أكد محمد الناجي، نائب المديرة العام لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، اليوم الأربعاء بمدينة إشييلية، أن الندوة الدولية حول "المغرب: المرأة والتحديات"، أشادت بمساهمة المرأة المغربية في تنمية وتطور المملكة. وأبرز الناجي في ختام هذه الندوة التي احتضنت أشغالها العاصمة الاندلسية التي دامت أشغالها يومين، والتي نظمت في إطار سلسلة من الأنشطة الثقافية تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات"، أن هذا الملتقى تمكن من التعريف بوضعية المرأة في المغرب التي شهدت تقدما ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. وأشار محمد الناجي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن المرأة بالمغرب هي مرادف للتنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، موضحا أن تنظيم هذه الملتقى جاء ليعزز المكانة الهامة التي تحتلها المرأة المغربية في جميع الاستراتيجيات التنموية في المملكة. وقال إن المغرب يعيش "ثورة" في مجال الممارسة الاجتماعية وإدماج المرأة في إدارة الشأن العام وفي اتخاذ القرارات، مذكرا بالحضور القوي للمرأة المغربية في جميع المجالات. وفي هذا الإطار، أشاد نائب المديرة العام لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الابيض المتوسط بجميع النساء المغربيات اللائي ساهمن بنجاح في تقديم صورة المغرب الحديث. كما أكد محمد الناجي على أهمية هذا الملتقى الذي مكن من مواجهة الأشكال النمطية حول المرأة المغربية التي تروجها وسائل الإعلام الغربية التي يدور النقاش فيها في كثير من الأحيان حول النقاب أو البرقع. ودعا محمد الناجي في هذا الإطار إلى بذل المزيد من الجهود للتعريف بالصورة الحقيقية للمرأة المغربية التي واجهت العديد من التحديات وتواصل الطريق من أجل ترسيخ ثقافة المساواة في بلد عازم على المضي قدما في النهوض بوضعية المرأة. وتميزت هذه الندوة الدولية التي حضر جلستها الافتتاحية السادة أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك الرئيس المنتدب لمؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الابيض المتوسط، وبنسالم حميش، وزير الثقافة، وميكاييلا نابارو، المستشارة (وزيرة) المكلفة بالمساواة والرفاهية الاجتماعية بالحكومة المستقلة للأندلس، وإلبيرا سان خيرونس إيريرا ،المديرة العامة لمؤسسة الثقافات الثلاث، بمشارك عدد من المسؤولين الإسبان والمغاربة ،فضلا عن باحثات ومثقفات وجامعيات وفنانات من ضفتي مضيق جبل طارق. وقد تناول هذا الملتقى الدولي المنظم في إطار سلسلة الأنشطة الثقافية التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث بالبحر الأبيض المتوسط، والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بتعاون مع الحكومة الأندلسية منذ شهر ماي الماضي تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات"، عدة جوانب تتعلق بوضعية المرأة المغربية المعاصرة، وخاصة ما يهم الإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات والتحديات التي تمكنت من مواجهتها بنجاح خلال السنوات الأخيرة. كما عالجت هذه الندوة المنظمة على مدى يومين تطور مشاركة المرأة المغربية في عالم الشغل والأعمال التجارية ،ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية في المملكة، بالإضافة إلى استعراض واقع المرأة المغربية ،"بعيدا عن الصور النمطية والأفكار المسبقة التي تتداولها في الكثير من الأحيان وسائل الإعلام". وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة الأنشطة التي تحتضنها العاصمة الاندلسية منذ شهر تحت شعار "المغرب في ثلاث ثقافات"، تتوخى تعزيز التقارب بين المجتمعين المغربي والإسباني ،وتقريب "الجمهور من الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية في المغرب". وتيتمثل الهدف الرئيسي لمؤسسة الثقافات الثلاث التي تأسست سنة 1998 في إشبيلية كمنتدى يقوم على أساس مبادئ السلام والتسامح والحوار، في تعزيز التواصل بين شعوب وثقافات البحر الأبيض المتوسط. كما تعد مؤسسة الثقافات الثلاث التي أحدثت بمبادرة من الحكومة المغربية والحكومة المستقلة للأندلس إحدى الهيئات الأكثر نشاطا في الفضاء الأورومتوسطي.