( أجرى الحوار عبد الرزاق طريبق)-أعرب رئيس جمهورية كوريا السيد لي ميونغ باك عن ثقته في أن تعرف العلاقات المغربية الكورية تطورا كبيرا خلال السنوات المقبلة، بالنظر لماحققه البلدان من تعاون فعال في مجالات متعددة . وقال الرئيس لي ميونغ باك في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في قصر الرئاسة، تشونغ وا ديه أو البيت الأزرق بسيول، إنه و"تماشيا مع التعاون القائم حاليا بين بلدينا في مجالي الاقتصاد والتجارة يمكنني القول إنه بمقدور البلدين تعزيز تعاونهما بشكل ملموس من خلال تبادل التوجهات السياسية والمبادرات في المستقبل". وأضاف "لقد أرسى المغرب بنشاط سياسة انفتاح اقتصادي كما ينهج سياسة تطوير وتثمين كفاءاته البشرية، وفي هذا الخصوص بإمكان كوريا تقاسم تجاربها مع المملكة في مجالات التنمية الاقتصادية". وأعرب عن يقينه كذلك من أن "المجالات كبيرة أمام المبادلات والتعاون المشترك في مجالات من قبيل تكنلوجيا الإعلام والاتصالات وأيضا التنمية الخضراء الأنشطة الاقتصادية منخفضة الانبعاثات الكربونية". كما حرص على التأكيد على أنه منذ أن أقامت المملكة المغربية وجمهورية كوريا الجنوبية علاقاتهما الديبلوماسية في العام 1962 والبلدان يحافظان على علاقات تعاون متينة في ميادين متنوعة بما فيها المجالين السياسي والاقتصادي. وقال "أتوقع أن تعرف هذه العلاقات الثنائية المتينة مزيدا من التطور والتقدم خلال السنوات المقبلة". وعبر الرئيس الكوري عن يقينه من أن أي دولة "لا يمكن أن تتقدم لوحدها في مجالات من قبيل الاقتصاد والأمن على وجه الخصوص، ما يتطلب مزيدا من التعاون بين بعضنا البعض". وقال "إن تاريخ كوريا الجنوبية يتميز بتجاوز الأزمات والمصاعب والاستفادة منها للسير قدما، وكما تعلمون فإن كوريا الجنوبية كانت دولة تتلقى معونات من دول العالم قبل أربعين سنة، إلا أنها تحولت إلى دولة مانحة بعد أن انضمت إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في نهاية ديسمبر من العام الماضي، وشكل ذلك حدثا تاريخيا مهما جدا بالنسبة لكوريا، ويمكن أن نقول إن كوريا هي الدولة الوحيدة التي تحولت من دولة تتلقى الدعم إلى دولة مانحة". وأضاف أن كوريا الجنوبية تفهمت المشاعر الطيبة عندما تلقت دعما من الخارج، وبناء على هذه التجربة وما استخلصته من عبر، تخطط للتعاون مع الدول المحتاجة إلى المساعدة بصورة إيجابية، وتسعى للوفاء بواجباتها داخل المجتمع الدولي من أجل الازدهار المشترك والحفاظ على السلام. وبخصوص حادث غرق البارجة الحربية الكورية الشهر الماضي ومقتل جنودها أوضح الرئيس الكوري الجنوبي أن بلاده تقوم "بتحقيقات دقيقة وعلمية وموضوعية لتوضيح أسباب الغرق بمشاركة بعض الدول، وسنعلن نتيجة التحقيقات حالما تظهر". وكان 46 جنديا من البارجة "تشونان" الحربية بسعة 1200 طن قد توفوا عندما كانت بالقرب من الحدود المائية لكوريا الشمالية في البحر الغربي ليلة 26 مارس، وتم العثور على 40 جثة لأفراد طاقم السفينة فيما لايزال ستة آخرون في عداد المفقودين. وأضاف الرئيس لي ميونغ باك "لا أود أن أخمن سبب وقوع الحادثة، على الرغم من أنها وقعت في الحدود المائية المشتركة بين الكوريتين، ونحن في انتظار النتيجة النهائية للتحقيقات وبناء عليها سندرس الخطوات القادمة بكل حذر، ونركز على النتيجة التي يعترف بها المجتمع الدولي، ومثلما نقوم بالتحقيقات بالتعاون مع المجتمع الدولي، سنطلب الدعم منه بعد التوصل إلى النتيجة النهائية". وفي معرض حديثه عن الجولة الثانية لقمة الأمن النووي المقرر عقدها في سيول قال إن سبب اختيار كوريا الجنوبية مكانا للقمة يعود لكونها "دولة منقسمة ومهددة بمختلف أنواع الأسلحة النووية" ، مشيرا إلى أن من بين أهم أهداف القمة إقامة عالم خال من الأسلحة النووية. وأضاف أن الاتفاق بين الولاياتالمتحدة وروسيا على التشاور حول خفض الأسلحة النووية أعطى آمالا للبشرية، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في بناء عالم خال من الأسلحة النووية بصورة مستمرة. وأكد أيضا على أهمية منع وقوع الأسلحة النووية في أيدي التنظيمات الإرهابية، لأنه في حال وصول هذه الأسلحة إلى أيدي مثل هذه التنظيمات فإن الأمر سيهدد حياة الكثير من الناس وازدهار البشرية وقيم الحرية والعدالة. وقال إن كوريا الجنوبية تستخدم الطاقة النووية بصورة سليمة في مواجهة التغير المناخي، مشيرا إلى أنها مستعدة لتوجيه دعوة إلى كوريا الشمالية لحضور قمة الأمن النووي، إذا أبدت موقفا واضحا لتخليها عن طموحاتها النووية، وستكون القمة القادمة فرصة نحو ذلك وترغب كوريا أن تضطلع بدور لتحقيق ذلك. وحول الوضع في آسيا أشار الرئيس الكوري إلى أن بلاده أعلنت عن مبادرة آسيا الجديدة لأنها تريد السعي إلى التعاون الوثيق بينها ودول مجموعة الآسيان العشرة، وقال إن التعاون بين دول آسيا لن يسهم فقط في الازدهار الآسيوي بل في الازدهار العالمي أيضا. وقال لقد حان الوقت لمساهمة آسيا في الاقتصاد العالمي وذلك نظرا للحجم الاقتصادي للدول الآسيوية، ويجب أن يتم ذلك بناء على روح الشراكة المتبادلة والاحترام الثنائي. وخلص إلى أنه "يجب أن يتم التعاون بين الدول الآسيوية في حال وقوع الأزمات المالية في المستقبل، لذلك تم تأسيس صندوق تشيانغ ماي بين كوريا الجنوبية والصين واليابان والدول الآسيوية الأخرى ويهدف ذلك إلى فتح عصر جديد تتعاون فيه الدول الآسيوية.