انقسام داخل شباب الحركة بسبب الشعارات وتذمر المستقلين من سيطرة الياسينيين عليها كالعادة، شهدت مسيرة الدارالبيضاء، أول أمس الأحد، إنزالا كبيرا لأتباع عبد السلام ياسين، رغم قلة عدد المشاركين في المسيرة بالمقارنة مع المسيرات السابقة. وقدر المنظمون للمسيرة عدد المشاركين فيها بعشرة آلاف، في حين حددها مصدر أمني في ألف مشارك. ولوحظ خلال المسيرة، تراجع كبير في حماس واندفاع شباب الحركة خاصة المستقلين، والذين تذمروا من سيطرة الياسينيين عليها (المسيرة)، وفرضهم شعارات لما أصبح يعتبر «شهيد الحركة كمال عماري» . وقبل انطلاق المسيرة بقليل، خرجت مجموعة صغيرة، تردد شعارات «شكون اللي كال ليكم تهدرو باسمنا». «ماشي من حقهم يتكلموا باسمنا». وكاد الأمر يتطور إلى اشتباك لولا تدخل والي الأمن مصطفى الموزوني الذي قام بإبعاد تلك المجموعة، لتكمل المسيرة طريقها نحو ساحة «نيفادا». وفي ما يتعلق بالشعارات المرفوعة، فقد اتجهت كلها إلى التعريف بسلمية «الخرجة»، وقمع السلطات الأمنية، مرددين شعار «واك واك على شوهة سلمية وقمعتوهة»، في حين تم ترديد شعارات باللهجة الأمازيغية. ولوحظ غياب تام للقوات العمومية، رغم قرار المنع الذي توصلت به تنسيقية الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير، عكس مسيرة الأحد الماضي التي شهدت تدخلا أمنيا قويا. وفي هذا الإطار يقول عضو بالحركة، في حديثه مع بيان اليوم، « إن الأجهزة الأمينة تتخوف من التحام الحركة بالأحياء الشعبية، الأمر الذي يدفعها إلى محاولة إبعاد مسيرة الحركة عن تلك الأحياء» ، مضيفا أن «غياب القوات العمومية خلال مسيرة اليوم، يرجع بالأساس إلى محدودية تأثيرها». وفي سياق متصل، خلف تصريح أحد الأعضاء المستقلين بالحركة لفضائية «cnn» اتهم فيه التيار الأصولي داخل الحركة بجرها إلى دوامة العنف، رد فعل قوي للياسينيين، حيث لم يرق لشباب الجماعة هذا التصريح، مما دفعهم إلى الإدلاء بتصريح يتهم فيه المستقلين بالبلطجة. وكشف حديث الجريدة مع أعضاء الحركة بمختلف تياراتها خلال المسيرة، عن حجم الانقسام داخل تنسيقية المدينة، حيث يغير كلام مجموعة معينة كلما اقترب منهم عضو لا يشاركهم التوجه والانتماء. بل توجه له اتهامات بالبلطجة إذا كان من المستقلين أو الاتحاديين، في حين يتهم بالأصولية والراديكالية إذا كان من تحالف «الياسينيين» و النهج» و»الطليعة». يشار إلى أن شباب الحركة يستعدون لأسبوع تقيمي لمائة يوم من عمر تنسيقية الحركة، مع الضغط على أتباع عبد السلام ياسين لتحديد سقفهم السياسي.