أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، الرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، أول أمس الثلاثاء، بإشبيلية، (جنوبإسبانيا)، أن الندوة الدولية حول "المغرب: المرأة والتحديات" تتوخى التعريف بالمغرب من زاوية الممارسة الاجتماعية وليس من زاوية الأحكام المسبقة. وأبرز أزولاي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، المنظمة في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية تحت شعار "المغرب من خلال ثلاث ثقافات"، أن مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، تسعى من خلال تنظيم هذه الندوة، إلى "التعريف بالمغرب من زاوية الممارسة الاجتماعية وليس من زاوية الأحكام المسبقة والصور النمطية، التي غالبا ما يجري تغليبها في هذه الضفة من مضيق جبل طارق". وأكد أن مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط التي جرى تأسيسها، انطلاقا من إرادة "مشتركة ومتضامنة" من قبل المغرب واقليم الأندلس وإسبانيا، تسعى منذ البداية إلى أن تكون بمثابة "فضاء لمقاومة جميع أشكال التراجعات والأنساق المتقادمة"، موضحا أنه في هذا السياق يتعين فهم وإدراج هذه الندوة، من أجل مناقشة موضوع "المرأة والتحديات" في المجتمع المغربي. وقال أندري أزولاي إن "النقاش العام في إسبانيا، كما هو الحال عليه بالعديد من البلدان الغربية في أوروبا وغيرها، يدور بشكل عام حول الحجاب أو البرقع أكثر من جميع هذه التحديات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والإبداع الفني أو البحث العلمي، التي نجحت فيها نساؤنا، وبلدنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأبرز أن اختيار موضوع الندوة، حول نساء التحديات، يعد محورا ل"البيداغوجيا والتجسيد الإيجابي لجميع هذه الحصون التي تمكنت المرأة المغربية من اختراقها بهدوء وعزم". وبهذه المناسبة، دعا أزولاي المشاركين إلى قياس وتقييم البعد "الرمزي للنقاش الذي يجمعنا اليوم في إشبيلية، بقلب الأندلس، بجناح الحسن الثاني، الذي يسمو، منذ إنشائه، بقيم الحداثة والانفتاح والتعايش، التي اختار المغرب الانخراط فيها". حضر الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة الدولية، إلى جانب أندري أزولاي، بنسالم حميش، وزير الثقافة، وميكاييلا نابارو، المستشارة (وزيرة) المكلفة بالمساواة والرفاهية الاجتماعية بالحكومة المستقلة للأندلس، وإلبيرا سان خيرونس إيريرا، المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث، وعدد من المسؤولين الإسبان والمغاربة، فضلا عن باحثات ومثقفات وجامعيات، وفنانات من ضفتي مضيق جبل طارق. ويتناول هذا الملتقى الدولي، المنظم في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بتعاون مع الحكومة الأندلسية، منذ شهر ماي الماضي، تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات"، عدة جوانب تتعلق بوضعية المرأة المغربية المعاصرة، خاصة ما يهم الإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات والتحديات، التي تمكنت من مواجهتها بنجاح، خلال السنوات الأخيرة. كما ستعالج هذه الندوة المنظمة، على مدى يومين، تطور مشاركة المرأة المغربية في عالم الشغل والأعمال التجارية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية في المملكة. وحسب المنظمين، فإن هذا الملتقى الدولي يتوخى استعراض واقع المرأة المغربية "بعيدا عن الصور النمطية والأفكار المسبقة، التي تتداولها في الكثير من الأحيان وسائل الإعلام". وستتناول ندوة "المغرب: النساء والتحديات" العديد من المواضيع من بينها "المرأة والفضاءات الثقافية"، و"المرأة والكرامة الإنسانية"، و"المرأة والسلطة". وتعتبر مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية منتدى جرى إحداثه على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار، ويتمثل هدفه الرئيسي في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورو- متوسطي.