ككل سنة تشهد جهة بني ملالخنيفرة في مثل هذا الموسم حركة غير اعتيادية، حيث ينطلق موسم جني الشمندر السكري والذي يشكل ركيزة مهمة للنسيج السوسيو اقتصادي بالمنطقة. كما أن الطلب المتزايد للشركاء الفلاحين على زيادة المساحات المزروعة دفع السنة الماضية مجموعة كوسومار للقيام باستثمارات هامة وذلك بهدف تهيئة أداتها الصناعية بمعمل سوطا التابع لها بأولاد عياد، حيث خصت بالأساس المجال البيئي بغية خفض استهلاك المياه داخل المعمل بالإضافة إلى المجال التقني عبر تحديث آليات معالجة الشمندر بهدف رفع المردودية للهكتار وبالتالي الرفع من الربح الصافي للفلاحين منتجي الشمندر السكري. هذا بالموازاة مع مشروع تحديث المراجل، حيث انطلقت منذ أسبوع التجارب على المعدات الجديدة والتي ستمكن من تقليص الانبعاثات الغازية ب 70% وبالتالي تحسين المجال البيئي للوحدة الصناعية. وساهمت التساقطات المطرية الأخيرة في بث الأمل وسط فلاحي جهة بني ملالخنيفرة، خصوصا العاملين في سلسلة إنتاج الشمندر السكري التي تعتبر إحدى الزراعات الأساسية في الجهة. وتتواجد هذه الزراعة في خمس مناطق فلاحية، هي تادلة والغرب ودكالة واللوكوس وملوية، ويشتغل فيها آلاف الفلاحين، وتمتاز هذه السلسلة بضمان بيع المنتوج لفائدة مجموعة "كوسومار". وتتعاقد مجموعة "كوسومار"، الفاعل في قطاع السكر بالمغرب، مع الفلاحين في المناطق التي تتواجد فيها مصانعها من أجل اقتناء كامل منتوج الشمندر السكري، وهو عامل مهم يميز السلسلة على باقي السلاسل. وسلسلة إنتاج الشمندر السكري للفلاحين ضمانة التسويق، العائق الكبير والحقيقي الذي يواجه سلاسل الإنتاج الأخرى، كما أن المغرب لا يحقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة، وهو ما يتيح للفلاحين فرصة رفع الإنتاج لتلبية الحاجيات الوطنية.