكتارا من التشكيلات الشجرية الثانوية التي تحيل على الأشجار الصغيرة و121 هكتارا من الأعشاب والحلفاء. ويبدو أن أغلبية الحرائق، التي شهدها المغرب في مستهل السنة الجارية، همت الريف، حيث نشب 95 حريقا أتى على 530 هكتارا، بينما أتت الحرائق التي وصل عدده إلى 35 حريقا في المنطقة الشرقية على 67 هكتارا، والتهم 30 حريقا 61 هكتارا في الشمال. ويعزو فؤاد العسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تركز الحرائق في تلك المناطق من المغرب دون سواها، إلى حساسية المكونات الغابوية بتلك المناطق التي لا تتوفر على مجال للرعي، وزيادة الضغط الذي تمارسه الساكنة على المجال الغابوي عبر إعداده للزراعة، غير أن المندوبية تشدد على أن تعدد نقاط الحرائق ناتج في أغلب الأحيان إلى كون أشخاص يضرمون النار عمدا في الغابات من أجل تحقيق أغراض شخصية. ويشير عسالي إلى أنه يتعذر إعطاء إحصاءات شافية عن الخسائر المالية التي يتكبدها المغرب بسبب الحرائق التي تطال الغابة، غير أنه يؤكد أن تلك الخسائر جد مهمة، ضاربا مثلا بالصنوبريات التي يكلف كل حريق يصيب هكتارا منها 18 ألف درهم، دون احتساب الأضرار الإيكولوجية التي تتسبب فيها تلك الحرائق، ناهيك عن الأضرار التي تصيب بعض النباتات التي يصعب تعويضها، خاصة الصنوبر والبلوط الفليني. ويؤكد عسالي أن المساحات التي تلتهمها الحرائق في المغرب مافتئت تتراجع بفعل المخطط الوقائي الذي جرى تبنيه وتعزيز دوريات المراقبة والتدخل السريع لمحاصرة الحرائق، حيث إن الحرائق، التي كانت تلتهم في المتوسط خلال العشر سنوات الماضية 3460 هكتارا من النباتات والأشجار في الغابات، تحاصر بسرعة أكبر، وهذا ما يؤشر عليه كون 70 في المائة من الحرائق لم تعد تتعدى المساحة التي تأتي عليها 5 هكتارات، علما بأن المتوسط الذي يلتهمه كل حريق لم يعد يتجاوز 3 هكتارات مقابل ما بين 15 و20 هكتارا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.