مسيرة البيضاء تطالب بمحاكمة «ثلاثي الفساد» في المدينة وتساند شباب الثورة في اليمن وليبيا طفلة صغيرة، اختارت لها مكانا وسط المحتجين، لترسم صورة لمغرب تحلم به، هي وأطفال يقاربونها في السن، لم تع الشعار الذي ترفعه، لكنها تعرف أنها تعبر عن حلم صغير يساوي سنها. مشهد الطفلة وهي تحمل شعار» ما تقيش خيرات بلادي»، ما هو إلا مشهد من بين العديد من المشاهد التي أثثت مسيرة البيضاء التي خرجت صباح أمس، محافظة على نفس المطالب التي دعت إليها، في مناسبات سابقة. خرج نحو 20 ألف محتج، حسب اللجنة المنظمة، و8 آلاف حسب مصدر أمني، خرجوا في مسيرة جديدة، ليعبروا عن همومهم ومشاكلهم، ومطالبهم التي تختلف من محتج لآخر، ومن موقع لموقع، فالغالبية طالبت برحيل ساجد وجودار وبريجة، واللائحة طويلة. «ساجد ديكاج»، «بريجة شفار» «جودار من 103 ل(بيلكاتي)»... والشعارات تطول، لكن يبقى ساجد هو المفسد الأكبر في لافتات البيضاويين.. انطلقت المسيرة حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف، من ساحة النصر، لتختار لنفسها طريقا بين شوارع المدينة، حتى وصلت إلى ساحة «نيفادا» لتطلب من المحتجين الوقوف انتظارا لبيان يتلوه على مسامعهم «الياسينيون» و»النهجويون» وبعض شباب 20 فبراير الذين يعدون على رؤوس الأصابع. مسيرة أمس الأحد، شهدت تنظيما جيدا، وقف عليه أتباع «عبد السلام ياسين»، وأبانوا عن قدرة لا بأس بها في التنظيم، مستفيدين من خبرة الجماعة في تنظيم الوقفات والمسيرات، كما لوحظ إنزال قوي للعدليين، بالمقارنة مع المسيرات السابقة، حيث قسمت المسيرة إلى ثلاث مجموعات، شكلت النساء غالبيتها، ومعهن الأطفال والشيوخ. عقارب الساعة، اتجهت إلى الثانية والنصف بعد الزوال، والمسيرة تكمل طريقها إلى ساحة «نيفادا»، كما خطط لها مسبقا، وكما اتفق عليها بين «الياسينيين» والنهجويين» و»شباب 20 فبراير». ليبيا، اليمن، سوريا، وغيرها من الدول العربية المطالِبة بالحرية، حصلت على مكان لها بين شعارات المحتجين بالعاصمة الاقتصادية، حيث رفع المتظاهرون شعارات تندد بقمع الحريات، وتساند الثوار في ليبيا، والشباب في اليمن، وسوريا. وعلى طول الشوارع والأزقة التي مرت منها المسيرة، تشكلت أحزمة بشرية لحماية الممتلكات والأبناك المتواجدة بإدريس لحريزي والحسن الثاني، كما ساعد تقسيم المسيرة إلى مجموعات على ترديد الشعارات بشكل جماعي منظم بين جميع المتظاهرين. وبالإضافة إلى التنظيمات السابقة «العدل والإحسان» وتنظيمات يسارية أخرى (شبيبة «الحزب الاشتراكي الموحد» و»النهج» و»الطليعة» وشباب غير متحزب)، شارك في مسيرة أمس سكان بعض الأحياء الصفيحية (كاريان السكويلة بالحي المحمدي وسكان المدينة القديمة وسكان سيدي بليوط)، وأعضاء من تنسيقيات مدن كالرباط وسلا التابعة لحركة 20 فبراير. مسيرة ثالث أبريل، أطلق عليها «صرخة الشعب المغربي» ودعت إلى «تغيير يقطع مع الاستبداد»، كما رفعت شعارات تؤكد أن «الشعب يريد إسقاط الفساد»، وشعارات أخرى اعتادت التنظيمات ترديدها خلال المسيرات السابقة.