الاتحاد الاشتراكي يتبنى نمط الاقتراع باللائحة لانتخاب هياكله ويؤجل مأسسة التيارات خلصت الندوة التنظيمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى تبني نمط الاقتراع باللائحة في انتخاب مختلف الهياكل التنظيمية للحزب الوطنية والجهوية والإقليمية. لكنها أجلت في الوقت نفسه، الحسم في مأسسة التيارات حتى تنضج الشروط التنظيمية والسياسية لذلك وترك المسألة مفتوحة على المستقبل لتعميق التفكير والنقاش حولها. وبخصوص النقط المرتبطة بالترشيحات للاستحقاقات القادمة أوصت الندوة بالرجوع إلى لجنة التأهيل والبت باعتبارها الآلية الضامنة لاحترام إرادة القاعدة وفي الوقت ذاته الأخذ بعين الاعتبار دور الأجهزة التنفيذية لاحترام الضوابط والمعايير المعتمدة في اختيار المرشحين. كما دعت هذه الندوة في ختام أشغالها أول أمس الأحد بالرباط، إلى ضرورة العمل على تطوير أساليب عمل التنظيمات الحزبية وخاصة التنظيم الشبابي والتنظيم النسائي مع توصية بعقد مؤتمرين لهذين القطاعين في أقرب الآجال، وأكدت على أهمية البعد الاجتماعي للنضال الحزبي وأوصت بإحياء اللجنة العملية لتفعيل الأداء داخل النقابات، كما دعت إلى عقد المؤتمرات الإقليمية التي لم تنعقد بعد. وأوصت الندوة بالحفاظ على الصيغة العادية للمؤتمر الوطني في شوط واحد، على أن يتم التحضير القبلي له بعقد ندوات حول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية يتم التدقيق فيها قبل المؤتمر الذي سيصبح بمثابة محطة للتتويج والحسم في القرارات وانتخاب الأجهزة القيادية للحزب وجعل الندوة في حد ذاتها منطلقا لهيكلة جميع الأجهزة الحزبية. ودعت الندوة إلى ضرورة الرفع من مستوى التواصل الحزبي خاصة على مستوى الإعلام الإليكتروني، مشددة على دور المجتمع المدني في النضال الحزبي وعلى ضرورة ربط التواصل مع المثقفين والمفكرين. وصادقت الندوة بالإجماع على الأرضية المقدمة للندوة وعلى جميع التوصيات مع مناشدة أعضاء المكتب السياسي محمد الأشعري والعربي عجول وعلي بوعبيد على استئناف نشاطهم داخل المكتب السياسي والعدول عن تجميد عضويتهم داخله. ويشار إلى أن القياديين الثلاث حضروا فعاليات هذه الندوة التي استمرت على مدى يومين وتميزت بنقاش جوهري حول مختلف القضايا التنظيمية والسياسية التي تخلق انتظارات لدى الفاعلين السياسيين ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على حد تعبير الكاتب الأول للحزب عبد الواحد الراضي في كلمة له بالمناسبة وذلك خلال افتتاح الندوة الوطنية يوم السبت الماضي بالرباط، مؤكدا على أن الملاحظين الجديين وجزء من الشعب المغربي يريدون من الاتحاد الاشتراكي أن يطلق ورشا لإعادة بناء ذاته وإعطاء الإشارة إلى أن الحزب تخطى كل الصعوبات. وشدد عبد الواحد الراضي على أن المسألة التنظيمية أضحت إحدى الأسس المركزية لإعادة بناء الحزب، وتحقيق مزيد من التجاوب بينه وبين المجتمع، مشيرا إلى أنه يتعين على الحزب أن يختار الطرق التي تتلاءم مع العقلية والبيئة المغربية، وكذا الظروف الراهنة، وذلك من خلال الاهتمام بكيفية تأطير المجتمع والتواصل معه ونهج سياسة القرب، بالإضافة إلى الاتفاق على كيفية اختيار قيادات الحزب ومرشحيه للانتخابات. وذكر الراضي على أن هذه الندوة، التي تتناول مسألة التنظيم الحزبي الداخلي، تتوخى بالأساس، التفكير في تجديد هياكل الحزب وأساليب عمله وتحيينها بما يستجيب للرهانات السياسية والمجتمعية التي تفرضها الألفية الثالثة. وأوضح أن انعقاد هذه الندوة يأتي تنفيذا لقرار اتخذ خلال المؤتمر الوطني الثامن للحزب، وبناء على توصيات المجلس الوطني الأخير الذي اتخذ جملة من القرارات، منها على الخصوص، تكوين اللجنة التحضيرية وانعقاد ندوة وطنية. يشار إلى أن الأرضية المقدمة للندوة الوطنية حول التنظيم، ترتكز على محورين أساسيين، يتناول الأول المنطلقات الأساسية لتطوير وتأهيل الأداة الحزبية، في ما يتعلق الثاني بالمساطر التي يتوجب أن تؤطر عمل مختلف أجهزة الحزب، والضوابط التي يتعين أن تحكم الاختيار سواء للمسؤوليات التنظيمية أو التمثيلية الانتخابية.