توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات        مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موعد أسبوعي للاحتجاج ضد الظلم والمطالبة بالديمقراطية
نشر في التجديد يوم 21 - 02 - 2011

اتسعت رقعة الاحتجاجات في الدول العربية وازدادات معها وتيرة استخدام العنف لقمع المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى بكل من ليبيا واليمن، فيما جرح العشرات في الأردن والبحرين، كما وصلت شرارة الاحتجاجات إلى موريتانيا والكويت وسلطنة عمان.. في يوم جمعة باتت عنوانا للزحف الشعبي نحو الشوارع والساحات للتعبير عن الظلم والاستبداد والمطالبة بالتغيير والإصلاح وضد تردي الأوضاع الاجتماعية والفساد.
في وقت قالت فيه صحيفة ''تايمز'' البريطانية إن ربيع العرب أو الصحوة الكبرى بما يعادل سقوط الشيوعية عام ,1989 يتسع نطاقه في مختلف أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط تماما كالماء الذي يتدفق من سد مكسور.
فالشباب العرب يخرجون ضد الطغاة الذين يردون بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها، وقد بدت المنطقة الجمعة الماية تختنق بالغاز المسيل للدموع وتترنح من الرصاص المطاطي والحي أحيانا.
ومن جانبها، قالت مفوضة الأمم المتحدة لشؤون الإنسانية نافي بيلاي إن ''منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تغلي من الغضب''.
فقبل شهرين تشير ''تايمز'' بدا العالم العربي في سكون وكأنه قدر ل350 مليون عربي أن يعيشوا في ظل أنظمة استبدادية سحقت المنشقين ونهبت ثروات البلاد وضمنت دعم الغرب عبر اللعب على وتر التطرف الإسلامي. غير أن يوم الجمعة بعد ثورتي مصر وتونس شهد ''جمعة غضب'' لم تكن واردة قبل وقت قريب.
ففي البحرين التي تحتضن مقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي أطلقت قوات الشرطة النار على مشيعي جثامين أربعة متظاهرين قتلوا الخميس الماضي. وفي ليبيا، أصدر العقيد معمر القذافي الذي يحكم أطول فترة مقارنة بقادة أفريقيا والعالم العربي أوامره لإطلاق النار على المحتجين في ست مدن وقتل العشرات. ووفقا لشهود عيان، فإن المحتجين ألقوا القبض على شرطيين فتحا النار عليهم في بيدا، وشنقوهما. كما تتواصل الاحتجاجات ضد الرئيس علي عبد الله صالح في اليمن، حيث قتل ثلاثة متظاهرين في اليوم التاسع من هذه المظاهرات. واحتشد آلاف المتظاهرين في جيبوتي وهي مقر لقاعدة أميركية أساسية بالمنطقة يطالبون بتنحي الرئيس إسماعيل عمر غيلة.
والعامل المشترك في هذه المظاهرات تقول ''تايمز'' هو أن الشباب هم الذي يثورون ضد القمع والفقر والفساد ونخب الحكام العجائز وسلالتهم.
والفضل يعود في هذه المظاهرات إلى الشبكة العنكبوتية التي وفرت للشباب فرصة للاطلاع على ما كانوا يجهلونه، وعلى ما يحدث في العالم من تطورات، وبعد ثورتي تونس ومصر، تخلص العرب من خوفهم وأطلقوا أصواتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن نماذج الرد على هذه المظاهرات، كانت مختلفة نوعا ما، فالرئيسان التونسي والمصري ترددا في إطلاق العنان للقوة العسكرية ضد الشعوب، فأُطيح بهما. أما الأنظمة في ليبيا والبحرين واليمن، فقد أظهرت قدرا أكبر من التصلب، ونجت حتى الآن. أما العواصم الغربية فتخشى من أن تخسر قادة العرب الذين دعمتهم ليشكلوا سدا منيعا ضد التطرف الإسلامي، غير أن هذه المظاهرات لا شأن لها بالدين، أو حتى بالتضامن مع فلسطين، فهي تتعلق بالشعوب العربية التي تطالب بالحريات الأساسية التي يتمتع بها الغرب.
الرئيس الأمريكي من جانبه أعرب عن قلقه ''العميق'' بشأن استخدام الأنظمة للقوة ضد المظاهرات السلمية، وقال إن الولايات المتحدة ''تدين استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين في هذه البلاد، وفي أي مكان''.
بريطانيا المتهمة بتسليح الدول العربية حسب التقارير الأخيرة، ألغت 44 ترخيصا لتصدير أسلحة للبحرين خشية استخدامها لقمع المتظاهرين ضد النظام الحاكم، كما صدر عن مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث.
********
ليبيا: ''جمعة الصدور العارية'' والأمن ''والبلطجية'' يرتكبون مجزرة
استفاق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على وقع الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بإسقاط نظامه والتي اتسع نطاقها ليشمل عدة مدن ليبية، مما يجعلها واحدا من أشد التحديات التي يواجهها منذ توليه الحكم قبل نحو 42 عاما. وكانت مظاهرات، الجمعة الماضية، ضد حكم القذافي غير مسبوقة مع إعلان منظمة العفو الدولية أن عدد القتلى منذ بدء المظاهرات قبل ثلاثة أيام بلغ 46 شخصا، في حين رفعت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' هذا العدد إلى 84 قتيلا.
وتجعل هذه الأرقام معدل سقوط القتلى في هذه الاحتجاجات يفوق بكثير ما حصل في الثورتين الشعبيتين بالدولتين المجاورتين لليبيا، تونس ومصر، خلال نفس الفترة. وأفاد شهود عيان ومصادر متعددة أن مدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن الليبية ومدنا عديدة بشرق البلاد أصبحت خارج سلطة الحكومة الليبية. وأضاف: ''بنغازي بالكامل خرجت لتنتفض، خمسين ألف متظاهر يتجمعون الآن أمام محكمة بنغازي في قلب المدينة ويهتفون (لا اله إلا الله، القذافي عدو الله)، و(يسقط يسقط النظام)''.
وبحسب ''الجزيرة''، فإنه وفقا لمعلومات نقلت عن شهود فقد تم إحراق جميع مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة. وذكر شاهد آخر، أن دبابة للجيش الليبي دهست سيارة تحمل شخصين في بنغازي.
وروى الناشط الحقوقي عمار السنوسي من بنغازي للقناة القطرية أن ''السلطة الليبية ليس لها أي وجود في بنغازي''. وأفاد أن 40 شخصا على الأقل قتلتهم أجهزة أمن وعناصر مرتزقة الليلة الماضية. وبحسب السنوسي، فإن جميع السجون أضحت خاوية، مشيرا إلى إشاعات عن إطلاق سراح المساجين من قبل السلطات وإعطائهم أموالا مع وعود مغرية إن وقفوا ''ضد الثورة''. وعمدت السلطات الليبية إلى استخدام مرتزقة أفارقة في عمليات قمع المتظاهرين، وفق ما صرح به محتجون لوسائل الإعلام. واللافت أن التحركات الشعبية التي يقودها طلاب الجامعات والمحامون تضمّ جميع أطياف الشعب الليبي بعيداً عن هيمنة تيارات سياسية، كذلك يشارك أبناء العديد من القبائل ذات الثقل في المجتمع الليبي بالاحتجاجات على النظام. وقالت منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' إن قوات الأمن الليبية قتلت 35 شخصا في بنغازي بشرق البلاد في ساعة متأخرة مساء الجمعة في أسوأ ليلة من حيث العنف منذ أن حاولت الاحتجاجات الأسبوع الماضي محاكاة الأحداث في تونس ومصر المجاورتين لليبيا.
وقال أحد سكان بنغازي ل''رويترز'' إن مواجهات وقعت بين تجمهر كبير وقوات الأمن بعد تشييع بعض الذين قتلوا في تطابق مع نمط العنف في الأيام السابقة في المدينة.
إحراق رموز النظام
من ناحية أخرى، أفاد شاهد عيان لوسائل إعلام عربية أن المتظاهرين؛ الذين خرجوا فيما وصفها ب''جمعة الصدور العارية''؛ أحرقوا جميع المراكز الثورية ومقر إذاعة بنغازي وهدموا نُصبا يمثل الكتاب الأخضر وسيطروا على دبابات للجيش، وذلك بعد اعتصام أمام محكمة شمال بنغازي شارك فيه الجمعة نحو مائة ألف مطالبين بإسقاط النظام.
و قال شهود عيان من ''أجدابيا'' بشرق البلاد إن المدينة سقطت منذ الجمعة في أيدي المتظاهرين بعد احتجاجات ضخمة شارك فيها أكثر من عشرة آلاف شخص. وأفاد بأن شرطة المدينة بسياراتها وأسلحتها الخفيفة انضمت إلى ما سماه ''الثورة''.
وقالت مجموعتان ليبيتان معارضتان في المنفى إن مدينة البيضاء ''باتت في يد الشعب'' بعد أن سيطر عليها المحتجون، وانضم إليهم بعض من الشرطة المحلية.
وذكر شاهد عيان آخر من طبرق أن كتائب الدروع وقاعدة جمال عبد الناصر الجوية بالمدينة انضموا ''لمطالب الشعب والتنسيق مع المتظاهرين لمنع دخول قوات القذافي'' وذلك بتنسيق مع مدن درنة وشحات والبيضاء.
وقال مصدر صحفي ل''الجزيرة نت'' إن منطقة الزنتان أحرق فيها كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة.
ووفق مصادر ليبية، رفضت وحدات من الأمن المركزي بشرق ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية ''أفريقية'' قيل إنها استُقدمت مع ''بلطجية'' مسلحين.
وقالت مصادر صحفية عربية إن منطقة الزنتان أحرق فيها كل ما يمثل الواجهة الرسمية للدولة، وسيطر المواطنون على الوضع بصورة شبه كاملة.
ووفق مصادر ليبية، رفضت وحدات من الأمن المركزي بشرق ليبيا إطلاق النار، بل ساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية ''أفريقية'' قيل إنها استُقدمت مع ''بلطجية'' مسلحين.
وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي قد شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة. وفي المرج (100 كلم شرق بنغازي) أحرق متظاهرون مقار أمنية ورفعوا علم البلاد قبل حكم القذافي مرددين هتافات ضد الزعيم الليبي. ومثلما حصل في تونس ومصر عطلت ليبيا بعض خدمات الإنترنت الجمعة ومنها موقع ''الجزيرة نت''، كما فعلت الأمر ذاته مع صفحات مجموعات الغضب على موقع فيسبوك، وتم التشويش على إشارة قناة الجزيرة على عدة ترددات.
''أحفاد المختار''
سفي غضون ذلك، قالت مجموعة أطلقت على نفسها اسم ''حركة أحفاد عمر المختار'' إنّها تشكّلت من بعض الشباب الليبي بمختلف انتماءاته وانبثقت من رحم الظلم والقمع المسلّط على الشعب الليبي على حد تعبيرها.
ودعت حركة ''أحفاد عمر المختار'' الشعب الليبي إلى ''كسر حاجز الخوف والاستلهام من الشعبين التونسي والمصري، وتوحيد الصفوف ولمّ الشمل من أجل مصلحة الوطن، وفرض إرادته بالاحتجاجات والإضرابات حتى يحقق هدفه المتمثّل في تغيير النظام الجائر''.
وحثّت الحركة نفسها الليبيين على العمل من أجل التغيير، وقالت إن ''الشعوب العربية وعت الدرس وأيقنت أن الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر''.
إلى ذلك ناشد مهاجرون ليبيون في النرويج وسائل الإعلام العالمية تسليط الأضواء على ما وصفوه بانتهاكات قالوا إن السلطات تمارسها في حق ليبيين عزل يطالبون سلميا بالتغيير. كما استنهضوا شباب ليبيا ''لافتكاك حقوقهم''.
مقتل 84
وكانت، منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' المعنية بحقوق الإنسان قد قالت إنّ قوات الأمن الليبية قتلت أكثر من 84 شخصًا في الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ بدء الاحتجاجات. وقد ارتفعت حصيلة أعمال العنف التي تهزّ ليبيا شكل تدريجي، إذ اتهمت المنظمة، ومقرها نيويورك في الولايات المتحدة، السلطات الليبية بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين، وبتوعدهم بردٍّ ''صاعق'' في حال استمرار الاحتجاجات. وأكّدت المنظمة أنها تمكنت من التحقق من وقوع ''ثمانِي حالات وفاة'' في صفوف المتظاهرين في مدينة بنغازي لوحدها يوم الخميس الماضي فقط.
وقالت سارة واطسون، المسؤولة عن قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: ''إنّ الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الأمن الليبية على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع أي حركة معارضة داخلية''. وأضافت: مئات ''المتظاهرين المسالمين نزلوا إلى الشوارع في البيضاء وبنغازي ودرنة وأجدابيا وزنتان''، مشيرة إلى أنّه ''بحسب العديد من الشهود، فقد أطلقت قوات الأمن الليبية النار على المتظاهرين وقتلت عددًا منهم لتفريق التظاهرات''.
اليمن: ''جمعة البداية''
توقع 5 قتلى
وفي اليمن، اختار النظام العنف سلاحاً وحيداً لقمع معارضيه بعدما عمّم أسلوب ''البلطجية'' في مواجهة المحتجين المطالبين بتنحي علي عبد الله صالح، مما أدى إلى سقوط 5 قتلى وعشرات الجرحى، الجمعة الماضية، بعد اعتداءات منظّمة على المحتجين أشرف عليها قادة من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم.
وبعد أيام من محاولات السلطات قمع المحتجين في صنعاء من خلال نشر أنصارها في الشوارع مسلحين بالعصي والخناجر، اختارت تعميم التجربة نفسها في تعز، بعد انتقال عدد من قادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إلى المدينة للإشراف على مهاجمة المحتجين العزل، نظراً إلى ما تكتسبه المدينة من أهمية لمستقبل الحركة الاحتجاجية في اليمن. وفي وقت تجمّع فيه مئات الآلاف من معارضي صالح في ميدان الحرية لليوم الثامن على التوالي، قتل شخصان على الأقل وأصيب 27 آخرون بجروح، بعضهم في حال الخطر، إثر إلقاء قنبلة ممن يعتقد أنهم من ''البلطجية'' في اتجاه تظاهرة حاشدة لمعارضين انطلقت بعد صلاة الجمعة.
وفي موازاة ذلك، سيّر النظام مسيرات مؤيدة له في المدينة. وقال شهود عيان إن عشرة آلاف على الأقل من الموالين لصالح خرجوا الى شوارع تعز، فيما أعلن التلفزيون الحكومي أنّ مليون شخص تجمعوا للتعبير عن تأييدهم للرئيس. كذلك جرى الاعتداء بالضرب المبرّح والعنيف على عدة صحافيين من جانب مناصري الحزب الحاكم يقودهم القيادي في الحزب عارف الزوكا.
في غضون ذلك، تصاعد التوتر في مدينة عدن بعد مقتل ثلاثة محتجين، عقب خروج آلاف المتظاهرين بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام. وأكّد شهود عيان وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن في حي خور مكسر في المدينة.
وتأتي اشتباكات ''جمعة الغضب'' أو ''جمعة البداية''، كما قرر المحتجون تسميتها، بعد يوم واحد من مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين بجروح في صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين، فتحت خلالها القوات الأمنية النار على آلاف المتظاهرين المطالبين بإطاحة الرئيس.
وفي تطور مهمّ امتدت المواجهات في الجنوب الى مناطق حضرموت وشبوة والضالع وابين، وقد جرح ثلاثة متظاهرين في مدينة المكلا.
العنف لقمع التظاهرات
و كشف موقع ''الوحدوي نت'' اليمني عن مخطط أعدته الأجهزة الأمنية بالتعاون مع قيادة الحزب الحاكم لمواجهة الاحتجاجات في صنعاء وعدد من المدن اليمنية.
ونقل الموقع عن مصدر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الخطة تكمن في توزيع أسلحة نارية وهراوات وخناجر على عدد كبير من البلطجيّة في مختلف مديريات العاصمة صنعاء، بحيث تتولى كل مديرية مواجهة التظاهرات التي تخرج أو تمر من المديرية أو بالقرب منها.
ولفت المصدر إلى أن اجتماعاً موسعاً عقد أخيراً وضم مسؤولين أمنيين وشخصيات في الحزب الحاكم مع مخاتير الأحياء بصنعاء، أعدّوا خلاله كشوفاً بأسماء البلطجية، ووزعت الأسلحة والعتاد الخاص بمواجهة المحتجين، كما وزعت مبالغ مالية كبيرة على المخاتير.
من جهة ثانية، سجل تطور جديد على الساحة السياسية اليمنية، بعدما أعلن رئيس مجلس التضامن الوطني، الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر تأييد قبائل حاشد للتغيير ووقوفها إلى جانب الثورة الشعبية السلمية، مؤكّداً أن المجلس سوف يدعو القبائل في كل المحافظات إلى حماية المتظاهرين من البلطجية الذين أنزلهم النظام إلى الشوارع، وأكد أن أفراد القبيلة سيبدأون من اليوم حماية المتظاهرين سلميّاً.
بدوره، أدان المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المذبحة الدموية البشعة التي شهدتها مدينة عدن نتيجة لأعمال القمع الهستيرية التي نفّذتها الأجهزة العسكرية والأمنية. وحمّلت أحزاب اللقاء المشترك السلطة وما يسمّى مجلس الدفاع الوطني والرئيس اليمني كامل المسؤولية عن تلك الجرائم الدموية البشعة التي لا تسقط بالتقادم، ودعت إلى إجراءات عملية فورية لإقالة المسؤولين السياسيين والأمنيين المتورطين.
الأردن: ''جمعة'' صاخبة
تكسر المحرمات
في الأردن، عاشت العاصمة عمان يوم الجمعة على وقع أحداث وتصريحات صاخبة وصفت بأنها كسرت كل المحرمات وربما تؤسس لمرحلة جديدة في علاقة النظام السياسي بعدد من أطياف المعارضة.
وقد شهد الجامع الحسيني في وسط عمان انطلاق مسيرة دعت إليها قوى قومية ويسارية معارضة وواجهها مدنيون يحملون العصي والقضبان الحديدية والهري وصفهم المعارضون بأنهم ''بلطجية''.
وحاول منظمو المسيرة والمشاركون فيها عبثا ثني المهاجمين عن الاعتداء عليهم من خلال هتافهم ''سلمية سلمية'' و''بالروح بالدم نفديك يا أردن'' ومطالبتهم رجال الأمن بحمايتهم، إلا أن من وصفوا ب''البلطجية'' واصلوا ملاحقة المشاركين، لينتهي المشهد بعدد من الإصابات كان أبرزها كسر يد الكاتب السياسي موفق محادين ونجله.
وفي حين وصف الأمن العام ما جرى بأنه كان اشتباكا بين مشاركين في مسيرتين، فإن الناطق باسم الحكومة الوزير طاهر العدوان استنكره باعتباره اعتداء من ''مجهولين'' على المسيرة، وأعلن عن فتح تحقيق في الحادث. أما رئيس الوزراء معروف البخيت فقد اتصل بالكاتب موفق محادين وقدم له اعتذاره عما جرى.
هتافات لافتة
وكان المشهد لافتا بين ''المسيرتين''، ففي حين كان المعارضون يهتفون ''تسقط تسقط وادي عربة''، كانت ''المسيرة'' الأخرى تهتف ''تنجح تنجح وادي عربة''، وهو ما اعتبره سياسيون حضروا المسيرة أول هتاف في تاريخ الأردن لصالح معاهدة السلام بين الأردن والكيان الصهيوني الموقعة عام .1994
ومشهد آخر كان حلقة ثانية في يوم عمان الصاخب، حيث عقد مؤتمر صحفي في حزب الوحدة الشعبية، أعلن فيه نائب الأمين العام للحزب عصام الخواجا أن الرد على ما جرى سيكون بمسيرات حاشدة في عمان وكل المدن الجمعة المقبلة. وقال المعارض السياسي الدكتور سفيان التل إن ''اعتداء البلطجية أكد ما كنا نقوله من أن الأردن تحكمه المافيات والعصابات''. وتحدث التل عن لقاء جمعه رفقة عدد من السياسيين برئيس الوزراء قبل المسيرة بيوم جرى الحديث فيه أمامه عن ظهور بلطجية لقمع المسيرات، وعلق قائلا ''يبدو أن رئيس الوزراء لا يحكم وأن مافيات السلطة أكبر من الحكومات''.
الكاتب موفق محادين الذي كُسِرت يده اتهم في حديث ل''الجزيرة نت'' الأجهزة الأمنية بالمسؤولية عما جرى، وقال إن البلطجية ضربوا المتظاهرين برعاية أجهزة الأمن التي كانت حاضرة. وأعلن محادين في المؤتمر الصحفي اعتذاره عن اللقاء الذي جمعه مع سياسيين برئيس الوزراء.
وقال ''النظام الفاسد المستبد من المحيط للخليج ينظم ثورة مضادة عمادها البلطجية وإذا أرادوها على طريقة ميدان التحرير فلتكن كل الساحات ميادين تحرير''. وتابع ''لن نتوقف ولن نخاف انتهى زمن الخوف فنحن أبناء المستقبل وهم أبناء الماضي''.
إصلاح الديوان
نهاية المؤتمر الصحفي جاءت ساخنة جدا بل وصلت درجة الغليان، حيث قال المعارض البارز ليث شبيلات ''سنصلح بلدنا ونحن متمسكون بالنظام الملكي وإصلاحه ولكن إذا سال الدم فإننا لن نسيطر على المطالبات بإسقاط النظام''. واعتبر المعارض الأردني والعضو السابق في مجلس النواب أنه لا إصلاح في الأردن من دون ''إصلاح مؤسسة العرش''. وأضاف شبيلات أن الأردن ينزف بسبب الديوان الملكي، ودعا إلى إصلاحات تحقق قيام ملكية دستورية عبر تقليص سلطات وصلاحيات الملك. وبحسب شبيلات فإنه ''حتى نتجنب حربا أهلية وحتى نحافظ على العرش هناك مواصفات لصاحب العرش، وكما قلت العرش ممنوع أن يهتز لا من شبيلات ولا من الحاشية ولا من صاحب العرش''. واعتبر أن أكثر ما يهز مؤسسة العرش خلال السنوات العشر الأخيرة هو صاحب العرش نفسه، على حد قوله. ودعا ''لأن يعلن الملك أنه يقبل بالدستورية الملكية وحينئذ أنا أتشرف أن أقول أهلا وسهلا بأبو حسين (الملك عبد الله الثاني) سيدنا وسيد سيدنا''.
وكان شبيلات وجه رسالة مطولة للملك عبد الله الثاني حذر فيها من انتقال الشعب من شعارات اجتماعية اقتصادية إلى أخرى سياسية ثم إلى النظام ورأس النظام إذا استمر ما سماه ''فسق الحكومات التي ترتع في خيرات الشعب''.
وحملت رسالة شبيلات عنوان ''هكذا نحافظ على عرش يحتاجه الأردن لاستقراره''، وكتب على رأس الرسالة ''مكتوم بشرطه''، واعتبرها نصيحة من باب الواجب الشرعي والوطني لرأس الدولة الذي رحب به ضيفا عليه في بيته كناصح له. وبينما انتهت الجمعة الصاخبة على وقع هذه التصريحات تفاوتت توقعات محللين سياسيين بين من اعتبر أن ما جرى له ما بعده خاصة فيما يتعلق بتصريحات ليث شبيلات الذي أعلن عن مؤتمر صحفي خلال أيام، وبين من توقع أن لا تتدخل السلطة الرسمية في أزمات جديدة سواء مع شبيلات أو بقية المعارضة وأن تسعى لاحتواء تداعيات ''جمعة البلطجية'' بأقل الخسائر الممكنة.
موريتانيا: ''جمعة'' السيطرة
على المباني الرسمية
في موريتانيا، اندلعت يوم الجمعة الماضية في مدينة فصالة بأقصى الشرق الموريتاني احتجاجات عنيفة بسبب نقص المياه وتردي الأوضاع الاجتماعية والفساد، سيطر خلالها المتظاهرون على مقرات للإدارة المحلية.
وبدأت الاحتجاجات سلمية لدى انطلاقها لكنها سرعان ما تطورت إلى مظاهرات عنيفة سيطر خلالها المتظاهرون على أغلب المراكز والمباني الرسمية في المدينة، وأضرموا النار في مقر البلدية وفي منشآت أخرى.
ويشكو المتظاهرون من أزمة عطش حادة تجتاح المدينة منذ شهور بعد تعطل المضخة المائية التابعة للبلدية التي كانت تزود المدينة بالماء، وهو ما جعل السكان يلجؤون إلى وسائل بدائية وآبار تقليدية لا تفي بحاجاتهم من المياه الصالحة للشرب. ويحمل السكان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية في المدينة المحاذية لدولة مالي للسلطات العمومية وللبلدية بشكل خاص، ويتهمون المسؤولين عن المدينة بالفساد، وباستخدام الوسائل والموارد العمومية لقضاء مآرب شخصية. ويقولون في هذا الصدد إن سيارة الإسعاف الوحيدة يستخدمها مسؤولون محليون لمآربهم، ولا تنقل مرضى المدينة النائية إلا بأسعار باهظة لا طاقة للسكان بها.
وبادر المتظاهرون وبينهم طلبة مدارس وربات منازل إلى تكسير سيارة الإسعاف، وتحطيم كل معدات البلدية، وسحب وتمزيق الوثائق والسجلات الإدارية التي بحوزتها، كما سيطروا على مقر رئيس المركز الإداري، وحطموا كذلك أغلب محتوياته، وأصيب عنصران من الأمن.
وقد جرت اشتباكات محدودة مع قوات الدرك بعد تعزيزات دفعت بها السلطات إلى المدينة التي تبعد عن العاصمة نواكشوط نحو 1500 كيلومتر.
وتحدثت مصادر صحفية عن استنفار أمني بالمنطقة، وأكدت اعتقال قوات الدرك ثمانية على الأقل من قادة المتظاهرين بعد نجاحها في التصدي لهم واستعادة الهدوء.
ويعاني الشرق الموريتاني عامة من نقص حاد في مياه الشرب، وسبق أن شهدت بعض مناطق الشرق عام 2008 احتجاجات صاخبة ضد الغلاء. وحينها قتل طالب في مدينة كنكوصة، لكن مدينة فصالة لم تشهد في السابق أي احتجاجات بمثل هذه القوة.
دول أخرى
في البحرين، أطلق الجيش الرصاص على المتظاهرين بالقرب من ميدان اللؤلؤة بالعاصمة المنامة، وأكد شهود عيان أن قوات الأمن البحرينية أطلقت النار على متظاهرين، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
جاء ذلك فيما تدفق مئات من مؤيدي الحكومة البحرينية على شوارع العاصمة المنامة الجمعة ملوحين بالأعلام وبصور الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ودعا ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الجمعة الماضية إلى ''الهدوء فورا'' في البلاد، مشيرا إلى أن حوارا وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء. الأمر الذي رفضته المعارضة الأبرز في البلاد، حيث نقلت وكالة ''رويترز'' عن عضو جمعية الوفاق الشيعية إبراهيم مطر أن الجمعية التي تمثل كتلة المعارضة الرئيسية في البحرين لا تشعر أن هناك رغبة جادة للحوار لأن الجيش منتشر في الشوارع. وأضاف أن السلطات عليها أن تقبل مفهوم الملكية الدستورية وأن تسحب القوات من الشوارع قبل بدء أي حوار، على أن يتم بعد ذلك تشكيل حكومة مؤقتة تضم وجوها جديدة ليس بينها وزيرا الداخلية والدفاع الحاليان.
في غضون ذلك، تدفق آلاف البحرينيين إلى ساحة اللؤلؤة في العاصمة، وتزايدت أعداد المعتصمين في الميدان مع هبوط ليل السبت، حيث شاركت النساء في التجمع الحاشد. وأكد المحتجون مطالبهم في الإصلاحات الدستورية واستقالة الحكومة الحالية. وكانت قوات الشرطة البحرينية قد هاجمت محتجين مناهضين، صباح أول أمس، في محاولة لإعادة الهدوء إلى المعقل السابق للاحتجاجات بدوار (ساحة) اللؤلؤة عقب انسحاب مركبات الجيش. وضربت الشرطة المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان لتأكيد سيطرتها على المكان بعد أن أكملت القوات التي تدعمها الدبابات والعربات المدرعة انسحابها من الميدان بأمر من الملك، فيما حلقت طائرات حربية حلقت على ارتفاع منخفض جدا في سماء المنطقة لإخافة المتظاهرين الذين توافدوا على الميدان من كل حدب وصوب. وقالت وسائل إعلام عربية إن عددا كبيرا من الأطباء التحقوا بالمحتجين بالميدان في مسيرة حاشدة للتضامن معهم.
وفي الكويت تظاهر مئات من ''البدون''، مطالبين بتسوية وضعهم ومنحهم الجنسية الكويتية، الأمر الذي ما زالت ترفضه الحكومة، وبدأ حوالى 300 رجل بالتظاهر بعد صلاة الجمعة في الجهراء (50 كلم غرب الكويت) وسط تدابير أمنية مشددة شاركت في فرضها قوات مكافحة الشغب. ورفض المتظاهرون مغادرة موقع الاحتجاج حتى تلبى جميع مطالبهم، وحاولت القوات الخاصة إجلاء المتظاهرين، وقامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، ورشهم بخراطيم المياه، حيث كان عدد المتظاهرين في ازدياد.
وفي سلطنة عمان تظاهر حوالى 300 عماني بينهم نساء الجمعة بشكل سلمي في وسط مسقط للمطالبة برفع الرواتب وبإصلاحات سياسية، بحسب ما أفاد مراسل وكالة ''فرانس برس''. والتظاهرة التي تعد الثانية من نوعها في السلطنة في غضون شهر واحد، نظمت في شارع الوزارات الرئيسي في مسقط، وحمل المشاركون فيها لافتات مطالبة ب''القضاء على ظاهرة الغلاء'' و''رفع رواتب الشعب العماني'' و''زيادة مستحقات الضمان''، إضافة إلى السماح بالترخيص للبنوك غير الربوية. وهتف المتظاهرون والمتظاهرات: ''الإصلاح، الإصلاح''، بينما كانت قوى الشرطة تحيط بهم.
قبضة ''ملك ملوك أفريقيا'' تفقد سيطرتها على مناطق في البلاد
ثورة الغضب في ليبيا تنتقل إلى طرابلس والقتلى أزيد من 200
بدأت حركة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح مختلف المدن الليبية خاصة في الشرق تتجه إلى المنطقة الغربية، حيث العاصمة الليبية طرابلس، فيما قالت مصادر طبية ليبية إن عدد القتلى ارتفع أول أمس إلى أزيد من مائتي قتيل، فيما أصيب المئات بجراح متفاوتة الخطورة بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الأمن الليبية التي تكافح بشراسة لفض المتظاهرين الذين يطالبون معمر القذافي بالتنحي وتغيير نظام الحكم.
وبدا أول أمس وأمس أن قبضة القذافي الذي يحب أن يوصف بأنه ''ملك ملوك أفريقيا'' تفقد سيطرتها على مساحة كبيرة من أراضي الدولة الليبية لصالح المتظاهرين الذين طرقوا للمرة الأولى أبواب طرابلس الغرب بعنف بعدما اجتاحت مظاهرات مناوئة للحكم شوارع في أحياء سوق الجمعة وعراد.
وذكرت مصادر مطلعة أن أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية طالبوا القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش الليبي بقيادة اللواء أبو بكر يونس حقنا للدماء وتجنب المزيد من أعمال الفوضى والعنف الدموي، كما ترددت أول أمس معلومات عن تقديم المستشار مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبي استقالته من منصبه احتجاجا على إعطاء الأوامر لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.
وانتقل الانقسام على ما يبدو إلى داخل الجيش الليبي، حيث قال مصدر ليبي إن كلا من اللواء عبد الفتاح يونس والعميد سليمان محمود وثمانية ضباط آخرين أعلنوا أنهم سيتجهون إلى مدينة بنغازي على رأس قوات خاصة لحمايتها وللقضاء على المرتزقة الأفارقة. ووردت معلومات عن استسلام عناصر من قوات الجيش والأمن الموالية للقذافي في عدة مدن ليبية، خاصة في الشرق، وانضموا إلى المتظاهرين في مشهد يشي بقرب سقوط النظام.
وبدأت سفارات غربية وعربية في طرابلس في الاتصال برعاياها تمهيدا لنقلهم إلى الخارج مع تفاقم الأوضاع، كما شرعت بعثات دبلوماسية عديدة في ترحيل موظفيها بعد تواتر المعلومات عن قيام بعض عائلات كبار المسؤولين الليبيين بالهرب إلى خارج البلاد، بالإضافة إلى عمليات تحويل مشبوهة لأموال من مصارف ليبية باتجاه مصارف في دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في تصعيد لنبرتها ضد القذافي في بيان إن النظام الليبي وهو يرتكب هذه الجرائم في أبناء شعبه من المدنيين العزل ليعلن بأنه نظام فاقد لأدنى مصداقية، مشيرة إلى أنه كشف عن زيف الدعاوى الوطنية وانحيازه للشعوب المقهورة، وأنه بذلك قد فقد أي أهلية لإدارة البلاد، على حد تعبيرها.
وفشلت السلطات الليبية التي استعانت بقوات الجيش ومروحيات عسكرية مساء الجمعة الماضية في استعادة السيطرة على الميدان الذي تقع فيه محكمة شمال بنغازي بقلب المدينة، والذي أطلق عليه المتظاهرون اسم ميدان التحرير، تيمنا بالثورة التي أدت إلى الإطاحة بنظام حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وتعرض الساعدي أحد أنجال القذافي لحصار المتظاهرين الغاضبين الذين كادوا ينجحون في اعتقاله، قبل أن يتمكن عبد الله السنوسي أقرب مساعدي القذافي ومسؤول المخابرات السابق من نجدته بقوة عسكرية محملة جوا ونقله إلى خارج المدينة. وقطعت السلطات الليبية خدمات شبكة الإنترنت عن كافة عموم المدن الليبية وقامت بحملات تشويش إلكترونية لمنع استقبال بث مختلف القنوات الفضائية العربية والأجنبية التي تنقل أخبار الاحتجاجات. واعتقلت السلطات الليبية بعض الناشطين السياسيين من بينهم نقيب المحامين الأسبق صالح عبد الحفيظ غوقة بعد ساعات فقط من إدلائهم بتصريحات لقنوات فضائية حول ما يجري.
وشيعت أمس في جنازة مهيبة شارك فيها ما لا يقل عن خمسين ألف شخص بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي شهدت أعنف الاشتباكات الدامية، لعشرين قتيلا لقوا حتفهم في المواجهات الدامية ضد السلطات الليبية المدعومة بعناصر مرتزقة أفارقة من تشاذ والنيجر وغينيا. وتعرض المشيعون لإطلاق نار حي أسفر عن حدوث مجزرة دموية، بحسب محامية ل''الجزيرة''.
واختار نظام معمر القذافي أسلوبا دمويا وحشيا لمواجهة الثوار المسالمين في بنغازي التي تحولت إلى ما يشبه مجزرة ملطخة بدماء العشرات من القتلى والجرحى. وأكّد أحد الأطباء في المدينة التي شهدت أكبر عدد من الضحايا في غضون ثلاثة أيام، أنّ المروحيات تحلق في سماء المنطقة، أول أمس، وتطلق النار من رشاشاتها بشكل عشوائي على جموع المتظاهرين الذين سيطروا على الشوارع، مطالبين برحيل نظام العقيد القذاقي، الممسك بالسلطة منذ أكثر من أربعة عقود.
ونقلت شبكة ''سي إن إن''، عن الطبيب الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية قوله : ''نحن الآن في وضع حرج للغاية.. المدينة فعليًا تحت الحصار، ولدينا عشرات المصابين في المستشفيات، ومعظمهم سقط ضحية إطلاق النار''. وقال شهود عيان: إن هناك عدد كبير من القتلى والجرحى في إطلاق نار كثيف وعمليات قنص للمتظاهرين في بنغازي.
ونقلت فضائية ''الجزيرة''، عن الدكتور سهيل الأطرش قوله: إن ما يحدث في بنغازي مجزرة حقيقية، وأن قناصة استهدفت مشيعين لجنازة الشهداء الذين وقعوا في المظاهرات بالرصاص الحي، مما أسقط 12 قتيلا وعشرات الجرحى. وأكدت مصادر من عين المكان أن سيارات الإسعاف وجدت صعوبة في الوصول إلى القتلى والجرحى، وأشارت إلى أن بعض الجرحى يحاولون الزحف للوصول إلى سيارات الإسعاف.
وأفاد المتحدث باسم ''الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا'' المعارضة، محمد عبد الله، بأنّ مسلحين ينتمون للجان الشعبية (الحكومة الليبية)، أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، دون أن يتضح ما إذا كانت المواجهات قد أسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا، كما لم تتوافر أي معلومات بشأن حصيلة ضحايا المواجهات السابقة.
وكانت العديد من المواقع التابعة للمعارضة الليبية قد دعت المتظاهرين للخروج إلى الشوارع بمختلف المدن الليبية في ''يوم الغضب'' في 17 فبراير الجاري، الذي يوافق ذكرى احتجاجات عام ,2006 والتي قُتل خلالها 12 متظاهرًا على يد قوات الأمن الليبية.
وقال ''جو ستورك''، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: ''مع تأكيد الشعوب من تونس إلى مصر إلى البحرين إلى إيران على حقهم في الاحتجاج، نرى الحكومة الليبية ترد بنفس الأسلوب الخاطئ. على العقيد معمر القذافي أن يتعلم من جيرانه السابقين؛ أن الاستقرار يجب أن يضم احترام الحق في التظاهر السلمي''.
وتحول مركز الاحتجاجات غير المسبوقة في تاريخ ليبيا المعاصر من المنطقة الشرقية باتجاه العاصمة الليبية طرابلس، حيث سقط ثمانية قتلى بعدما تظاهر آلاف المواطنين في مدينة مصراتة التي تبعد نحو 200 كيلومتر شرق المدينة التي شهدت بعض شوارعها أيضا محاولات للتظاهر والتمرد ضد نظام الحكم في أحياء فشلوم والدهماني والظهرة. وسيطر المتظاهرون في مدينة أجدابيا على المدينة وتم تشكيل لجان شعبية خدمية لحماية المصارف والمباني العامة، وهو ما تكرر في عدة مدن ليبية باتت بمنأى عن سيطرة الدولة الليبية سوى من الناحية الشكلية فقط.
وتأتي احتجاجات ليبيا في وقت تشهد فيه عدد من الدول العربية حراكا شعبيا، يطالب بإصلاحات وتغييرات سياسية، مستوحاة من نموذجي تونس ومصر، علمًا أنّ الزعيم الليبي أبدى دعمه لنظيريه التونسي زين العابدين بن علي، والمصري حسني مبارك، إبان فترة احتجاجات شعبية نادت بالتغيير وانتهت بسقوط الزعيمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.