أكد بنسالم حميش وزير الثقافة يوم الثلاثاء بمدينة إشبيلية أن المرأة المغربية تضطلع بدور كامل في التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المغرب. وأبرز حميش، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول: «المغرب: المرأة والتحديات» المنظمة في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية تحت شعار «المغرب في ثلاث ثقافات»، مساهمة المرأة في مسلسل تحديث المغرب وبناء دولة القانون. وأشار وزير الثقافة إلى أن وضعية المرأة المغربية شهدت تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة في كافة المجالات مذكرا بالحضور القوي للمرأة في المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاجتماعية. وقال حميش في هذا السياق، إن النهوض بوضعية المرأة يندرج في إطار رؤية شاملة لبناء المغرب الحديث الفخور برجاله ونسائه. وأكد أن المغرب عازم تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على المضي قدما في النهوض بوضعية المرأة في جميع المجالات، مبرزا أن هذه الندوة الدولية حول «المغرب: المرأة والتحديات» تشكل فرصة للتعريف بواقع المرأة المغربية بعيدا عن جميع الأشكال النمطية والأحكام المسبقة. ومن جهتها، أبرزت السيدة ميكاييلا نابارو المستشارة (وزيرة) المكلفة بالمساواة والرفاهية الاجتماعية بالحكومة المستقلة للأندلس أن من شأن تنظيم هذا الملتقى التعريف بالوضعية الحقيقية للمرأة في المغرب من أجل مواجهة جميع الأحكام المسبقة المتعلقة بهذا الموضوع. وحسب المسؤولة الأندلسية، فإن هذا اللقاء يمثل أيضا فرصة لتبادل التجارب وتحديد الأهداف والتحديات التي تواجهها النساء المغربيات ونظرائهن بالأندلس مشيرة إلى أن الحوار والتفاهم يمثلان أفضل السبل لتحقيق التقدم والازدهار. وفي هذا الصدد، أكدت ميكاييلا نابارو أن المرأة تشكل محركا للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية في جميع أنحاء العالم وخزانا كبيرا للثروات والمؤهلات. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية, قدم نائب المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط محمد الناجي والصحافية نرجس الرغاي، عرضا حول تطور وضعية المرأة المغربية في جميع المجالات. وفي هذا الإطار، أبرز محمد الناجي أن تنظيم هذه الندوة الدولية يأتي للتأكيد مجددا على تطور وضعية المرأة المغربية، وهو الأمر الذي يؤكده بوضوح واقع مشاركة المرأة في إدارة الشأن العام. ومن جهتها، قدمت الصحافية نرجس الرغاي العديد من النماذج الناجحة للمرأة المغربية وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والاعلامية والجمعوية. وتتميز هذه الندوة الدولية، التي حضر جلستها الافتتاحية أيضا أندري أزولاي مستشار جلالة الملك الرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط و إلبيرا سان خيرونس إيريرا المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث، بمشاركة عدد من المسؤولين الإسبان والمغاربة فضلا عن باحثات ومثقفات وجامعيات وفنانات من ضفتي مضيق جبل طارق. ويتناول هذا الملتقى الدولي، المنظم في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتعاون مع الحكومة الأندلسية منذ شهر ماي الماضي تحت شعار «المغرب في ثلاث ثقافات»، عدة جوانب تتعلق بوضعية المرأة المغربية المعاصرة وخاصة ما يهم الإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات والتحديات التي تمكنت من مواجهتها بنجاح خلال السنوات الأخيرة. كما تعالج هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين، تطور مشاركة المرأة المغربية في عالم الشغل والأعمال التجارية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية في المملكة. وحسب المنظمين، فإن هذا الملتقى الدولي يتوخى استعراض واقع المرأة المغربية «بعيدا عن الصور النمطية والأفكار المسبقة التي تتداولها في الكثير من الأحيان وسائل الإعلام». وتتناول ندوة «المغرب: النساء والتحديات» العديد من المواضيع من بينها «المرأة والفضاءات الثقافية» و»المرأة والكرامة الإنسانية» و»المرأة والسلطة». تجدر الإشارة إلى أن العاصمة الأندلسية تحتضن منذ شهر ماي الماضي سلسلة من الأنشطة الثقافية المخصصة للمغرب تنظم بمبادرة من مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط بتعاون مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج تحت شعار «المغرب في ثلاث ثقافات». وتتضمن هذه السلسلة من الأنشطة التي تتوخى تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني وتقريب «الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب» العديد من الأنشطة الثقافية المخصصة للمغرب. وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية، منتدى تم إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار، ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.