صدر العدد 25 من مجلة ثقافات البحرينية، المجلة العلمية المحكمة والتي تعنى بالدراسات الثقافية وتصدرها كلية الآداب بجامعة البحرين، متضمنا العديد من البحوث والدراسات والترجمات. وهكذا يفتتح الباحث سعيد المصري باب بحوث بدراسة حول «الشرع يحكم البادية: دراسة لعملية أسلمة المجتمع البدوي بين قبائل أولاد علي» محاولة لملامسة سعي الحركة «الإسلامية خلال العقدين الماضيين الى إحداث تغييرات اجتماعية في المجتمع البدوي بصفة عامة، ويأتي ذلك في إطار الرغبة في تأسيس مجتمع إسلامي جديد» ويهدف البحث الى رصد أبعاد أسلمة الفضاء البدوي. ويقارب محمد عبده أبو العلا «مفهوم العدل الاجتماعي بين جون رولز وروبرت نوزيك» ولعل ذلك نابع من الحاجة في عالمنا العربي لمناقشة فكرة العدل الاجتماعي والتي تظل بالنسبة لنا حلما بعيد المنال. وعن «أخلاقيات الترجمة بين مستجدات الأناسة وقيود الواقع»، يقربنا الباحث المغربي محمد عمر أمطوش من انفتاح الترجمة اليوم على مفاهيم جديدة مستفيدة مما ينتج من مفاهيم في العلوم الإنسانية الأخرى خاصة تجارب الأثنوجرافية. ويستقصي الباحث الجزائري حسيب بوهرور «شهوة الأصل في الفكر النقدي عند أدونيس» من خلال قراءة ثلاثية الأصل والتقليد والتجديد، وهي مقاربة توصيفية لنظرية النقد عند الشاعر العربي الكبير. وتنهي مها المهيدين باب بحوث بمقاربة مبحث مهم يتمثل في الرسوم التوضيحية والتي تشكل جزءا من العلامات الصغرى في خطاب القصة الموجهة نحو الطفل والتي تلعب دورا أساسيا في ترجمة الأدب. في باب مقاربات يكتب الناقد العراقي عبدالله ابراهيم عن «الامبراطورية والسرد والتاريخ: أمين معلوف والتخيل التاريخي» هذا الأخير شكل لب المدونة السردية لأمين معلوف ودورها سير تاريخية لمشاهير يطوفون العالم بحثا عن قصة أو دفاعا عن فكرة. وحول أسئلة «الذاكرة والهوية في السرد الروائي، روايات محمد برادة نموذجا» يستقرئ الناقد المغربي إدريس الخضراوي التجربة الروائية لبرادة، هذا الأخير يبلور رؤية خاصة بصدد العالم يستمد لها عناصر الارتكاز من الذاكرة واستدراكات المخيلة، لهذا تطرح علينا نصوصه أكثر من سؤال بصدد العلاقة بين الخيالي والمرجعي. ويتأمل الباحث المغربي فوزي بوخريص «الهوية والاختلاف عند هايدغر» محاولة لفهم فلسفة الاختلاف عند هايدغر واستعادة تصوراته عن الهوية، وهي مقاربة لتجاوز سوء الفهم الذي مس تجربة وكتاباته خاصة ما يتعلق بالتحوير الذي طال فكره جؤاء الترجمة والتأويل. ويختتم العدد بباب ترجمات، نقرأ فيه حوارا مع المفكر الفرنسي إدغار موران والذي يعرض نتاجا مضادا للتيار السائد يربط فيه ليس فقط بين السوسيولوجيا والفلسفة، وإنما يعمل على تجاوز مقاطع التقسيمات العلمية. حوار ثان تقدمه «ثقافات» مع رولان بارث حول «نسق الموضة» من أحد أقطاب المشروع السيميائي وحاملا للواء السيميائيات التطبيقية أو الخاصة، وينهي المخرج السويدي إنجمار برجمان هذا الباب من خلال مقالة تقربنا من سمات سينما هذا المخرج الكبير، وقد قام بإعدادها الكاتب محمد هاشم عبدالسلام.