انطلقت أمس الاثنين بنيودلهي أشغال لقاء دولي تمهيدي للإعداد للقمة الثانية للأمن النووي، التي ستحتضنها سيول (كوريا الجنوبية) في مارس القادم، بمشاركة 49 بلدا من بينها المغرب. ويضم الوفد المغربي، عز الدين فرحان مدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، واعتماد الصوفي مديرة قطب الأمن والسلامة النووية بالمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية. ويناقش المشاركون في هذا الاجتماع التحضيري، الذي يشكل محطة رئيسية قبل القمة الثانية للأمن النووي المرتقبة بسيول يومي 26 و27 مارس القادم، جدول أعمال هذه القمة وقضايا التعاون في مجال الأمن النووي. وأكد مصدر حكومي هندي أن اجتماع نيودلهي، التي تنعقد أشغاله في جلسات مغلقة، سيبحث على مدى يومين قضايا نزع السلاح وعدم الانتشار وكذا الآليات العملية لمنع الإرهاب النووي، ومن ضمنها تعزيز حماية المنشآت النووية ومحاربة الاتجار غير المشروع في المواد النووية. ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في سياق دولي يتسم بفقدان ثقة المجتمع الدولي في نجاعة تكنولوجيا الطاقة النووية، التي تأثرت بفعل كارثة «فوكوشيما» النووية، والتي لازالت تبعاتها تخيم على اليابان، وكذا بتزايد اهتمام المنتظم الدولي بأهمية تعزيز مكافحة الإرهاب النووي. ويشارك في هذا الاجتماع الممثلون الشخصيون لرؤساء الحكومات ومسؤولو عدد من المنظمات الدولية ومن ضمنهم سيرجيو دوارتي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في شؤون نزع السلاح وخمار المرابط مدير مكتب السلامة النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب عضو نشيط في تفعيل مبادئ المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، منذ انطلاقتها خلال الاجتماع الذي انعقد بالرباط في أكتوبر 2006، مما أكسبه تجربة كبيرة في ما يرتبط بالمواضيع المتعلقة بالتعامل مع الحوادث الإشعاعية والنووية. واحتضن المغرب في هذا الصدد في نونبر الماضي بالرباط ندوة إقليمية لفائدة البلدان الإفريقية بهدف إطلاع المشاركين الأفارقة على مضمون توصيات خطة العمل المعتمدة في قمة واشنطن حول الأمن النووي في أبريل 2010، وعلى المبادئ الأساسية للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، وكيفية الانضمام إلى هذا التحالف الطوعي لعدم الانتشار النووي. كما ستستضيف مدينة مراكش في شهر فبراير المقبل اجتماعا لمجموعة التخطيط للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، الذي يهدف إلى تفعيل الالتزام بمبادئ المبادرة وتفعيل قراراتها وتحديد التوجهات المستقبلية الرامية إلى تدعيم هذا التحالف الإرادي العالمي من أجل مكافحة هذا النوع من الإرهاب.