تنظر غرفة الجنايات الابتدائية ببني ملال، في ما يعرف إعلاميا بملف” فتاة الوشم”، في إشارة إلى قضية احتجاز واغتصاب جماعي في حق الفتاة القاصر خديجة(17 عاما) ، يوم 25 يونيو الجاري. وكانت المحكمة قد استجابة في الجلسة السابقة لطلب دفاعي الضحية والمتهمين، بمنحهما مهلة، من أجل الإطلاع على الملف وإعداد الدفاع. ويتابع في هذا الملف عشرة متهمين في حالة اعتقال، واثنان في حالة سراح، بينما مثل متهم واحد قاصر أمام محكمة الأحداث في 11 يونيو الجاري. وتم توقيف هؤلاء المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 سنة في أعقاب التصريحات التي أدلت بها خديجة حول ما تعرضت له. ويواجه بعضهم تهما ثقيلة منها الاتجار بالبشر والاغتصاب والاحتجاز وتكوين عصابة إجرامية، بينما يلاحق آخرون بتهمة عدم التبليغ عن جنايتي الاتجار في البشر والاغتصاب. وما يزال شخصان آخران يشتبه في صلتهما بهذه القضية رهن التحقيق، في انتظار قرار قاضي التحقيق. وتعود وقائع هذا الملف، الذي حظي بتعاطف واسع من طرف الرأي العام المحلي والوطني مع الضحية، إلى ليلة عيد الفطر الماضي، حيث اختطف “ر. ب” الملقب ب”كريتي”، وهو يشتغل فلاحا للشمندر، الضحية خديجة من أمام منزل خالتها، ليحتجزها بمنزل أبويه بحي الليمون لمدة أسبوع كامل، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، ويتناوب على اغتصابها وفض بكارتها رفقة عناصر أخرى، بعد أن جرى تخديرها وكي جسدها بالسجائر. وخوفا من انكشاف جريمته أمام والديه الغائبين عن المنزل، سيقوم بتسليم الضحية لصديق له يسمى “قرقوب”، معروف ب”زريقة”، تاجر مخدرات معروف في المنطقة، مقابل بعض المال، ليكون ثاني المغتصبين رفقة بعض المنحرفين، بعد أن أرغموها على تناول المخدرات. بعد ذلك، سيأتي شخص ثالث يسمى “إ. ب”، رفقة أصدقائه، ليختطفوا خديجة من أيدي “قرقوب” و”كريتي”، ويحتجزوها بدورهم في منزل “إ. ب”، حيث مارسوا عليها الجنس جماعيا، ثم قاموا بكيها، ليوشمها بعد ذلك “ص. ص”، المُلقب ب”البربرة”، بوشوم غريبة غطت كامل جسدها، ثم اغتصبها بدوره. وبعد مرور أسبوع على الاختطاف الثاني، سيقوم “كريتي”، المختطف الأول، باسترجاع الضحية، لاغتصابها مجددا، قبل تسليمها ل”ع. ك”، وهو عامل بالمنطقة مزداد سنة 1990 منقطع عن الدراسة في السابعة إعدادي، مارس عليها الجنس مرغمة وكواها بالسجائر، لتنتقل بعدها مكرهة رفقة “كريتي” صوب فدان فلاحي، بمعية “ي. ب”، المزداد سنة 1992، وله سوابق عدلية، وانقطع عن الدراسة في الثامنة إعدادي، ليجري اغتصابها هناك. في اليوم الموالي، سيقوم “أ. ج” باحتجاز خديجة في مقبرة الشهداء رفقة “ي. ن”، ليتمكن منها بعدهما “ح. خ”، الملقب ب”ولد شعيبة”، ليغتصبها بالقوة في حقل للزيتون، ثم سيلتحق به الواشم “البربرة”، ليكويها مجددا، لتأتي بعد كل هذه المعاناة محاولة الهروب الأولى من قبضة “الوحوش”؛ لكن “ع. م”، الملقب ب”بريشان”، وهو عاطل عن العمل من مواليد 2000، سيعترض سبيلها وسيقوم باغتصابها، قبل أن يختطفها “الكريتي” من جديد. المغتصب رقم 12 سيكون “ح. م”، إذ سيراود خديجة بالقوة في كهف، بعد أن اكتشف محاولة فرارها الثانية، ليعود “كريتي”، بعد أن بلغهُ أنها معه، ليهاجمه بسلاح أبيض ويعيدها إلى حوزته. ثم سيأتيها “س. أ”، الملقب ب”القرد”، لاختطافها واغتصابها، وعقب ذلك سيراودها مكرهة المدعو “ي. ش”، تحت أشجار الزيتون بأحواز الدوار. بعد مسلسل الاغتصابات المتوالية، سيعيد “كريتي” الضحية مجددا إلى منزله، ليغتصبها “ع. ب”، معذبا إياها بالاحتجاز والإنهاك لمدة تزيد عن 8 ساعات. ثم سينتهي عنقود المغتصبين بالمسمى “ر. ر”، الذي احتجز القاصر بكهف في جبل بالمنطقة، وقام باغتصابها وجرحها وكيها وضربها. شهران تقريبا على موعد الاختطاف، وبعد مشوار البحث الفاشل للأم عن ابنتها، سيأتي الفرج عبر تحركات الجيران وتكثيف الأبحاث؛ إذ سيكشف بعض أصدقاء العائلة مكان احتجاز الطفلة، لتُرسل الأم شبانا إلى “كريتي” ليُعيدها إلى المنزل، مع وعدها له بعدم التبليغ عنه لدى مصالح الدرك، وهو ما سيحدث؛ إذ سيحضر المغتصب خديجة خوفا من انكشاف المكان ويتركها قرب المنزل ويلوذ بالفرار.