هل الرشوة في بلادنا مجرد سلوك معزول، أم هي ثقافة راسخة بدأت تتحول بالتدريج إلى نمط حياة؟ وإذا كانت محاربة الرشوة كسلوك إجرامي تحتاج بالضرورة إلى إعمالٍ صارم للقوانين والعقوبات الزجرية، فإن مواجهة تغلغل ثقافة الفساد في المجتمع المغربي تحتاج إلى أكثر من القوانين. إذن، لماذا رغم صرامة القانون الجنائي المغربي وعقوباته الحبسية ضد المرتشين يبقى حجم الملفات التي يتابع فيها الموظفون العموميون بهذه الجريمة دون مستوى انتشارها المهول؟ كيف نفسر، ثقافيا، هذه المفارقة؟ ثم إذا كان المجتمع متصالحا، ثقافياً، مع الظاهرة ويعتبر الرشوة مجرد تحفيز مُستساغ، أفلا يجب نقل المعركة باستعجال إلى المعترك الثقافي والتربوي والإعلامي؟ فما هو دور نخبتنا الثقافية والفنية والإعلامية في هذا المجال؟ ولماذا لا يتجه جزء من إنتاجنا الفكري والأدبي والفني إلى مثل هذه الظواهر التي تحتاج إلى التحسيس والتعبئة على المستويين الثقافي والإعلامي بقدر حاجتها إلى التطبيق الصارم للقانون؟ هذا الأسئلة ستكون مدخل حلقة مشارف هذا الأسبوع مع الكاتب الصحافي محمد أديب السلاوي أحد الأقلام المغربية التي تصدت بجرأة لظاهرة الرشوة من خلال عدد من المؤلفات أشهرها (الرشوة: الأسئلة المعلقة)، و(عندما يأتي الفساد). موعدكم مع هذه الحلقة من مشارف يومه الخميس 10 نوفمبر في منتصف الليل، على شاشة القناة الأولى.