إشادة بالديبلوماسية المغربية في تنفيذ المبادرة العالمية لمحاربة الإرهاب النووي انطلقت يوم أمس الاثنين بسيول (كوريا الجنوبية) أشغال القمة حول الأمن النووي بمشاركة حوالي 60 رئيس دولة وحكومة وقائدا وممثلا عن مختلف الدول ومن بينها المغرب. وتمت عشية انعقاد القمة الإشادة بدور المغرب في تنفيذ المبادرة العالمية لمحاربة الإرهاب النووي، وهي التي شكلت آلية مهمة لمسلسل التحضير لقمة سيول. وجاءت الإشادة بجهود المملكة، التي تترأس إحدى مجموعات العمل الثلاث لهاته المبادرة، إلى جانب كل من هولندا وأستراليا، في بلاغ مشترك ضمن وثائق عمل قمة سيول نشرته الرئاسة المشتركة لهاته المبادرة العالمية التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا، إضافة إلى إسبانيا باعتبارها البلد المنسق. وتم نشر هذا البلاغ، الذي أبرز الجهود المبذولة منذ اجتماع التقييم الأخير الذي انعقد بمراكش، في آن واحد من طرف وزارة الدولة في الخارجية الأمريكية، ووزارة الشؤون الخارجية الروسية، وكذا من قبل اللجنة المنظمة للاجتماع الحالي رفيع المستوى. ومنذ انتخابه في الاجتماع السابع للمبادرة العالمية لمحاربة الإرهاب النووي في يونيو 2011، لرئاسة مجموعة العمل حول الرد وتدبير الحوادث النووية، كثفت الرباط جهودها الدبلوماسية بهدف ضمان مساهمة حيوية للتعاون الدولي من أجل التوصل إلى عالم خال من الأسلحة النووية، وأشد قدرة في الوقت نفسه على التعامل مع تهديدات الإرهاب النووي. وفي هذا السياق، شارك المغرب في جميع اجتماعات المسلسل التحضيري لقمة سيول (بوينس آيرس، فيينا، سيول، وهيلسنكي ونيودلهي)، وساهم بفعالية في النقاش حول مشروع البيان النهائي الذي سيتوج أشغال قمة سيول. كما تم تضمين مقترحات ملموسة في الوثيقة الختامية لهذه القمة المهمة التي ستتوج يومين من المداولات في العاصمة الكورية الجنوبية. وأكد الوفد المغربي على أن الأمر يتعلق أساسا، بالتأكيد على المسؤولية الأولى للدول في ضمان أمن المواد النووية أو المشعة، والتحفيز على تعزيز التعاون والتدريبات في مجال الأمن النووي، وتأكيد الحاجة إلى تعزيز القدرات في مجال الأمن النووي. ووفقا لخطة عمل قمة واشنطن، فإن المغرب بعث تقريره الوطني حول التقدم الحاصل في مجال الأمن النووي. كما قام، بالإضافة إلى تنظيم يوم دراسي لفائدة 26 بلدا إفريقيا حول نتائج قمة واشنطن ومبادئ المبادرة العالمية لمحاربة الإرهاب النووي، بتدريب دولي عام 2011، وهو نوع من تفعيل التحرك لمواجهة أي تصرف مضر، ناجم عن مواد مشعة. وتجسد جميع هاته الإجراءات الإرادة الفعلية للمملكة من أجل أن يسود الحوار والتعاون لتخليص العالم من الأسلحة النووية وضمان السلم والأمن والاستقرار. ومما يجسد أيضا هذا الالتزام القوي، المشاركة النشيطة للوفد المغربي في قمة سيول، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، الذي يمثل جلالة الملك محمد السادس في أشغال هذا اللقاء الدولي الهام، والذي ينعقد أيضا بحضور الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي سياق ذي صلة، أكد سفير كوريا الجنوبية بالرباط شوا جاي شول أن قمة سيول حول الأمن النووي التي انطلقت أشغالها يوم أمس الاثنين، تشكل أرضية لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، مشيدا في هذا الصدد بالدور الحيوي الذي يضطلع به المغرب في مجال الدبلوماسية النووية. وأضاف سفير كوريا الجنوبية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ليس هناك خيار آخر سوى تعزيز التعاون على المستوى الإقليمي والدولي لضمان أمن وسلامة المنشآت والمواد النووية وتقليص استخدام المواد المشعة وصد أي هجمات إرهابية محتملة عن بعد باستخدام مواد ومنشآت نووية. وأوضح شول عشية انعقاد هذا المؤتمر أن جدول أعمال هذه القمة يتضمن مناقشة كافة القضايا التي تهم التهديدات المرتبطة بالأمن النووي سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وفي هذا الصدد نوه شول بالدور النشيط للمملكة المغربية في مجال الدبلوماسية النووية والذي يعكسه التزام الرباط التام ببناء عالم خال من الأسلحة النووية من خلال تنظيم مؤتمرات ولقاءات لمعالجة هذا الموضوع. وحسب الدبلوماسي الكوري فإن اجتماع مجموعة تقييم وتنفيذ المبادرة الشاملة لمحاربة الإرهاب النووي الذي انعقد في فبراير الماضي بمراكش، يعتبر نموذجا للدبلوماسية النشيطة للمغرب، مضيفا أن هذا الاجتماع شكل بالخصوص إحدى مراحل مسلسل التحضير لقمة سيول. وبخصوص المخاوف من وقوع مواد نووية في أيدي مجموعات مسلحة تنشط بمنطقة الساحل، أعرب عن اقتناعه الراسخ بأن التهديد الإرهابي بما فيه النووي سيتقلص بهذه المنطقة الهشة إذ عززت بلدانها التعاون في ما بينها. وفي هذا الصدد -قال شول- الذي يمارس العمل الدبلوماسي لمدة ثلاثين سنة، «أعتقد أن التضامن بين البلدان المغاربية يتعين أن يتعزز في هذا المجال»، منوها في هذا السياق بالأولوية التي يوليها المغرب للتعاون مع جيرانه. كما أعرب عن الأمل في أن تقدم المشاركة المرتقبة لبلدان المنطقة كالمغرب في قمة سيول مقترحات لتعزيز التعاون من أجل مواجهة تهديدات الأمن الإقليمي. وفي معرض حديثه عن الجانب الثنائي، أبدى سفير كوريا الجنوبية اقتناعه بأن سنة 2012 التي تتزامن مع الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات بين الرباط وسيول، ستشكل منعطفا حاسما في مجال الشراكة بين البلدين. وأبرز شول، الذي عين سفيرا لبلاده بالرباط منذ ثلاث سنوات بعد أن عمل بقنصليات بلاده بكل من فرنسا وكينيا والفلبين ومنظمة التعاون والتنمية بأوربا، أن المغرب يعتبر بلدا نموذجيا بالنظر إلى التطورات والإصلاحات الديمقراطية التي باشرها في مختلف المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن سيول تشيد بحرارة بالتحولات الحاصلة بالمملكة بتعيين الحكومة الجديدة.