تنظر غرفة الجنايات الابتدائية ببني ملال، يومه الثلاثاء، في ما يعرف إعلاميا بملف “فتاة الوشم”، في إشارة إلى قضية احتجاز واغتصاب جماعي لفتاة قاصر خديجة “17 عاما”. ويتابع في هذا الملف عشرة متهمين في حالة اعتقال، واثنان في حالة سراح، بينما يتابع متهم واحد قاصر أمام محكمة الأحداث. وتم توقيف هؤلاء المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 سنة في أعقاب التصريحات التي أدلت بها خديجة حول ما تعرضت له. ويواجه بعضهم تهما ثقيلة منها الاتجار بالبشر والاغتصاب والاحتجاز وتكوين عصابة إجرامية، بينما يلاحق آخرون بتهمة عدم التبليغ عن جنايتي الاتجار في البشر والاغتصاب. وما يزال شخصان آخران يشتبه في صلتهما بهذه القضية رهن التحقيق، في انتظار قرار قاضي التحقيق. وتعود وقائع هذا الملف، الذي حظي بتعاطف واسع من طرف الرأي العام المحلي والوطني مع الضحية، إلى ليلة عيد الفطر الماضي من السنة الماضية، حيث اختطف “ر. ب” الملقب ب”كريتي”، وهو يشتغل فلاحا للشمندر، الضحية خديجة من أمام منزل خالتها، ليحتجزها بمنزل أبويه بحي الليمون لمدة أسبوع كامل، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، ويتناوب على اغتصابها وفض بكارتها رفقة عناصر أخرى، بعد أن جرى تخديرها وكي جسدها بالسجائر. وخوفا من انكشاف جريمته أمام والديه الغائبين عن المنزل، سيقوم بتسليم الضحية لصديق له يسمى “قرقوب”، معروف ب”زريقة”، تاجر مخدرات معروف في المنطقة، مقابل بعض المال، ليكون ثاني المغتصبين رفقة بعض المنحرفين، بعد أن أرغموها على تناول المخدرات. بعد ذلك، سيأتي شخص ثالث يسمى “إ. ب”، رفقة أصدقائه، ليختطفوا خديجة من أيدي “قرقوب” و”كريتي”، ويحتجزوها بدورهم في منزل “إ. ب”، حيث مارسوا عليها الجنس جماعيا، ثم قاموا بكيها، ليوشمها بعد ذلك “ص. ص”، المُلقب ب”البربرة”، بوشوم غريبة غطت كامل جسدها، ثم اغتصبها بدوره. بعد مسلسل الاغتصابات المتوالية، سيعيد “كريتي” الضحية مجددا إلى منزله، ليغتصبها “ع. ب”، معذبا إياها بالاحتجاز والإنهاك لمدة تزيد عن 8 ساعات. ثم سينتهي عنقود المغتصبين بالمسمى “ر. ر” الذي احتجز القاصر بكهف في جبل بالمنطقة، وقام باغتصابها وجرحها وكيها وضربها. شهران تقريبا على موعد الاختطاف، وبعد مشوار البحث الفاشل للأم عن ابنتها، سيأتي الفرج عبر تحركات الجيران وتكثيف الأبحاث؛ إذ سيكشف بعض أصدقاء العائلة مكان احتجاز الطفلة، لتُرسل الأم شبانا إلى “كريتي” ليُعيدها إلى المنزل، مع وعدها له بعدم التبليغ عنه لدى مصالح الدرك، وهو ما سيحدث؛ إذ سيحضر المغتصب خديجة خوفا من انكشاف المكان ويتركها قرب المنزل ويلوذ بالفرار.