سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختلافات بين الاتحاديين حول نمط الاقتراع باللائحة المناسب يهدد بتأخير العمل به الندوة التنظيمية للحزب لم تحدد تفاصيل هذا النمط وأبقت التيارات خيارا مفتوحا في المستقبل
رغم اختتام ندوته التنظيمية باعتماد الاقتراع باللائحة لانتخاب أجهزته القيادية، توقع قياديون من داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن يتأخر الإقرار الفعلي لهذا المبدأ بضعة شهور بسبب عدم الحسم في تفاصيل هذا الاختيار، وفي مقدمتها نوع الاقتراع باللائحة الذي سيتبناه الحزب. وفي الوقت الذي أقرت الندوة التنظيمية للحزب، التي اختتمت فعالياتها أول أمس الأحد بالرباط، «مبدأ الاقتراع باللائحة»، فإنها لم تحدد نوع الاقتراع باللائحة الذي سيتم تبنيه ولم تقف توصياتها الختامية عند تفاصيل هذا النمط من الاقتراع، الشيء الذي يعني أن مراحل كثيرة لا تزال تفصل الاتحاديين عن تبني نظام اللائحة الذي حظي بإجماع كبير خلال الندوة. واستغرب قياديون كذلك اعتماد نظام اللائحة قبل إقرار نظام التيارات، بالنظر إلى أن التيارات تكون، في المتعارف عليه، السبب الرئيس لإقرار الاقتراع باللائحة. وقال عبد الحميد الجماهري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إن «من شأن عدم الحسم في نوعية الاقتراع باللائحة الذي ينبغي اعتماده، أن يطيل النقاش شهورا أخرى، وإن كان المجلس الوطني، وتحديدا لجنته التنظيمية، الهيئة المؤهلة للحسم في هذه المسألة»، مرجحا أن يتم ذلك في شهر شتنبر أو أكتوبر المقبلين. فيما اعترف عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي للاتحاد، بصعوبة الاتفاق على نوع معين من الاقتراع باللائحة في ظل التنوع الشديد لوجهات النظر في هذا الموضوع. غير أن الجماهري استغرب من اعتماد الاقتراع باللائحة دون تبني نظام التيارات وقال، في تصريح أدلى به ل«المساء»، صبيحة أمس الاثنين، «غريب أن تكون هناك لوائح بدون تيارات»، قبل أن يستطرد قائلا: «إنه لا إمكانية لاعتماد التيارات لعدم وجود اختلافات بين الاتحاديين حول التوجهات الكبرى للحزب وآفاق عمله»، وهو ما يعني، حسب الجماهري، أن اعتماد اللائحة ينطلق من الجوانب التقنية لهذا النمط من الاقتراع ولا ينبني على مرجعياته». وإذا كان المؤتمر الأخير للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عرف نقاشا كبيرا حول إمكانية اعتماد منطق التيارات في انتخاب قيادة الحزب وتحديد الخطوط العريضة لتدبير المرحلة، فإن ندوته التنظيمية لم تعتمد التيارات، رغم أن الحبيب الطالب، الناطق باسم المندمجين، أعاد التأكيد على مقترح تخصيص ثلاثة أشهر من السنة التي تسبق عقد المؤتمر لفتح النقاش وتبين ما إذا كانت هناك أطروحات مناسبة لتأسيس تيارات. وقد اكتفت الندوة كذلك بالتوصية بأن «يظل هذا التوجه مفتوحا على المستقبل ضمانا لتدبير ديمقراطي وعقلاني للاختلاف ضمن الوحدة العضوية للحزب». بينما نفى عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي للحزب، «وجود تيارات داخل حزبه داخل الاتحاد»، وقال ل«المساء»: «لاوجود لتيارات في الاتحاد، وحتى أولئك الذين يتحدثون عن التيارات يتراجعون عن هذا الاختيار بمجرد ما يقترح عليهم تفعيله».